رأس الخيمة: حصة سيف:
منطقة وادي القور الجبلية الزراعية، تعتبر من أبعد المناطق الجنوبية التابعة لإمارة رأس الخيمة جغرافياً، حيث تبعد عنها أكثر من 120 كليومتراً، وتضم شارع الوطن، الذي اختصر مسافات بعيدة، يسكن فيها أكثر من 1200 نسمة، وهي الأرض التي ترعرع فيها الشهيد جمعة الكعبي سفير شهداء الإنسانية، الذي استشهد في الانفجار الإرهابي، الذي استهدف والي قندهار، أثناء عمل الكعبي سفيراً للدولة في أفغانستان.
ومنطقة وادي القور الجبلية الزراعية هي المنطقة التي التقى فيها صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، رعاه الله، عام 2008 أثناء إحدى جولاته الميدانية، بـ «شيبة وادي القور» محمد الكعبي، رحمه الله، وتبادل معه أطراف الحديث على حصيرته المتواضعة، التي افترشها أمام منزله، قبل أن توافيه المنية عام 2011.
تشتهر منطقة وادي القور خلال فصل الشتاء، بكثرة مرتاديها من السياح والمواطنين من مختلف الإمارات للاستمتاع ببرودة الأجواء مع النخيل والجبال ووديان مياه الأمطار، مما جعلها على رأس المناطق التي يقصدها الزوار للـ «كشتات» والرحلات الجبلية في الهواء الطلق.
«الخليج» زارت المنطقة ووقفت مع أهاليها لتلخيص أبرز الإنجازات التي شهدتها وأبرز احتياجات الأهالي..
احتياجات ومطالب
سعيد علي بن فاضل، مواليد 1963، من أهالي وادي القور، أكد أن المنطقة الجبلية الزراعية التي يقطنها أكثر من 1200 نسمة، تنقصها إضاءة داخلية للشوارع، وحديقة وممشى ومصلى العيد، وصالة للاجتماعات والأفراح، ونحتاج لسدود إضافية للوديان المتفرعة والكثيرة في منطقتنا أهمها وادي الهوة، ووادي لوشيل، والخبيب، وأبو فراي وملاح، ووادي السرا ووادي قلص.
وقال سالم الكعبي، 82 عاماً: نحتاج إلى إنارة للشوارع الداخلية، توجد أربع شعبيات في منطقة القور وجميعها غير مضاءة، وهي شعبية خليفة فيها أكثر من 69 منزلاً، أنشئت سنة 2013، وشعبية عبدالله بن مسعود التي تتكون من 56 منزلاً ومسجد وأنشئت سنة 1999، وشعبية راشد فيها 32 مسكناً ومسجد، أنشئت سنة 1980، وشعبية ملاح تتكون من 42 مسكناً، منها 12 مسكناً أنشئت سنة 1980، و10 مساكن أنشئت في 2016 والباقي مساكن فردية أنشئت على فترات متفاوتة.
مطالبات ضرورية
وأضاف: نحتاج لشارع معبّد لمنطقة ملاح، وصيانة لشارع مسجد شعبية عبدالله بن مسعود، وشوارع معبّدة لمنازل في الشعبية ذاتها. كما نحتاج لمقار للجهات الحكومية الخدمية مثل البلدية والأشغال، كما نحتاج لمركز صحي يخدم المنطقة ويخدم مرتادي شارع الوطن الرئيسي، ونحتاج لروضة ومدرسة ابتدائية للطلبة، وأقرب روضة تبعد أكثر من 20 كيلومتراً في منطقة رافاق.
سالم سريح، في منطقة ملاح في وادي القور، مواليد 1968، متقاعد، لدي 8 أبناء، نحتاج إلى رصف شارع يمتد من الشارع الرئيسي إلى منازلنا بالقرب من الجبل وطوله كيلومتران، ومنذ أكثر من 10 سنوات، أتولى بنفسي توصيل أبنائي إلى مدارسهم في منطقة المنيعي التي تبعد عنا 20 كليومتراً، لصعوبة توصيل الحافلات للأبناء في منطقتنا الجبلية.
حديقة ومصلى
وقال أحمد حجي الكعبي، 44 عاماً، أهم الإنجازات التي شهدتها منطقة وادي القور شارع الوطن الذي يمتد من شارع الشيخ خليفة إلى منطقة حتا، مروراً بوادي القور، حيث قرّب لنا المسافة، وسهّلها بعيداً عن قطع الأمطار والوديان للشوارع القديمة، وسابقاً كنا نستخدم طرقاً إقليمية حدودية، كما أنجزت 70 منزلاً جديداً، وتمت تقوية إرسال الشبكة الإلكترونية بوصول الشارع للمنطقة، كما زادت علينا أعداد وفود السائحين، وكثرت فرص الاستثمار في المنطقة، خاصة المزارع والاستراحات الخاصة.
وأوضح محمد سعيد فهم، أن أبرز الإنجازات التي شهدتها منطقة وادي القور تحديداً، كانت من إنجاز لجنة مبادرات رئيس الدولة التي أنشأت 72 منزلاً في وادي القور في عام 2013، بالإضافة إلى إنجاز شارع الوطن الذي اختصر الكثير من المسافات، أما احتياجات المنطقة فأبرزها حديقة للأحياء السكنية ومصلى للعيد ومجلس عام للمنطقة، والإنارة للشوارع الداخلية، وإذا توفر لدينا مجمع تجاري فسيسهل علينا الحصول على احتياجاتنا وسيضيف للمنطقة عاملاً جاذباً، خاصة بعد أن أصبح يرتادها الكثير من السياح، كما نحتاج لزيادة المساكن الشعبية، وتحتاج تقريباً إلى 70 منزلاً جديداً ليضم الأسر الصغيرة الحالية التي تسكن مع ذويها، والأراضي السكنية متوفرة بدعم من صاحب السمو الشيخ سعود بن صقر القاسمي، عضو المجلس الأعلى حاكم رأس الخيمة.
وأكد مصبح عبيد الكعبي، 72 عاماً، أبرز الإنجازات شعبية الشيخ خليفة، وشارع الوطن، أما الاحتياجات فأبرزها مساكن شعبية، وإنارة الشوارع الداخلية، مما تسبّب بكثرة الحوادث، خاصة بوجود الحيوانات السائبة كالحمير.
دراسة مسارات ومجاري الأودية والقنوات المائية
أكدت دائرة الخدمات العامة في رأس الخيمة، أن مؤسسة الزراعة التجميلية التابعة للدائرة تنشط في المناطق الجنوبية، وبالنسبة لمؤسسة الأشغال فتعمل على مخطط لترقية الأعمال الهيدرولوجية، وهي الأعمال الخاصة بدراسة مسارات ومجاري الأودية والقنوات المائية وما يتعلق بتصريف مياه الأمطار، على جميع المناطق والمواقع على طول وادي القور نفسه. ونهدف كذلك إلى إنشاء طرق داخلية في جميع هذه المواقع وربطها بالطريق الرئيسي بطريق أسفلت لا يتأثر بمسارات مياه الأمطار.
وبالنسبة لرصف الشوارع الداخلية في المنطقة، وصيانة القديمة منها، أكدت الدائرة أن الطرق الداخلية سيتم العمل على ترقيتها في كافة مناطق الإمارة؛ حيث تمت معالجة جميع الأعطال.
