عادي
المنطقة تعيش لحظة حرجة.. واتصالات من كل مكان لمنع الانفجار

تصعيد إيران وإسرائيل يرفع منسوب التوتر الإقليمي

00:42 صباحا
قراءة 4 دقائق
2
غارة إسرائيلية تستهدف مربعاً سكنياً في خان يونس بجنوب قطاع غزة
صورة ملتقطة لقصف إسرائيلي فوق منطقة الوزاني بجنوب لبنان (أ ف ب)
مسافرون ينتظرون رحلاتهم بمطار بيروت مع تزايد الدعوات العاجلة للأجانب بالمغادرة (أ ف ب)

بيروت- «الخليج»- وكالات:

حافظ التوتر على أشده، أمس الاثنين، وتواصلت الاتصالات والمشاورات وتبادل التهديدات بين إيران و«حزب الله» من جهة، وإسرائيل من جهة أخرى، وقالت طهران، إنها مصممة على معاقبة تل أبيب على انتهاكها سيادتها في عملية اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» إسماعيل هنية، لكنها لا ترغب في تصعيد إقليمي، فيما دعت الأمم المتحدة إلى تحرك عاجل لوقف التصعيد في الشرق الأوسط، في ظل المخاوف من اتساع رقعة الحرب الإسرائيلية على غزة.

وقالت منظمة التعاون الإسلامي، إنها ستعقد اجتماعاً استثنائياً على مستوى وزراء الخارجية في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية، غداً الأربعاء لبحث اغتيال هنية في طهران «والاعتداءات الإسرائيلية على سيادة إيران»، في وقت استدعت فيه وزارة الخارجية الإيرانية السفراء ورؤساء البعثات الدبلوماسية المقيمين في طهران لاجتماع مع القائم بأعمال وزير الخارجية علي باقري كني، للتأكيد على عزم إيران الرد على إسرائيل. وقال باقري كني، أمس الاثنين: إن الصمت تجاه توسع الضربات الإسرائيلية سيضر استقرار المنطقة. وأضاف، خلال اتصال مع وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني، أن «الصمت ضد ممارسات إسرائيل الأخيرة يعتبر بمنزلة مكافأة لها. ولذلك، ترى إيران أن من حقها اتخاذ إجراء مضاد استناداً إلى القواعد والإجراءات الدولية».

بدوره، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية ناصر كنعاني: إن طهران لا ترغب في تصعيد إقليمي، لكنه شدد على أن معاقبة إسرائيل على اغتيال رئيس المكتب السياسي لحركة «حماس» ضرورية.

وأضاف المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، في مؤتمر صحفي دوري، أن ما ستفعله بلاده «سيكون في إطار القوانين والأعراف الدولية»، موضحاً «إن لم ترغب المنظمات الدولية في ردع إسرائيل فإننا لا نستطيع الوقوف مكتوفي الأيدي». وحمّل كنعاني الولايات المتحدة مسؤولية الإخلال بأمن واستقرار المنطقة، قائلاً: «إسرائيل لن تقوم بمغامرتها دون التنسيق معها». واعتبر أن معاقبة تل أبيب «ستمنع المزيد من عدم الاستقرار».

في الأثناء، ذكرت وكالة «إنترفاكس» الروسية للأنباء أن سكرتير مجلس الأمن الروسي سيرجي شويغو وصل إلى طهران، أمس، لإجراء محادثات مع كبار القادة في إيران، بمن في ذلك الرئيس مسعود بزشكيان.

وأكد العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، خلال اتصال هاتفي تلقاه من الرئيس الأمريكي جو بايدن، الذي اجتمع بفريق الأمن القومي في البيت الأبيض، ضرورة خفض التصعيد الدائر في المنطقة والتوصل إلى تهدئة شاملة تحول دون انزلاقها إلى حرب إقليمية. وطلب الأردن من جميع شركات الطيران التي تهبط في مطاراته أن تحمل وقوداً احتياطياً يكفي لمدة 45 دقيقة، وهو ما يعتبره خبراء إجراء احترازياً في حالة وقوع هجوم إيراني على إسرائيل. وتتجنب بعض شركات الطيران بالفعل المجالين الجويين لإيران ولبنان وتلغي الرحلات الجوية إلى إسرائيل ولبنان مع تزايد المخاوف بشأن صراع محتمل في المنطقة.

ووصل قائد القيادة المركزية للجيش الأمريكي الجنرال مايكل كوريلا، إلى إسرائيل، أمس الاثنين، وأجرى محادثات رسمية مع رئيس الأركان الإسرائيلي الجنرال هيرتسي هاليفي، بالإضافة إلى «تقييم مشترك للأوضاع في القضايا الأمنية الاستراتيجية والاستعدادات المشتركة في المنطقة، كجزء من التعامل مع التهديدات في الشرق الأوسط»، بينما حث وزير الجيش الإسرائيلي يوآف غالانت قادة القوات الجوية على التأهب لجميع الخيارات، بما فيها شن هجوم مضاد.

إلى ذلك، أعرب المفوض السامي لحقوق الإنسان فولكر تورك عن قلقه العميق إزاء تفاقم الوضع في الشرق الأوسط، ما ينذر باندلاع صراع أوسع نطاقاً، مناشداً جميع الأطراف والدول ذات النفوذ التحرك بشكل عاجل لتهدئة الوضع الذي أصبح خطراً للغاية، في حين حذرت مجموعة إدارة الأزمات الدولية من أن منطقة الشرق الأوسط تعيش لحظة الخطر الأكبر منذ سنوات، ويجب على جميع المعنيين أن يبذلوا قصارى جهدهم لتجنب الحرب الإقليمية. ورأت المجموعة أن الخطوة الأكثر أهمية، إلى جانب ضبط النفس المتبادل، هي وقف إطلاق النار في غزة.

وبموازاة ذلك، لم تهدأ الجبهة في جنوب لبنان، وتواصلت المواجهات والقصف المتبادل بين الجيش الإسرائيلي و«حزب الله»، وسط ترقب حذر للرد على اغتيال القيادي في صفوفه فؤاد شكر في الضاحية الجنوبية لبيروت في الأسبوع الماضي.

وشنّ «حزب الله» أمس، هجوماً جوياً بسرب من المسيّرات على مقر قيادة الفرقة 91 المستحدث في ثكنة إيليت، مستهدفاً أماكن تموضع ‏واستقرار ضباطها وجنودها وأصابتها بشكل مباشر، وأوقع فيهم عدداً من القتلى والجرحى كما قال في بيان.

وفي بيانات منفصلة أعلن الحزب استهداف موقع المالكية ‏بمسيرة هجومية انقضاضية فأصابت أهدافها بدقة، كما أصاب ثكنة راميم وثكنة زرعيت و‏موقع برأس الناقورة البحري بالقذائف ‏المدفعية الثقيلة.

وأفادت وسائل إعلام إسرائيلية عن دوي صفارات الإنذار بشكل متواصل وسماع عدة انفجارات في مناطق مختلفة بالجليل، وقال الجيش الإسرائيلي في بيانات متتالية: إن «صفارات الإنذار دوت في كريات شمونة وتل حاي وكفار جلعادي وكفار يوفال ومعيان باروخ، وبلدة إيليت هشاحر شمال البلاد بعد تسلل طائرات معادية». وأفاد الإعلام الإسرائيلي باندلاع حرائق في أماكن متفرقة بالجليل الأعلى جراء اعتراض عدة صواريخ انطلقت من لبنان.

إلى ذلك دعا عدد من الدول الأجنبية والعربية رعاياها إلى مغادرة الأراضي اللبنانية على الفور، حيث حثت الخارجية اليابانية رعاياها في لبنان على المغادرة. كذلك، دعت تركيا مواطنيها إلى مغادرة لبنان. كما عاودت السفارة الأمريكية في بيروت أمس نشر تحذير الخارجية الأمريكية من سفر المواطنين الأمريكيين إلى لبنان.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/27v6zjzv

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"