عادي
إماراتيات يتألقن في «إكسبو»

بنت زايد محل أنظار العالم في كل مكان وزمان

00:36 صباحا
قراءة 9 دقائق
1
ريم الهاشمي تكرم فاطمة الدرمكي

دبي: سومية سعد

المرأة الإماراتية.. أخت الرجال ورفيقة دربهم والداعم الأول لهم تسجل كل يوم إنجازاً حتى أصبحت محل أنظار العالم.. في كل مكان وزمان تجد سيدة إماراتية تقدم إنجازاتها التي تعد شاهداً على تمكين المرأة في كافة المجالات، باعتبارها خير شريك في مسيرة التنمية والبناء ورحلة التمكين التي بدأت قبل تأسيس اتحاد دولة الإمارات في عام 1971، على يد المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيّب الله ثراه، وبمواصلة القيادة الرشيدة على نفس الدرب بهذه الكلمات التي قالتها الوالدة موزة بنت خلفان الرايحي ل «الخليج» بعد حديثها الشيق في الدورة الرابعة من قمة أقدر العالمية، والتي تقام هذا العام تحت شعار «المواطنة الإيجابية العالمية - تمكين فرص الاستثمار المستدام» بجناح «فزعة» في إكسبو 2020 دبي لتعزيز معرفة المجتمعات وتزويدها برؤية تنبع من صميم الثقافة العربية التي تجسد روح التسامح والأخوة والسلام المجتمعي وبمشاركة 182 متحدثاً من أكثر من 17دولة، وتعزيز دور القوة الناعمة لدولة الإمارات، وتطوير شراكات غنية ومستدامة بين الحكومات والمنظمات الدولية، ونشر فكر «زايد» المؤسس ونهجه في التسامح والسلام والتعايش بين الناس واستعراض تجربة المدرسة الإماراتية في تعزيز مفاهيم المواطنة الإيجابية العالمية.

الحياة قبل الاتحاد

واستعرضت الوالدة موزة بنت خلفان الرايحي، الحياة قبل الاتحاد ودور المرأة والتي وقفت جنباً إلى جانب الرجل، واستذكار لمسيرة حافلة بالإنجازات التي اختصرت الزمن، وغيرت ملامح المكان.

وأبهرت الجميع بالحديث عن بنت الإمارات قبل الاتحاد ودورها في الثقافة المحلية المتوارثة هو كل ما تركه لنا الآباء والأجداد من إرث، وأن الرائي لا يهتم بمشاهدة أطول برج في العالم فقط، لكن يحرص على رؤية الآثار الموجودة في المتاحف والمواقع التراثية المنتشرة في كل أنحاء الدولة والتي كانت سبباً في الوصول إلى المستقبل.

وأهمية التراث تكمن في أنه لا يشكل فقط جزءاً مهماً من ماضينا ولا أرضية صلبة لحاضرنا، لكن لأنه يعد محطة ننطلق منها إلى المستقبل.

وأضافت أن الإماراتيين يعيشون اليوم حياة عصرية بنكهة الأصالة، لأنهم يجيدون التشبث بالتقاليد والعادات المتوارثة جيلاً بعد جيل للوقوف في وجه العولمة، والتي غزت العالم من دون استئذان، وغيرت شكل كثير من الدول، وأثرت في سلوك وعادات كثير من شعوب العالم دون استثناء.

1

دراسة عن إكسبو

أما فاطمة الدرمكي، فأعربت ل «الخليج»، عن سعادتها وهي تستعرض أول دراسة عن «إكسبو دبي» تحت عنوان «دراسة عن دور الإعلام الإماراتي في تشكيل صورة دبي في معرض إكسبو الدولي 2020»، وكان هدف البحث فهم الدور الإيجابي لوسائل الإعلام الإماراتية، والرسالة التي تقدمها في المعرض العالمي باعتباره اقتصاداً رمزياً قوياً للإمارات.

وأكدت أن كل ما قامت به من دراسة تحقق على أرض الواقع والوصول إلى الرقم المتوقع من عدد الزوار وهو 25 مليوناً، وتقدم صورة حضرية معاصرة أمام العالم، بتجانس وتعايش جميع فئات المجتمع وكافة الجنسيات البالغ عددها أكثر من 200 جنسية.

وتقديم مستوى عالٍ من الجودة في الحياة والتفاعل الاجتماعي لتوفير كل ما يلزم للإنسان وهذا ما يسهم في جذب السياح والمستثمرين إليها. وأن تقوم الشركات بتأسيس أعمالها في دبي بعد التعرف إلى الفرص الاقتصادية التنموية المتاحة في الإمارات.

كما توقعت في دراستها أيضاً أن يكون للإعلام دور بارز وقيادي في تشكيل صورة الإمارات للعالم، كدولة رائدة في التنمية البشرية والاقتصاد، وإثبات الهوية الثقافية المحلية، التي تجمع بين الأصالة والمعاصرة. وأضافت: نجاح المعرض هو نجاح لكل إماراتي ومن المهم أن نقدم فيه ولو الشيء البسيط لنجاحه كزيارته والترويج له من خلال وسائل الإعلام، وخاصة عبر مواقع التواصل الاجتماعي فهي الطريقة الإعلامية الأسهل والأسرع لوصول المعلومات.

وقالت: تولدت الفكرة عام 2013 يوم فوز الإمارات باستضافتها لإكسبو 2020 في دبي وكنت وقتها مبتعثة للدراسة في الخارج، من وزارة التعليم العالي والبحث العلمي آنذاك، (وزارة التربية والتعليم حالياً)، للدراسة في بريطانيا بجامعة برونيل لندن، ففكرت وقتها ماذا يعني إكسبو لدولة الإمارات وما أهميته؟ وبعد البحث والمتابعة، تيقنت حقيقة الحدث وأهميته للإمارات على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي، وأن الإمارات ستكون باستضافتها معرض إكسبو على أبواب احتفالها بيوبيلها الذهبي الخمسين وبالتالي مرحلة جديدة لدولة الإمارات.

وقالت قررت وقتها أن أبدأ في إعداد دراسة تتعلق بالمعرض التاريخي المهم، وأربطه بدور الإعلام، المجال الذي أعمل فيه منذ حوالي 14 سنة، وأن أترك بصمة في هذا الحدث وأساعد على تقديم شيء حتى لو كان بسيطاً لدولة الإمارات في هذا المحفل الكبير، لنعيد الجميل الذي قدمته لنا في دراستنا واهتمت بابتعاثنا للخارج، فعرضت فكرة عمل الدراسة عن إكسبو دبي ولقيت كل الترحيب، لتكون الدراسة الأولى من نوعها تحت عنوان: «دور الإعلام الإماراتي في تشكيل صورة دبي في معرض إكسبو الدولي 2020»، وفعلاً أنجزت الدراسة في 2014 وأسعد بأن أكون أول باحثة في موضوع إكسبو 2020 دبي.

وحقيقة كان الهدف الرئيسي من هذه الدراسة، هو فهم الرسالة السامية والدور الإيجابي الذي سوف تقدمه وتلعبه وسائل الإعلام الإماراتية في تغطية هذا المعرض الكبير أمام جميع دول العالم المشاركة، إضافة إلى تسليط الضوء على أهمية هذا الحدث التاريخي لدولة الإمارات على المستوى المحلي والإقليمي والعالمي الذي يقام لأول مرة في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وبالتالي، فإن الثقافة والتراث العربي والخليجي بالتحديد في المعرض سوف يعرض لأول مرة في تاريخ معارض إكسبو الدولية.

وبالحديث عن الشق الميداني من الدراسة، ومن خلال المقابلات التي أجريتها مع فريق العمل الإعلامي للمعرض والمسؤولين في المؤسسات الإعلامية المحلية، إضافة إلى دراسة الواقع، تأكد أن الإمارات تحظى بكل الإمكانيات المتاحة والاستعدادات اللوجستية والمقومات اللازمة.

1

شعبية كبيرة

الرائد شادية خلفان خصيف، رئيس قسم التسجيل الجنائي في مركز شرطة حتا، من أبرز الوجوه لأهالي المنطقة، وتقول نؤمن بأن عملنا هو رد الجميل للوطن، الذي شملنا بعطفه وتربينا على أرضه ونلنا من خيراته، ونعمنا بأمنه واستقراره، كما أنها وسيلة نثبت بها للعالم أن الفتاة الإماراتية قادرة على المشاركة في أصعب المجالات، وأنها لا تعرف المستحيل فإيمانها بأن عملها رسالة مجتمعية مهمة يدفعها إلى إنجاز مهامها على أكمل وجه، وبالشكل الذي يعبر عن حبها لوطنها.

وأضافت: التحقت بالعمل الشرطي عام 1993 في مركز شرطة بر دبي، كما عملت في النيابة العامة في دبي، واكتسبت خلال تلك السنوات خبرة كبيرة في العمل الشرطي وفي عام 1996 عملت كمحقق جنائي في مركز شرطة حتا، واستطعت حل العديد من المشاكل الأسرية عن طريق التصالح دون وصول الأمور للمحاكم.

سيدة المتفجرات

1
فاطمة الجسمي

تقول مدربة الكلاب البوليسية فاطمة الجسمي: بجهاز التفتيش K9، التابع للإدارة العامة لأمن الهيئات والمنشآت والطوارئ في شرطة دبي، أعتبر نفسي جندية يجب أن أكون مستعدة دائماً للنزول لساحة المعركة، عندما يستدعيني قائدي في أي وقت، وأتلقى تدريباً مستمراً لأكون جاهزة دائماً لتأدية المهام المتنوعة، مهام تدريب كلاب الأثر، وتتمثل في عمليات الكشف عن المخدرات، والبحث عن المتفجرات والأسلحة، والكشف عن الجثث، وتتبع أثر الجناة، وتمييز الروائح، والكشف عن مسببات الحرائق، والبحث عن المفقودين، والحراسة، إضافة إلى المساعدة على الكشف عن الأدلة، والتعرف إلى مسرح الجريمة الذي يشهد تغيراً سريعاً، مؤكدة أن الكلب من أذكى الحيوانات، ولا يخطئ مطلقاً في مهمته، وإن حدث أي خطأ فهو يعود للمدرب.

الإماراتية نموذج

أصبحت العقيد جميلة الزعابي مدير سجن النساء في المؤسسات العقابية والإصلاحية بدبي، نموذجاً للمرأة الإماراتية، والشرطية القديرة ولها قصة تجسد دعم وتقدير القيادة الرشيدة للمرأة، لتكريمها على العديد من المواقف المشرّفة والتي تؤكد إنسانيتها وتفانيها في العمل منذ أن عملت وهي إحدى المتطوعات على الرغم من مهام عملها الكثيرة، انطلاقاً من حرصها على خدمة وطنها بكل ما تستطيع من إمكانيات، ومن حبها وشغفها الدؤوب في الخدمة تطوعت في إكسبو.

مهارات وخبرات

وعن تجربتها تقول العريف أول خلود عبدالله المري، إنها أول عنصر نسائي في شرطة دبي، تحصل على رخصة الغوص في الماء والكشف عن المتفجرات، مؤكدة أن مثل هذا العمل يتطلب صفات عديدة منها القدرة على السيطرة والتحكم عند القيام بعمليات تفتيش عالية المخاطر، وأن عملية التدريب والتأهيل كانت عالية المستوى، واستطاعت من خلالها التعرف إلى أفضل الممارسات في عمليات التفتيشات الأمنية، وتقنياتها، والبيئات المختلفة،

1

القلب الشجاع

وتقول الوكيل خوله عباس كرمك، موظفة حراسات: إن الاستمرار وتأدية مهامي على أكمل وجه، وكنت على يقين من أن عملي سيمنحني الفرصة الكبرى للتميز والنجاح وتثبيت قدمي في مجال غير تقليدي ظل سنوات طوال حكراً على الرجال.

وأضافت أن خبرتها في المهارات الميدانية التي تخص العمل من إجادة قراءة لغة الجسد والدفاع عن النفس وسرعة البديهة والصبر والتحمل، أهّلتها لدخول المجال دون أن تشعر بأي صعوبة؛ حيث إنه تمت الموافقة على انضمامها إلى هذا المجال بمجرد أن اجتازت بعض الاختبارات التي أفادت بقدرتها على أداء المهمات التي تسند إليها.

وعن الصعوبات التي تواجه المرأة التي تعمل في مجال الحراسات، قالت إنه يحتاج إلى القلب الجريء الذي لا يعرف الخوف، وأنها بفضل الله ودعم وتشجيع المسؤولين، استمرت في أداء كل ما يسند إليها من مهمات.

الطب الإشعاعي

الدكتورة مريم المطروشي، أخصائية الأشعة في إدارة الطب الشرعي بشرطة دبي، أحد النماذج النسائية المتميزة، والتي تعد إضافة مهمة في العمل الجنائي في شرطة دبي.

حيث إنها أول امرأة تتخصص في مجال الطب الإشعاعي الجنائي على مستوى الشرق الأوسط، وهي حاصلة على البورد الأوروبي للأشعة التشخيصية من النمسا، وتعمل حالياً على مشروع تأسيس أول مختبر «أشعة جنائي» بشرطة دبي، ليكون بذلك الأول من نوعه على مستوى الشرق الأوسط في مجال التشريح الافتراضي الجنائي كبديل للتشريح اليدوي.

1

أول ضابط

الملازم نوف أهلي، أول ضابط مناوب في شرطة دبي،

تقول: أشعر بالفخر بعملي في شرطة دبي، التي تحظى بمكانة وسمعة عالمية كبيرة، وحققت إنجازات شرطية عالية المستوى، وتعد حلماً ووجهة يقصدها الكثير من الشباب الساعي للتميز والإبداع والابتكار، وبيئة عمل رائدة تدعم موظفيها في كافة الجوانب من تدريب وتأهيل عالي المستوى، وتمكين العنصر النسائي، والاهتمام به ودعمه من خلال برامج ومبادرات عديدة تسهم في تنمية القدرات والمهارات في مختلف التخصصات.

وبينت الملازم نوف أهلي، أنها وبعد أن تخرجت في أكاديمية شرطة دبي ضمن الدفعة الأولى، تلقت تدريبها في مركز شرطة نايف في جوانب عديدة منها الإدارية والأمنية والجنائية، والقانونية، وتوجهت للعمل الميداني وبالأخص عملها كضابط مناوب عام، والذي جاء بعد ملاحظتها عدم وجود عنصر نسائي في هذا المجال، لترغب في أن تخوض تحدياً جديداً، إيماناً منها بأن المرأة قادرة على أن تتولى مثل هذه المهام، مضيفة أن مراحل التدريب والتأهيل والدراسة في أكاديمية شرطة دبي، والتطبيق العملي في مركز شرطة نايف، ودعم المركز لها أسهم بشكل كبير في رفع مهاراتها التي ساعدتها على تأدية المهام كضابط مناوب عام لمركز شرطة.

إبطال القنابل

أعربت الملازم الريم عبد الرحمن عبدالله، أول ضباط من العنصر النسائي يعمل في إبطال القنابل في إدارة أمن المتفجرات، عن فخرها بالعمل في شرطة دبي، وشعورها بالامتنان للدعم الذي أسهم بشكل كبير في رفع مهاراتها.

منى التميمي: العطاء للوطن تحدٍ تستطيعه نساء الإمارات

مني التميمي

تقول منى حمد أحمد التميمي عضو عنصر تأمين الحماية: إن اقتحام المواطنات لهذا المجال يثبت للعالم كله، أن ابنة الإمارات قادرة على تحمّل المسؤوليات الجسام ودليل على كفاءتها في إنجاز أي مهمة تسند إليها وإيماناً بدور المرأة الذي لا يقل عن دور الرجل في العمل والعطاء للوطن، وكان تحدياً كبيراً أن يتم توظيف إماراتيات في مهنة صعبة جداً مثل مهنة حماية الشخصيات النسائية بنات الإمارات للالتحاق بكل المجالات العسكرية، وقد حرصت منذ اليوم الأول لعملي، على حضور كل الدورات التي تصقل خبرتي وتزيدني ثقة بنفسي، وعلى الرغم من أن كثيرين يعتبرون مهنتي شاقة وتتطلب مجهوداً يومياً كبيراً، فإنني أنسى آلامي الجسدية حين أسهم في توفير الأمن للشخصيات النسائية من الوزيرات والسفيرات وزوجات الرؤساء وعن المهارات التي يجب أن تتوافر بمن يعمل في مجال حماية الشخصيات المهمة، تقول إنه خلال فترة عملها في هذا المجال، اكتسبت خبرات ومهارات عدة زادت من تعلقها بهذه المهنة واعتزازها بها، حتى إنها لا ترضى الآن بأي بديل لها في أي مجال آخر.

علياء العامري: إعجاب الجمهور مقياس كفاءتي ودليل جدارتي

علياء العامري

تقول المتطوعة علياء علي العامري، على الرغم من عملي محامية، فإنني أحب العمل في التطوع، وعلى الرغم من صعوباته أقضي معظم الوقت فيه، ولحظتها كنت فرحة جداً، لأنني أخيراً سأحصل على العمل الذي أحبه، وأقضي فيه بعض الوقت، وبدأ التحدي يكبر، لأن إعجاب الجمهور هو مقياس كفاءتي، ودليل جدارتي، وتزيد سعادتي عندما أرى نظرات الفخر بما أقدمه لوطني.

وترى أن التطوع مرآة تعكس الصورة الحقيقية لموقع المرأة الإماراتية على خريطة العمل في الدولة، وقدرتها على المشاركة في أصعب المجالات العملية، وأنها لا تعترف بالمستحيل، نؤمن بأن عملنا مسؤولية كبيرة وضعت على عاتقنا، ونحن على قدرها، وسنبذل قصارى جهدنا لرد الجميل للوطن الذي شملنا بعطفه وتربينا على أرضه، ومنحنا نعمتي الأمن والاستقرار ومتعة ليست لها حدود، لما فيه من عطاء ومساعدة للناس، إلى جانب أنه فرصة للقاء ومقابلة الزوار بمختلف أعراقهم وخلفياتهم الثقافية والفكرية والاجتماعية والدينية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"