عادي
يؤثر سلباً في المستوى الدراسي للطلبة

الغياب وضعف المتابعة تحديات التعلّم عن بُعد

23:48 مساء
قراءة 4 دقائق

تحقيق: محمد الماحي

شهدت عملية التعليم عن بعد غياباً غير مبرر في عدد من المدارس، رغم تقليص وزارة التربية والتعليم ساعات الحصص الدراسية بنظام التعليم عن بُعد، وعزا تربويون السبب إلى قلة الإحساس بالمسؤولية لدى الطلبة، وتأييد ذوي طلبة لقرارات أبنائهم، من دون إلزامهم أو السيطرة عليهم، لافتين إلى أن نجاح التعليم عن بعد مشروط بضمان تفاعل الطلاب في الدروس والارتقاء بالعملية التعليمية، ولذا لا بد من أن تسعى المدارس إلى الابتعاد عن الروتين المعتاد، وتشجيع الطلاب على تشغيل كاميراتهم للحفاظ على روابط متينة مع مختلف الأطراف في المدرسة.

أكد التربويون أن ظاهرة غياب الطلاب عن الحصص الدراسية والتساهل فيها، قد تؤثر سلباً في المستوى الدراسي للطالب، خصوصاً أن الدراسة كانت مستمرة فيها رغم عدم التزام عدد من الطلبة، مطالبين المدارس بوضع خطط معالجة مع أولياء الأمور لمعالجة التراجع الأكاديمي، والتشديد على التزام الطلبة بحضور الحصص الدراسية في وقتها، وتهيئة البيئة المناسبة والجاذبة. فيما أكد ذوو الطلبة أن سبب غياب أبنائهم يرجع لانتهاء المناهج الدراسية وتركيز المعلمين على النشاطات والمراجعات، مشيرين إلى أن الحصص عادةً لا تتسم بالصفة الجدية التي تكون عليها خلال الفصل الدراسي.

1

الحضور والتفاعل

وجهت مدارس حكومية إنذارات خطية للطلبة المتغيبين باستمرار عن حصص التعلّم عن بُعد، فيما رصدت وزارة التربية والتعليم خلال متابعة تطبيق التعلم عن بُعد تحديات تواجهها مدارس في الدولة، بعضها يتعلق بالطلبة وبعضها الآخر بأولياء الأمور.

ولفتت الوزارة إلى أنه من خلال الاجتماعات التي يعقدها مديرو المجالس التعليمية، تم رصد ثلاثة تحديات رئيسية تواجهها بعض المدارس، وهي ضعف متابعة أولياء الأمور لأبنائهم، وغياب بعض الطلبة عن الحضور والتفاعل في حصص التعلم الذكي، وبعض السلوكيات غير الإيجابية من الطلبة في الحصص.

وأرسلت إدارات المدارس إنذارات خطية إلى الطلبة المعنيين عبر البريد الإلكتروني، مرفقة بتعهد لكل طالب لتوقيعه وإعادة إرساله إلى المدرسة.

البيئة المناسبة

يقول الخبير التربوي محمد راشد رشود: لا شك أن التزام الطلبة بحضور الحصص الدراسية في وقتها، والمشاركة فيها بحماس ودافعية، أمر ضروري، لرفع مستوى التحصيل والتقدم الدراسي، وهذا يتطلب تضافر جهود الأسرة والمدرسة في تهيئة البيئة المناسبة والجاذبة للتعلم، بعيداً عن المشتتات، مع الحرص على استخدام أبنائهم للأجهزة الإلكترونية في الأغراض التعليمية.

وأوضح أن من الحلول التي يجب أن تحد من انخفاض معدلات التحصيل الدراسي للطلبة المتغيبين هي إتاحة المدارس منصات تعليم تفاعلية، وتكييف الأنشطة والوسائل والمناهج الدراسية، وتعديل لائحة السلوك الطلابي لتتلاءم مع الواقع الجديد، وتطبيق نظام الحصص المسجلة والنماذج التدريبية التي تمنح الطلبة المرونة، حيث يمكنهم الرجوع إليها لمذاكرة موادهم الدراسية في الأوقات التي تناسبهم.

وأضاف: بعض المدارس تعاني ظاهرة غياب الطلاب، مما سيترتب عليه التأثير في التحصيل الدراسي للطالب، وخصوصاً في المواد التي تعتمد على التحصيل التراكمي، في وقت يترك فيه عدم حضور الطالب الحصص ثغرات في معلوماته، وتحديداً في المواد التي تبنى فيها المعلومات على بعضها.

تضافر الجهود

يتفق الخبير التربوي علي سيف حميد الجنيد مع ما سبق، ويضيف إليه: يجب تضافر الجهود لإيجاد حل لهذه الظاهرة، وعلى الإدارات المدرسية أن تبذل كل الجهد من أجل مصلحة الطلبة، وتسعى لتوفير كل المعلومات لهم، في وقت بات التعليم الإلكتروني يسهل التواصل مع الطالب وولي الأمر، ولا بد من سعي المدارس إلى الابتعاد عن الروتين المعتاد، وتشجيع الطلاب على تشغيل كاميراتهم للحفاظ على روابط متينة مع مختلف الأطراف في المدرسة.

وأضاف: تشير الدراسات إلى أن مشكلة عدم الالتزام بحضور الحصص، هي أحد أعراض مشكلة أخرى في العائلة، وبالرغم من أن وظيفة المدرسة لا تمتد إلى معالجة المشكلات في المنزل، فإنه يمكنها مساعدة العائلات على بذل جهد لتحسين أحوالها، بما يحفز أبناءها على الالتزام المدرسي.

ويرى الأكاديمي الدكتور جلال حاتم مدير جامعة أم القيوين، أن تساهل أولياء أمور الطلبة في إلزام أبنائهم الحضور اليومي للحصص الدراسية عن بُعد، أدى إلى تدني المستويات الدراسية لدى بعض الطلبة، وذلك نتيجة لكثرة غياباتهم، منوهاً بأن بعض أولياء الأمور يظنون أن الحصص عن بعد سيعاد شرحها لاحقاً، وهذا غير صحيح، مشيراً إلى أن المعلمين والمعلمات يبذلون جهداً كبيراً في إيصال المعلومة وتوضيح الدروس للطلبة على اختلاف مستوياتهم الدراسية.

ولفت إلى أن بعض الطلبة يتعمّدون إغلاق الكاميرات، ويفعّلون خاصية كتم الصوت طوال الحصص الدراسية، تجنباً للتفاعل المباشر مع المعلم، وغالباً ما يكونوا نائمين، وغير منتبهين لما يقوله المدرس، وحضورهم فقط من أجل عدم تسجيلهم في قائمة الغياب.

وتابع: يجب أن تتفق المدارس والأسر على صيغة اتصالية معينة تضمن التنسيق بينهما، وإبلاغ كل طرف للآخر بما يهم شأن الطالب في الحضور والانصراف، والتحصيل العلمي والهوايات والجوانب السلوكية، بحيث لا يشعر الطالب في أي مرة بأنه بعيد عن الرقابة الإيجابية التي تستهدف حمايته من كل الآثام والشرور التي يمكن أن تحيط به.

وطالب الخبير التربوي مانع النعيمي، بوضع خطط معالجة مع أولياء الأمور لمعالجة التراجع الأكاديمي، والتشديد على التزام الطلبة بحضور الحصص الدراسية في وقتها، وتهيئة البيئة المناسبة والجاذبة للتعلم بعيداً عن المشتتات، وتوفير منصات تعليم تفاعلية وتطوير سياسات وأنظمة تضمن استخدام الطلبة للأجهزة الإلكترونية في الأغراض التعليمية على نحو هادف، وتعديل لائحة السلوك الطلابي لتتلاءم مع الواقع الجديد، وتطبيق نظام الحصص المسجلة والنماذج التدريبية.

النشاطات والمراجعات

في المقابل، أكدت «أم راشد» والدة طالبة في «الصف السادس»، أن تغيب بعض الطلبة يعود لانتهاء المناهج الدراسية وتركيز المعلمين على النشاطات والمراجعات، لافتة إلى عدم وجود حلول جدية وفعلية من قبل إدارات المدارس لإلزام الطالب بالحضور.

وترى «أم علي» وهي أم لثلاثة من الطلبة في «المرحلة الابتدائية» أن تحفيز المعلمين للطلبة على الحضور له دور كبير، خصوصاً في الأسابيع الأخيرة من الفصول الدراسية التي تتسم بالرتابة وتكرار النشاطات.

وأضافت: إدارات المدارس والمعلمون يلقون باللوم في غياب الطلبة خلال الأيام الأخيرة من نهاية الفصول الدراسية على الأهالي، دون الالتفات إلى الأسباب الحقيقية، ومن ضمنها انتهاء المناهج الدراسية، وعدم تخصيص طرق وأساليب حديثة تشجع الطالب على الحضور.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"