عادي
وجه من بلغاريا

خريستو بوتيف.. شاعر الشعب

23:56 مساء
قراءة دقيقتين

علاء الدين محمود

فرصة سانحة ستكون أمام زوار جناح بلغاريا من أجل إعادة اكتشاف بلد أوروبي عريق، والتعرف إلى الثقافة السائدة هناك، وسيكون في انتظارهم مركز رقمي يعرض إنجازات التقدم والتنمية، فضلاً عن منطقة تسوق تضم منتجات تتعلق بتاريخ وتقاليد ذلك البلد الذي يقع في جنوب شرق أوروبا.

بلغاريا دولة ذات حضارة عريقة ضمن منظومة البلدان السلافية، وهنالك تراث ثقافي ضخم يتضمن الفولكلور الشعبي والطقوس والعادات والتقاليد، وتعتبر الموسيقى الشعبية هي الفن التقليدي الأكثر شمولاً، الأمر الذي جعل لها مكانة خاصة وفريدة، وقد عرفت بلغاريا كذلك فن الأوبرا والباليه والرقص، كما اشتهرت أيضاً بالفنون البصرية والرسم.

يعد الأدب البلغاري هو الأقدم بين الشعوب السلافية، إذ تعود جذوره إلى أواخر القرن التاسع وهناك العديد من الأسماء اللامعة التي برزت خلال الحقبة العثمانية في سماء ذلك الأدب مثل: «ليوبين كارافيلوف» و«جورجي سافا راكوفسكي».

وشهدت بلغاريا في مرحلة ما بعد الاستقلال عن الدولة العثمانية ازدهاراً في الأدب حيث برزت العديد من الأصوات الشعرية والسردية، ولا يزال الأدب هناك يعيش في انتعاش كبير واهتمام من الدولة، حيث تفخر بلغاريا بأدباء وشعراء قدموا الكثير من الإسهامات الإبداعية التي كان لها تأثيرها على الإنسان والمجتمع، ومن أبرز أدباء بلغاريا المعاصرين: «إيفان مينتشوف فازوف»، وهو كاتب وشاعر له دور مهم في رفعة الأدب في بلاده، حيث كان يلقب ‏ب«بطريرك الأدب البلغاري»، إضافة إلى الشاعر «بويان أنغيلوف»، وقد ترجمت أعماله لأكثر من 14 لغة.

ويعتبر «خريستو بوتيف» (1848 – 1876)، أشهر شعراء بلغاريا على الإطلاق، وأحبهم إلى قلوب البلغاريين، وهو أديب ومناضل، ويعد من أهم رموز الكفاح البلغاري في السبعينات من القرن التاسع عشر.

عاش بوتيف حياة تشرد بفعل الواقع السياسي في بلاده التي كانت تحت الاحتلال العثماني، فقد غادر بلغاريا ليعيش في رومانيا وهناك انخرط في أنشطة الجمعيات الأدبية، ثم عاد إلى وطنه ليشارك في الثورة ليلقى حتفه رميا بالرصاص.

تأثر شعر بوتيف بالتيارات الفكرية الوطنية والرومانسية، ولعل من أهم مزاياه هو تمكنه من استخدام اللغة الحية لأغاني الفولكلور للتعبير عن الأفكار الحديثة، وكانت أعماله صغيرة في حجمها وعددها، وأخذ معظمها شكل الحوار المكثف والرسالة العاطفية القوية، وتمحورت معظمها حول موضوعات وطنية، حيث تغنى بأمجاد بلاده، وهو أول شاعر بلغاري عبر عن معاناة شعبه وكفاحه، وصدرت مجموعة أشعاره الوطنية عام 1875، بعنوان «أغانٍ وقصائد»، وتناولت الكثير من الملاحم الوطنية، وحفلت بذكر العديد من الشخصيات والأبطال.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"