لا مجال لكسر القوانين

00:47 صباحا
قراءة دقيقتين

هل يتعلمون؟ يخيل إليك أنك لن تجد في بلد الانضباط والنظام والقانون، من يتعمد كسر كل القواعد والسير في الاتجاه المعاكس، وكأنه يريد أن يخالف ليُعرف، لكن لهذه «المعرفة» ثمن باهظ كلّف 5 شبان الحبس ودفع الغرامة وخسارة سياراتهم.
في الإمارات؛ بلد القانون، لا يفاجئك صدور أحكام من محكمة جنح أبوظبي في ثلاث قضايا مرورية مختلفة، دانت فيها خمسة شبان بتهم القيادة بطيش وتهور، إثر قيامهم بالاستعراض بسياراتهم وسط الأحياء السكنية، و«التفحيط»، معرضين حياتهم وحياة الناس هناك للخطر، إضافة إلى «إلحاق الضرر بالطرق العامة».
حسبنا أن الكل تعلّم وفهم أن الخروج على القانون غير مسموح به في هذه الدولة، ولا يفلت من العقاب أحد، خصوصاً حين تكون في الأمر مخالفة صريحة عن سبق إصرار، مع تعريض حياة الناس للخطر في مكان عام! يبدو أن هناك من لا يفهم إلا بعد أن يعلّمه القانون درساً لا ينساه في حياته، مثلما تعلم هؤلاء الشبان المعنى الحقيقي للالتزام واحترام القوانين.
الأحكام الصادرة بحق هؤلاء الشبان توجعهم وتترك بصمة لن يستطيعوا تجاهلها مدى العمر؛ إذ لم يقتصر الحكم على الحبس ستة أشهر لكل منهم مع استبدال الحبس بالخدمة المجتمعية لمدة ثلاثة أشهر، إضافة إلى إلزام المتهمين الخمسة بغرامات وصل مجموعها إلى 50 ألف درهم، كذلك وقف العمل برخص قيادة كل واحد منهم لمدة ستة أشهر، وربما أكثر ما سيوجعهم، هو مصادرة مركباتهم التي قادوها بتهوّر تام، بدون أرقام، وفي أحياء سكنية ما سبب إزعاجاً للسكان وشكل خطراً على حياتهم، إضافة  طبعاً  إلى إلحاق الضرر بسطح الطريق والممتلكات العامة.. سيؤلمهم كثيراً أن السيارات التي تمت مصادرتها سيتم بيعها في مزاد علني، وتعود الأموال لصالح «ترميم الطرق العامة التي تسبب المتهمون بإلحاق الضرر بها».
ما حدث لم يتطلب وقتاً للوصول إلى هؤلاء المتهورين؛ بل سارعت القيادة العامة لشرطة أبوظبي إلى ضبطهم وإحضارهم. 
لذا نستغرب أن يكون هناك من يجهل حتى يومنا هذا، المستوى العالي الذي تتمتع به الأجهزة الشرطية في الإمارات، وبراعتها وحرفيتها في سرعة كشف أي مخالفة للقانون وضبط المتهمين سريعاً! وهل يحتاج بعض الشبان إلى دروس قاسية حتى يتعلموا ويصدّقوا أن القانون فوق الجميع، ولا مجال للتلاعب أو التجاهل، ولا مجال لكسر القواعد والقوانين ثم التصرف ببراءة تحت ذريعة «طيش شباب». 
تطبيق القانون يعلّم الشباب أهمية الالتزام وتحمّل المسؤولية في المجتمع، بدل أن يكونوا مصدر خطر على أنفسهم وعلى الآخرين، وعالة على المجتمع.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

كاتبة وناقدة سينمائية. حاصلة على إجازة في الإعلام من كلية الإعلام والتوثيق في الجامعة اللبنانية. ساهمت في إصدار ملحق "دنيا" لجريدة الاتحاد ومن ثم توليت مسؤولية إصدار ملحق "فضائيات وفنون" لصحيفة الخليج عام 2002 فضلا عن كتابتها النقدية الاجتماعية والثقافية والفنية. وشاركت كعضو لجنة تحكيم في مهرجان العين السينمائي في دورته الأولى عام ٢٠١٩

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"