عادي

الكتابة كل يوم تجدد صحتنا النفسية

20:02 مساء
قراءة 3 دقائق
القاهرة: الخليج
الكتابة – كما يرى براد بيري – منجاة، وعدم الكتابة بالنسبة لكثيرين يعني الموت، يجب علينا أن نتسلح بالكتابة كل يوم مع أننا نعرف أن هذه الحرب لا يمكن الانتصار فيها تماماً، لكن علينا أن نحارب، حتى لو كان ذلك لجولة صغيرة، إن أقل جهد تبذله للفوز يعني في نهاية اليوم شكلاً من أشكال الانتصار.
يذكر الكاتب عازف البيانو الذي قال: إنه إذا لم يتدرب يومياً فسيعرف هو ذلك، وإذا لم يتدرب ليومين سيعرف النقاد ذلك، وبعد ثلاثة أيام سيعرف الجمهور ذلك، الأمر نفسه ينطبق على الكتاب، ولا يعني ذلك أن أسلوبك سوف يتبدد خلال أيام، لكن ما سيحدث هو أن العالم سيصطادك ويحاول أن يصيبك بالمرض، إذا لم تكتب كل يوم، ستتكدس فيك السموم، وتبدأ بالموت، أو التصرف بجنون، أو كلاهما.
*اكتشافات خاصة
يجب أن تبقى ثملاً بالكتابة، حتى لا يدمرك الواقع، الكتابة لا تسمح إلا بالمقادير الصحيحة من الحقيقة والحياة والواقع، كما يمكنك أن تأكل وتشرب وتهضم، دون أن تلهث، وتتخبط في سريرك كسمكة ميتة.
يرى برادبيري أنه إذا توقف عن الكتابة لأربعة أيام، قد يتحول إلى خنزير يتمرغ في الوحل، فساعة من الكتابة تجعله يركض صارخاً طالباً زوجاً من الأحذية، لقد كتب المقالات التي يضمها هذا كتاب «الزن في فن الكتابة» على امتداد ثلاثين سنة، للتعبير عن اكتشافات خاصة لتحقيق أهداف خاصة أيضاً، لكن جميعها أصداء للحقائق المتفجرة نفسها عن الخلاص الذاتي، والدهشة المتواصلة، ما تحمله بئرك العميقة، إذا جذبت نفسك وصرخت في داخلها.
يعود الكاتب إلى الأسئلة: هل أخبركم كم تكتظ المجلات الفصلية بالمبتدئين والمبتدئات الذين يخدعون أنفسهم بدعوى الإبداع، بينما هم في الحقيقة مقلدون متأثرون ببلاغيات فرجينيا وولف وويليام فوكنر وجاك كيرواك؟، هل أخبركم كم تكتظ المجلات النسائية وغيرها من الإصدارات المتداولة أيضاً بأولئك الناشئة الذين يخدعون أنفسهم بدعوى الإبداع بينما هم في الحقيقة مقلدون؟.
إن الكاذب لنيل الشهرة يخادع نفسه، حين يظن أنه سيبقى في الذاكرة بفضل كذبته، كما أن الكاذب لنيل المال يخادع نفسه أيضاً، حين يظن أن سبيله المعوج ليس بعيب، بحجة أن العالم كله منحرف، والكل يسلك هذا المسلك، إن العمل قيمة ينبغي ألا يقلل من شأنها، لذلك لا تعتبر ما كتبته من القصص في عامك الأول محاولات فاشلة، فالفشل هو الانسحاب، وقد يؤدي بك إلى الدخول في حالة من التوتر والاضطراب من شأنها أن تلحق الدمار بالعملية الإبداعية.
*نشاط
يقول براد بيري: «إذا كنت تكتب بلا لذة، بلا متعة، بلا حب، بلا لهو، فأنت نصف كاتب فقط، هذا يعني أنك مشغول جداً بإبقاء عينك على السوق، أو أنك تنصت بأذن واحدة لما تقوله النخب الطليعية هذا يعني أنك لا تكون نفسك أنت حتى لا تعرف نفسك».
أول ما ينبغي للكاتب أن يكونه، هو أن يكون متشوقاً يجب أن يكون شيئاً مصنوعاً من النشاط والحمى دون حيوية كهذه، سيكون من الأفضل له أن يخرج لقطف المشمش وحفر الخنادق؛ يعلم الله أن هذا سيكون أفضل لصحته.
ويتساءل براد بيري: «متى كانت آخر مرة كتبت فيها قصة قصيرة، حيث حبك الحقيقي وكراهيتك الحقيقية خرجا بطريقة ما إلى الورق؟ متى كانت آخر مرة تجرأت فيها على إطلاق تحيزاتك العزيزة، حيث تضرب الصفحة مثل سهم من برق؟، ما أفضل وأسوأ الأشياء في حياتك، ومتى ستتجرأ للهمس بها، أو الصراخ؟».
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3nvuc3cz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"