أحيت قناة الشرقية من كلباء، التابعة لهيئة الشارقة للإذاعة والتلفزيون، الذكرى العاشرة لتأسيسها، ففي 16 فبراير 2014 أطلق صاحب السمو الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، حفظه الله، البث الرسمي للقناة، تزامناً مع الاحتفالات باليوبيل الفضي لتلفزيون الشارقة ومرور 25 عاماً على تأسيسه.
عقد من الزمن حمل معه طموحاً جامحاً من التميز الذي وضع خريطة طريقه صاحب السمو حاكم الشارقة الذي حدد المعالم الكبرى للقناة، حيث أكد سموه أنها تخدم أفراد مجتمع المنطقة الشرقية، وتخدم دراساتهم وأفكارهم، ولا تقتصر على مدينة كلباء، بل تشمل إلى جانبها خور فكان ودبا الحصن، كما شدد صاحب السمو عند تدشينها على أنها قناة عربية ذات ثقافة عربية، ومن الضروري استخدام اللغة العربية، لغة أساسية، ولا ضير من استخدام اللهجة المحلية الخاصة بأهالي المنطقة، بدلاً من استخدام ألفاظ غربية ودخيلة على مجتمعاتنا.
وانطلاقاً من التوجيهات السامية لحاكم الشارقة، حرصت القناة على أن تكون برامجها مرآة عاكسة لتقاليد المنطقة وأهلها وتخدم الثقافة المحلية، وتسهم في الحفاظ على تراث المنطقة، فأنتجت العديد من البرامج التي تحقق هذا الهدف، على غرار «أسفارنا»، «فوالة العصر»، تحدي الأجيال والكثير من البرامج الهادفة إلى ربط الأجيال المعاصرة بعادات وتقاليد الجيل الذهبي للآباء والأجداد.
وكان للمتابعة الكبيرة لسمو الشيخ سلطان بن أحمد بن سلطان القاسمي نائب حاكم الشارقة رئيس مجلس الشارقة للإعلام وتوجيهاته، دور بارز في تطور هذا الصرح الإعلامي، حيث أكد في مختلف الزيارات التي قام بها أن قناة الشرقية، وبما تعرضه من برامج تعتبر جزءاً مهماً من المنظومة الإعلامية والتراثية والثقافية التي يحرص صاحب السمو حاكم الشارقة على إبرازها لما لها من دور كبير في تقريب المجتمع والأسرة، وإثراء المخزون المعرفي لدى الجمهور.
ويؤكد الموظفون الذين أسهموا في إطلاق القناة على أن التحدي كان كبيراً، ليس من ناحية التجهيز أو التمويل، بل من ناحية الأفكار البرامجية التي تتماشى مع توجيهات صاحب السمو حاكم الشارقة، وتحقق التواصل الفعال مع أهالي المنطقة، لهذا كان التركيز على توفير محتوى إعلامي بجودة عالية، ويسهم في إبراز التراث الغني للمنطقة ولدولة الإمارات.
وكان لجهود التطوير المتواصلة أكبر الأثر على المحتوى المقدم، حيث برز برنامج «صباح الشرقية» الذي يقدم للمشاهد كل جديد على الصعيد الثقافي والاجتماعي عبر استقطاب ضيوف مميزين من أبناء المنطقة وخبراء في مختلف المواضيع التي يتم مناقشتها. كما نجح برنامج «حديث المساء» في رصد أبرز الأحداث التي تنظم في المنطقة الشرقية وإمارة الشارقة بصفة عامة، إلى جانب طرحه مواضيع مشوّقة تجذب اهتمام الجمهور.
وامتدت جهود القناة لتشمل تغطية الأحداث الاقتصادية والاجتماعية وحتى الرياضية والمساهمة في نشر الوعي في مختلف المجالات مثل الصحة والبيئة، وقد كان لهذا التنوع في المحتوى الإعلامي دور كبير في استقطاب جمهور واسع.
كما شهدت القناة مع مرور الوقت تطورات كبيرة واكبت التقدم التكنولوجي، واعتمدت على وسائل التواصل الاجتماعي والتقنيات الحديثة لتوسيع نطاق وصولها وتفاعلها مع الجماهير، كما قدمت محتوى رقمياً متطوراً يلبي توقعات الجيل الجديد، ويجذب فئات عمرية متنوعة.
وقال إسماعيل عيسى الحوسني مدير القناة: «تشكل الذكرى العاشرة لتأسيس القناة محطة لتقييم ما قدمناه لجمهورنا الواسع طوال 10 أعوام من العمل المتواصل. فالمتابع لبرامج قناتنا، يجد دائماً مشاريع وأفكاراً برامجية جديدة نعمل على تطويرها وتقديمها للجمهور الذي نهتم بآرائه ومقترحاته، وأعتبر أن ما تحقق خلال عقد من الزمن، دليل على أننا نسير في الاتجاه الصحيح، وهذا أمر نحرص عليه ونعد الجمهور بباقة برامجية متميزة تلامس تطلعات المشاهدين الذين نعتز بثقتهم ونفتخر بخدمتهم».
