قال مصدر ملاحي، أمس الأربعاء، إن اثنين من أفراد طاقم سفينة البضائع «ترو كونفيدنس»، التي ترفع علم بربادوس، ومملوكة من شركة أمريكية، قتلا، وفُقد وأصيب عدد آخر، بعد تعرض السفينة لهجوم صاروخي أطلقه الحوثيون في اليمن. وأعلن الحوثيون أن استهداف السفينة جرى بعدد من الصواريخ المناسبة في خليج عدن، وهذه هي المرة الأولى التي تسفر فيها هجمات الحوثيين على الملاحة البحرية في سقوط قتلى.
وقال مالك ومشغل السفينة، ترو كونفيدانس، إن صاروخاً أصابها على بعد 50 ميلاً بحرياً، جنوب غربي عدن، في اليمن، وإن حريقاً اشتعل على متنها. وقالت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، إن السفينة لم تعد تحت السيطرة، وسط أنباء عن فقدان الاتصال ب 23 شخصاً من طاقمها وحرّاسها. وقالت الشركة المالكة «ترو كونفيدانس شيبينج» المسجّلة في ليبيريا، والشركة المشغلة ثيرد جانيواري ماريتايم المحدودة، ومقرها اليونان، في بيان مشترك إن «السفينة تنحرف عن مسارها». وأضافت الشركتان أنه لا يوجد معلومات متاحة حالياً عن طاقم السفينة المكون من 20 شخصاً، أو حراس الأمن المسلحين الثلاثة على متنها.
وكانت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية ذكرت أن سفينة تجارية تعرضت لأضرار في هجوم جنوبي اليمن، وأن قوات أمريكية وبريطانية تقدم لها الدعم. وقال مصدر ملاحي طلب عدم نشر اسمه، إن السفينة أصبحت مهجورة على ما يبدو. وأفادت وكالتا «أمبري» و«يو كاي إم تي أو» البريطانيان للأمن البحري في بداية الأمر، إن «سفينة قريبة أبلغت عن انفجار بالقرب من ناقلة البضائع المملوكة لأمريكيين، والتي ترفع علم بربادوس»، محذّرة السفن التجارية الأخرى بالابتعاد عنها.
وقُبيل ذلك، أشارت «أمبري» إلى أن السفينة بدأت بتغيير مسارها بعدما «تلقت نداء من قطعة قدّم ركّاب عليها أنفسهم على أنهم البحرية اليمنية»، وهو المسمى الذي يستخدمه الحوثيون في اليمن.
وأشارت «أمبري» إلى أن «التقارير أكدت إصابة السفينة وتعرضها لأضرار»، ولفتت إلى أن سفناً قريبة أبلغت عن «دوي قوي وعمود دخان كبير».
وقال مصدر ملاحي لوكالة رويترز، إن 3 من أفراد طاقم سفينة البضائع «ترو كونفيدنس» فقدوا، وأصيب 4 آخرون بحروق شديدة، بعد أن لحقت أضرار بالسفينة. ونقلت وكالة «أسوشيتد برس» أن الهجوم الذي استهدف السفينة في خليج عدن، هو أول هجوم يوقع قتلى منذ بدء هجمات الحوثيين على السفن في البحر الأحمر.
وتواجه السفينة «ترو كونفيدانس» الأمريكية مصير السفينة «روبيمار» البريطانية التي استهدفها الحوثيون في 18 فبراير/ شباط الماضي، ما أدى إلى غرقها قبل أيام. ومساء أمس الأول الثلاثاء، أعلن الحوثيون أنهم استهدفوا مدمرتين أمريكيتين في البحر الأحمر، بعد ساعات من قصف سفينة «سكاي 2» في بحر العرب، بعددٍ من الصواريخ البحرية.
وفي محاولة لردع الحوثيين وحماية الملاحة في المنطقة الاستراتيجية التي يمرّ عبرها 12% من التجارة العالمية، تشن القوّات الأمريكية والبريطانية منذ يناير/ كانون الثاني الماضي سلسلة ضربات على مواقع عسكرية تابعة لهم في اليمن. وعلى إثر تلك الضربات، بدأ الحوثيون باستهداف السفن الأمريكية والبريطانية في المنطقة، معتبرين أن مصالح البلدين أصبحت «أهدافاً مشروعة». (وكالات )
