عادي
عالمياً.. المرض تاسع سبب رئيسي للوفاة عام 2019

تراجع معدلات الإصابة بالسكري في الإمارات بنسبة 6.8%

00:34 صباحا
قراءة 5 دقائق

متابعة: إيمان عبدالله آل علي
اعتمدت الجمعية العامة للأمم المتحدة يوم 14 نوفمبر/ تشرين الثاني من كل عام، يوماً عالمياً لمرضى السكري؛ وذلك للاعتراف بالحاجة العاجلة لمتابعة الجهود متعددة الأطراف، لتشجيع وتحسين الصحة البشرية، ولإتاحة إمكانية الحصول على العلاج والتثقيف في مجال الرعاية الصحية.

أكدت وزارة الصحة ووقاية المجتمع أن الإمارات تحتل المرتبة الثانية عالمياً في تسجيل الأدوية المبتكرة، منها أدوية علاج السكري، كما أن الخطة الاستراتيجية التي وضعتها الدولة لمواجهة المرض ساهمت في تراجع معدلات الإصابة بنسبة بلغت 6.8% خلال السنوات الأخيرة.

6.8 % تراجعاً

وقال الوكيل المساعد لقطاع الصحة العامة في وزارة الصحة ووقاية المجتمع الدكتور حسين عبد الرحمن الرند: «إن دولة الإمارات حققت العديد من الإنجازات البارزة في مكافحة مرض السكري، حيث تم دمج إدارة مرض السكري في العديد من البرامج الوطنية، مثل الأجندة الوطنية 2021، وأهداف التنمية المستدامة لدولة الإمارات 2030، والاستراتيجية الوطنية لجودة الحياة 2031.

ولفت إلى أنه منذ إطلاق الأجندة الوطنية، وبدعم من جميع الجهات الصحية والشركاء انخفض معدل انتشار السكري من 18.6٪ إلى 11.8٪، أي بمعدل 6.8 % بفضل تطور نظام الرعاية الصحية بشكل ملحوظ».

وتابع: «شهدنا هذا العام تنفيذ الفصل المؤسسي في وزارة الصحة ووقاية المجتمع، للتركيز على الدور التنظيمي والوقائي للوزارة، وبناءً على ذلك قمنا بتسريع مشاريع الصحة العامة».

تسجيل الأدوية

من جهته قال الوكيل المساعد لقطاع سياسة الصحة العامة والتراخيص في وزارة الصحة ووقاية المجتمع الدكتور أمين الأميري: «إن الدولة تحتل المرتبة الثانية عالمياً في تسجيل الأدوية المبتكرة، ومنها أدوية السكري لدعم المرضى في دولة الإمارات، والعمل على حصولهم على الدواء المبتكر بشكل سريع، مع دعم السياحة العلاجية ودعم الخدمات الصحية».

ولفت إلى أنه على الصعيد العالمي، تقدر منظمة الصحة العالمية أن عدد المصابين بمرض السكري ارتفع من 108 ملايين في عام 1980 إلى 422 مليوناً في عام 2014 ، كما تعتبر المنظمة أن مرض السكري هو تاسع سبب رئيسي للوفاة في عام 2019، مع ما يقدر بنحو 1.5 مليون حالة وفاة ناجمة مباشرة عن مرض السكري.

تحدي المرض

وأكد مدير عام مؤسسة الإمارات للخدمات الصحية يوسف محمد السركال، أن داء السكري يمثل تحدياً صحياً واجتماعياً واقتصادياً، حيث كان وفقاً لمنظمة الصحة العالمية السبب المباشر في 1.6 مليون حالة وفاة في العام 2019، وأكد دعم المؤسسة لمتابعة الجهود متعددة الأطراف لتشجيع وتحسين صحة الجميع، وتعزيز نمط الحياة الصحية، ولإتاحة الحصول على كافة الخدمات الوقائية والعلاجية والتعزيزية، بما يتماشى مع سبل التنمية المستدامة في مجال الرعاية الصحية، ونجدد التزامنا باتخاذ كافة الإجراءات والتدابير اللازمة لمواجهته.

استراتيجية متعددة

وقال المدير التنفيذي لمؤسسة دبي للرعاية الصحية التابعة لهيئة الصحة بدبي، الدكتور يونس كاظم: «إن الهيئة لديها استراتيجية قوية متعددة الأوجه، تشمل جميع الجوانب من الوقاية إلى استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والتطبيب عن بعد لإدارة ومنع مرض السكري من النوع 2 بسبب السمنة والنظام الغذائي غير الصحي وقلة النشاط البدني».

وتابع: «قمنا على مر السنين بتنفيذ سياسات وتوفير بيئات داعمة للصحة لتقليل المخاطر، وتعمل جميع مراكز الرعاية الصحية الأولية لدينا لضمان الوقاية والعلاج المبكر والإحالات المتخصصة والرعاية في الوقت المناسب، كما أن الهيئة أنشأت وحدات لأمراض الغدد الصماء للبالغين وللأطفال في مستشفى دبي».

400 مليون مصاب

ولفت مدير عام مركز أبوظبي للصحة العامة مطر النعيمي إلى أن أكثر من 400 مليون شخص يعانون مرض السكري في جميع أنحاء العالم، ويتزايد العدد بسرعة، وتشمل بعض المضاعفات المحتملة لمرض السكري، أمراض القلب والأوعية الدموية، النوم وتوقف التنفس المرحلي، تلف الأعصاب وبطء التئام الجروح الذي قد يؤدي في النهاية إلى بتر الأطراف، وتلف الكلى والبصر والسمع، مؤكداً على ضرورة بذل قصارى الجهد لتجنب الإصابة بمرض السكري.

الحركة والمرض

الدكتور علي محمد الدبيات، استشاري غدد صماء وسكري بمستشفى برايم، دبي، قال: «تتزايد أعداد المصابين بالسكري من النوع الثاني، والذي يشكل 90% من حالات السكري حول العالم، نتيجة التغيرات الكبيرة بنمط الحياة المعاصرة المتميز بتناول كميات كبيرة من السعرات الحرارية وقلة الحركة. وهذا التزايد بأعداد المصابين مقارنة بالسنوات السابقة. فالاعتياد على الأطعمة الجاهزة وخاصة السريعة، إما بسبب ضغوط الحياة وقلة الوقت، أو التعود على هذه الأطعمة، يُسهم بشكل كبير بزيادة نسبة البدانة والإصابات بالسكري من النوع الثاني. بالإضافة لذلك تمت الاستعاضة في كثير من الأعمال التي تتطلب جهداً جسدياً بحلول تقنية، وبالتالي الجهد الجسدي في سوق العمل حالياً هو أقل بكثير عن السنوات السابقة، ومن المتوقع أن يقل أكثر في السنوات القادمة لفعالية الأتمتة والحلول التقنية وقلة تكاليفها».

ويقول الدكتور فيبن ميشرا، استشاري الغدد الصماء والسكري بمستشفى الزهراء دبي: «إن الأسباب الحقيقية للارتفاع المتسارع في انتشار مرض السكري هي التغيير السريع في أنماط الحياة وزيادة مستويات الضغط النفسي. نحن نعيش في عالم صناعي. تماماً مثل جميع الصناعات الأخرى، تبتكر الصناعات الغذائية والترفيهية أيضاً ابتكارات جديدة على فترات منتظمة».

وأكد أن الحل الجذري لهذه المعضلة هو التربية الصحيحة للجماهير. هناك خمس قضايا أساسية في الحياة يجب التركيز عليها. تشمل القضايا الأساسية الخمس للحياة 1. الصحة، 2. الأسرة، 3. العمل، 4. الشغف، 5. الحياة الاجتماعية. يجب على الجميع اتباع أسلوب حياة صحي مع الطعام المعزز للصحة، والكثير من التمارين، واليوجا، ونوم جيد لمدة 7-8 ساعات واتباع روتين صحي محدد.

نمط الحياة

الدكتور صميم ماجد ماتو، أخصائي أمراض الغدد الصماء والطب الباطني في المستشفى الكندي التخصصي- دبي قال: «السبب الأكثر أهمية هو نمط الحياة الذي لا يأكل معه الناس بشكل صحي، ولا يمارسون التمارين، والحل الوحيد للمشكلة هو تغيير عقلية الناس، بحيث يركزون على الأكل الصحي، والقيام ببعض التمارين المنتظمة».

مصدر قلق

وقال الدكتور بشار السحار، اختصاصي أمراض الغدد الصماء والسكري في مستشفى إل إن إم سي رويال الشارقة: «ارتفع عدد المصابين بالسكري من 108 ملايين شخص عام 1980 إلى 422 مليون شخص في عام 2014، وارتفع معدل الوفيات المبكرة الناجمة عن السكري بنسبة 5% في الفترة بين عامي 2000 و2016. وفي عام 2019، كان داء السكري سبباً مباشراً في حدوث ما يناهز 1.5 مليون حالة وفاة. وفي عام 2012، نجم عن ارتفاع نسبة الجلوكوز في الدم 2.2 مليون حالة وفاة أخرى».

وأضاف: «يعد مرض السكري من النوع الثاني مصدر قلق متزايد في جميع أنحاء العالم، وهو مسؤول عن أغلبية حالات مرض السكري التي تم تشخيصها حديثاً. عوامل الخطر الرئيسية المساهمة في الإصابة به هي: السمنة ونمط الحياة الخامل ووجود تاريخ عائلي».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"