عادي

سيرة زايد.. خالدة عالمياً بمآثر إنسانية وخيرية

00:25 صباحا
قراءة 8 دقائق

أبوظبي: آية الديب

قائد استثنائي ذكراه خالدة، في قلوب ووجدان أبناء شعوب العالم، فمآثر المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، الإنسانية ومواقفه الوطنية، باتت نموذجاً تُستلهم منه الخبرات والتجارب، ونبراساً يقتدى به في ساحات العمل كافة، فهو من الشخصيات التي قلما يجود بها الزمن.

ويتزامن اليوم مع الذكرى ال 18 لرحيل القائد المؤسس المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، بعد مسيرة عطاء طويلة استمرت قرابة أربعة عقود، رفع فيها اسم الإمارات عالياً وبذل الجهد والوقت والمال، لتأسيس نهضة حضارية شاملة، وجهت الإمارات نحو غد مشرق، وكان المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، يجمع بين السمات القيادية والإنسانية، ففي عهده تدفق الخير والعطاء من الإمارات إلى مختلف دول العالم، وبادرت الإمارات بسخاء وعطاء بتنفيذ مشروعات إنسانية مختلفة وأصبحت منارة للإنسانية، والعمل الإنساني أبرز شيم أبنائها.

دروس العطاء

1
وفد مؤسسة زايد الإنسانية يتابع مشاريع تنمية إثيوبيا

أعطى زايد العالم دروساً في العطاء الإنساني، وسارت على النهج ذاته القيادة الرشيدة، واستلهمت خطواتها منه في كل ما ينفع الإنسانية من أعمال الخير وخدمة البشرية، وعززت من أعمالها ألإنسانية على المستوى المحلي والدولي إلى أن أصبحت الإمارات نموذجاً يحتذى به في مجال العمل الإنساني والتنموي.

واهتم المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، في نشر التعليم وإقامة الصروح الصحية والمراكز الاجتماعية في سائر أركان الدولة ولم يكتف بالعمل داخل الدولة؛ بل أكرم الوفود القادمة إليه بمشروعات، وفي سفراته إلى الخارج كان يأمر بإقامة المشاريع وتقديم المساعدات وكان مكتبه يعج دائماً بأوامر المساعدات الإنسانية دون تمييز أو الالتفات إلى عرق أو لون أو دين.

أعمال الخير 

1
مؤسسة زايد الإنسانية خلال تجهيز المير الرمضاني

بمرور السنوات زادت أعمال زايد الخيرية والإنسانية، وكان لابد لها من مظلة تتابع هذه الإنجازات؛ فأنشأ المغفور له في مايو/ أيار عام 1992 مؤسسة تحمل اسمه، وخصص لها وقفاً بلغ مليار دولار ليعود ريعه على المشاريع والأنشطة والفعاليات الخيرية والإنسانية داخل الدولة وخارجها، وجعل لهذا الوقف مجلس أمناء يرعاه ويتابع أعماله وبرامجه ومشاريعه.

ومنذ نشأة مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان للأعمال الخيرية والإنسانية، سارت على نهج زايد في دعم كل المجتمعات الإنسانية دون تمييز، وكثفت المؤسسة أعمالها وبرامجها ولاسيما في تقديم المساعدات الإنسانية في مجالات التعليم، والصحة، والإغاثة، وتشجيع البحث العلمي والدراسات بالجوائز والمكافآت وطباعة الكتب وتبني الفكر الحضاري المستنير والمساعدات الخيرية المتفرقة في البرامج العديدة.

وعلى مدار 30 عاماً مضت المؤسسة قدماً في تنفيذ مشروعاتها ومبادراتها الإنسانية والتنموية، وشملت مساعداتها فئات مختلفة ككبار السن والأسر المتعففة لمساعدتها على توفير الحياة الكريمة وخاصة في مجال الصحة والتعليم والمساعدات الاجتماعية المتنوعة، وقارب إجمالي مساهمات المؤسسة داخلياً وخارجياً حتى العام الماضي 434 مليوناً و325 ألف دولار، ووصلت الأيادي البيضاء لزايد، عبر المؤسسة إلى أكثر من 188 دولة.

1
كلية زايد للبنات في أوكلاند

مساعدات غير مشروطة

سيراً على نهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان  طيب الله ثراه  الذي أرسى دعائم العمل التطوعي والخيري والإنساني، قدمت دولة الإمارات منذ تأسيسها مساعدات خارجية غير مشروطة على الصعيد العالمي، لدعم النمو الاقتصادي في البلدان النامية ودول العالم، وتوفير الخدمات الاجتماعية الأساسية للمجتمعات المحلية التي تحتاج ظروفها المعيشية إلى التحسين، بهدف الحد من الفقر، وتعزيز السلام والازدهار، وتحفيز العلاقات الاقتصادية ذات المنفعة المتبادلة من خلال دعم العلاقات التجارية والاستثمارية مع البلدان النامية.

ونتيجة لهذا العطاء تصدرت الإمارات في السنوات الأخيرة، قائمة المانحين على مستوى العالم، من حيث المساعدة الإنمائية الرسمية مقارنة بالدخل القومي الإجمالي، ما يعكس قيم الإمارات في دعم البشرية، ضاربة نموذجاً للعطاء والأيادي البيضاء الذي أبهر العالم، كما قدمت الإمارات مساعدات إنسانية لإنقاذ الأرواح وتخفيف المعاناة وصون الكرامة الإنسانية في ظل الأزمات، وساهمت الدولة في تنفيذ حملات إغاثية لحالات طارئة واجهت دول مختلفة.

1
مستشفى الشيخ زايد في اليمن

أكثر الدول المانحة

عززت الإمارات مكانتها ضمن أكثر الدول المانحة للمساعدات الإنسانية والإغاثية في العالم، مؤكدة ريادتها في تنفيذ التزاماتها في مجال المساعدة الإنمائية الرسمية لأقل البلدان نمواً، حيث لا ترتبط المساعدات الإنسانية التي تقدمها الدولة بالتوجهات السياسية للدول المستفيدة منها، ولا البقعة الجغرافية، أو العرق، اللون، الطائفة، أو الديانة؛ بل تراعي في المقام الأول الجانب الإنساني الذي يتمثل في احتياجات الشعوب.

وأخذت دولة الإمارات على عاتقها دعم الدول الشقيقة والصديقة، سواء أكان ذلك في مجال المشاريع التنموية أو من خلال الاستجابة الإنسانية للكوارث والأزمات، وبما يدعم الازدهار والاستقرار في هذه الدول، والتخفيف من حدة المعاناة الإنسانية فيها.

1
مبنى كلية زايد للحاسوب في بنغلاديش

دعم تنموي وإنساني 

خلال الفترة من 2010 حتى 2021 وفقاً لآخر تقرير حول المساعدات الخارجية بلغت قيمة المساعدات الخارجية التي قدمتها دولة الإمارات نحو 206 مليارات و34 مليون درهم، بما يعادل 56.14 مليار دولار، لتواصل التزامها بدفع جهود السلام والازدهار العالمي، إلى جانب توفير الدعم التنموي والإنساني والخيري في عدد من الدول النامية، من بينها 50 من البلدان الأقل نمواً.

وحافظت دولة الإمارات خلال تلك الفترة على ارتفاع نسبة مساعداتها الإنمائية قياساً إلى دخلها القومي الإجمالي، محققة مرتبة متقدمة بين أعلى الجهات المانحة، إذ حلّت في المرتبة الأولى لأعلى المانحين الدوليين للمساعدات الإنمائية مقارنة بالدخل القومي الإجمالي لأربع مرات، كما جاءت في المرتبتين الثانية والرابعة لبعض السنوات خلال الفترة نفسها.

1
مكتبة الشيخ زايد بجامعة المنار في لبنان

برامج ثابتة 

تعمل المؤسسة على تنفيذ برامج ثابتة ترتبط بتقديم مساعدات صحية وتعليمية، إضافة إلى المساعدات الإنسانية المتنوعة لمن تتوافر فيهم شروط استحقاق هذه المساعدات، وبالإضافة إلى ذلك تنفذ المؤسسة برامج موسمية كبرنامج إفطار صائم، والمير الرمضاني وكسوة العيد، وبرنامج زايد للحج وبرنامج الأضاحي بالتزامن مع عيد الأضحى، وتوزيع التمور.

وفي إطار اهتمام زايد بالتعليم دعم أكبر موسوعة حضارية حملت اسمه وهي معلمة زايد للقواعد الفقهية والأصولية، وكذلك معجم زايد وغيرها من العديد من أمهات الكتب التي أصدرتها المؤسسة ولا تزال تعمل على نفس هذا المنوال.

بحث الاحتياجات 

بالتعاون والتنسيق مع سفارات دولة الإمارات في الخارج، تعمل مؤسسة زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، وفق نهج القائد المؤسس، على بحث الاحتياجات الإنسانية وبحث سبل المساعدات الإنسانية، وتنفيذ المشروعات في الخارج، وعلى مدار سنوات بذلت المؤسسة جهوداً مختلفة أسفرت عن تنفيذ مشروعات متنوعة حملت اسم صاحب وقف المؤسسة المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه.

اسم يتردد في العالم

حملت معظم المشروعات التي عملت مؤسسة زايد على تنفيذها وتكفلت بتمويلها اسم زايد، وبات اسمه يتردد في مختلف أقطار العالم بالخير والثناء والتقدير والدعاء. 

ومن أبرز المشروعات التي نفذتها المؤسسة، معهد زايد لتعليم اللغة العربية للناطقين بغيرها في القاهرة والتابع للأزهر الشريف، ومسجد الشيخ زايد في زكيد بالمغرب، ومركز زايد الثقافي في كيرا في إثيوبيا.  

ويمثل معهد زايد العلمي في مدينة أبشة في تشاد، الذي افتتح عام 2004 أحد أبرز مشروعات المؤسسة. 

 وفي لبنان أنشأت المؤسسة مكتبة الشيخ زايد في جامعة المنار عام 2006، وأقامت المؤسسة مشروع كلية زايد للبنات بنيودلهي في الهند. 

وفي فلسطين أنجزت المؤسسة عام 2012 مشروع كلية التمريض والبصريات التابع لجامعة النجاح في نابلس، وفي جزر القمر نفذت المؤسسة مستشفى المعروف موروني، وفي أوروبا نفذت المؤسسة في المملكة المتحدة مشروع كرسي الأستاذية جامعة كامبردج.

مشروعات حديثة

خلال العام الماضي ساهمت مؤسسة زايد في تقديم مشروع تأهيل مرافق تعليمية في جمهورية أوكرانيا، وكذلك مشروع دعم المؤسسات التعليمية لدور الأيتام في بيلاروسيا ومشروع دعم المؤسسات التعليمية أيضا في روسيا وتتراسان وداغستان والشيشان، وفي القارة السمراء أنجزت المؤسسة أكبر مجمع تعليمي في إفريقيا، حيث أكملت مشروع مجمع الشيخ زايد التعليمي في تشاد بمبلغ 2.5 مليون درهم. 

وحظيت كينيا في مدينه ممباسا على تجديد ومتابعة مركز زايد لرعاية الأطفال مع الوقف التابع له، واستثمار الأراضي الموقوفة أيضاً من أجل تقديم أفضل رعاية للأيتام في المركز، حيث المدرسة بكل الفصول الدراسية والقاعات والملاعب والسكن وقد ساهمت المؤسسة هذا العام بمليون دولار لاستكمال كل هذه المرافق المتنوعة.

البحث العلمي

على مستوى البحث العلمي والدراسات التعليمية وفوق الجامعية، من أكبر المشروعات التي أطلقتها المؤسسة، تأسيس كرسي الشيخ زايد للبحث العلمي في جامعة سنغافورة بمبلغ 3 ملايين و671 ألف دولار، ووضعت المؤسسة حجر أساس مشروع الأكاديمية الإسلامية في جمهورية قرغيزستان الشقيقة، وإضافة إلى ذلك نفذت المؤسسة مشروعات متنوعة أخرى، منها حفر الآبار في موريتانيا ومشاريع أخرى اجتماعيه للمرآة في موريتانيا، كتوفير آلات خياطة وأدوات أخرى وفي الجبل الأسود تجهيز المستشفيات.

وفي مجال الإغاثة سارعت المؤسسة إلى تقديم العديد من الإغاثات إلى الدول المنكوبة بالكوارث الطبيعية.

ثمار ما غرسه زايد

1
خلال إرسال مساعدات الإمارات الإنسانية في أزمة كورونا

أظهرت جائحة كورونا ثمار ما غرسه زايد في المجتمع الإماراتي، فبالتزامن مع الجائحة تماسك وتعاون المجتمع الإماراتي من أجل تخطي الأزمة، واتخذت القيادة الرشيدة كافة القرارات التي من شأنها التخفيف من تداعيات الجائحة ولاسيما على الفئات الأشد تضرراً. 

وعلى الرغم من أن العمل الإنساني واجه تحديات مختلفة بسبب القيود التي فرضتها الجائحة إلى أن الإمارات سيراً على نهج زايد سخرت كل جهودها لمجابهة الفيروس؛ فسيّرت الطائرات وعملت على إرسال القوافل الغذائية والطبية لتُغيث البشرية خارجياً، وفي الداخل احتوت المؤسسات الإنسانية المتضررين من الجائحة دون تفرقة بين مواطن ومقيم أو حتى زائر. 

واستمراراً لنهج المغفور له الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، طيب الله ثراه، مؤسس الدولة، وتوجيهات القيادة الرشيدة، وفي إطار التزام دولة الإمارات بتقديم يد العون للجميع، كانت الإمارات من أوائل الدول الداعمة للمبادرات الإنسانية خلال جائحة كوفيد19؛ حيث شكلت مساعدات دولة الإمارات 80% من حجم الاستجابة الدولية للدول المتعثرة خلال الجائحة، وبلغ إجمالي عدد المساعدات الطبية والأجهزة التنفسية وأجهزة الفحص ومعدات الحماية الشخصية والإمدادات أكثر من 2250 طناً تم توجيهها إلى 136 دولة حول العالم.     

هيئة الهلال تصل إلى شعوب العالم 

1
دعم الفئات المحتاجة بطرود غذائية

منذ تأسيس هيئة الهلال الأحمر الإماراتي في ثمانينات القرن الماضي، بتوجيهات ومتابعة من القائد المؤسس، حملت الهيئة على عاتقها مسؤولية إيصال رسالة المحبة والسلام من الإمارات إلى كل شعوب العالم التي تعاني وطأة الظروف، وذلك من خلال برامجها ومشاريعها المنتشرة على مستوى العالم دون تمييز، استناداً إلى أن الحاجة هي المعيار الوحيد لتلبية نداء الإنسانية، وتقديم المساعدة المطلوبة. 

وحرصت الهيئة على تلبية احتياجات المعوزين داخل الدولة، واحتياجات المناطق الأقل حظاً في التنمية خارجياً، خاصة في مجالات الصحة والتعليم والبنيات الأساسية والخدمات الاجتماعية، وبفضل توجيهات واهتمام القيادة الرشيدة بالعمل الإنساني وصلت الهيئة إلى شرائح واسعة في المجتمع، وجابت مجالات أرحب في العطاء الإنساني، فيما تمثل قضايا رعاية اللاجئين ودعم مخيماتهم ومساندة أوضاعهم لإنسانية حول العالم تمثل همّاً دائماً للهيئة. 

ووصلت قيمة المساعدات برامج ومشاريع الهيئة من عام 2016 وحتى عام 2020 مبلغ 3 مليارات و788 مليوناً و147 ألف درهم، منها مليار و665 مليوناً و158 ألفاً و425 درهماً تكلفة العمليات الإغاثية، فيما بلغت تكلفة المشاريع التنموية ملياراً و27 مليوناً و154 ألفاً و794 درهماً، وبلغت قيمة برامج كفالات الأيتام 779 مليوناً و577 ألفاً و154 درهماً، إضافة إلى 316 مليوناً و256 ألفاً و815 درهماً، عبارة عن قيمة المساعدات الإنسانية الأخرى في عدد من المجالات.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"