عادي
«كوب» ركيزة أساسية لجهود المجتمع الدولي في مكافحة الاحتباس الحراري

مسيرة طويلة ومحطات تاريخية للعمل المناخي.. والنضال مستمر

00:35 صباحا
قراءة 3 دقائق

تتجه أنظار العالم من 6 إلى 18 نوفمبر/ تشرين الثاني، إلى مدينة شرم الشيخ المصرية، حيث ينعقد «كوب 27» الذي يمثل أهمية كبرى للعالم، ويستكمل مسيرة طويلة في العمل المناخي تمتد لعقود.

ففي عام 1949، تناول مؤتمر الأمم المتحدة العلمي المعني بالحفاظ على الموارد واستخدامها، رسمياً ولأول مرة، موضوع استنزاف الموارد الطبيعية والحاجة إلى إدارتها لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية. وبعد أكثر من عقدين، أثمرت هذه الخطوة مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة البشرية، المعروف أيضاً باسم مؤتمر ستوكهولم، الذي أقيم في عام 1972.

وأشار إعلان ستوكهولم آنذاك إلى أن «التاريخ قد وصل لمرحلة يتعين علينا فيها تطوير أعمالنا ومشاريعنا في جميع أنحاء العالم، مع توجيه مزيد من العناية الحصيفة لعواقبها البيئية». وقد حدد هذا الإعلان 26 مبدأ، لا تزال جميعها ذات أهمية حتى يومنا هذا. كما حفز المؤتمر حينها إنشاء برنامج الأمم المتحدة للبيئة (UNEP)، الذي اعتمد أول صك دولي بشأن المناخ في عام 1979، وهو اتفاقية التلوث الجوي بعيد المدى عبر الحدود. وكان العالم الأمريكي والاس بروكر صاغ مصطلح «الاحتباس الحراري» عنواناً لورقة علمية قبل 4 سنوات.

أدلة تغيّر المناخ

مع تجلّي آثار التغير المناخي في خلال الثمانينات، مثل «المطر الحمضي» في أوروبا وأمريكا الشمالية؛ أوصى برنامج الأمم المتحدة للبيئة بالحد من إنتاج واستخدام مركّبات الكربون الكلورية فلورية (CFCs) شائعة الاستخدام في البخاخات ومواد التعبئة والثلاجات، حماية لطبقة الأوزون. وأدى ذلك إلى اعتماد اتفاقية فيينا لحماية طبقة الأوزون عام 1985، تلاها «بروتوكول مونتريال بشأن المواد المستنفِدة لطبقة الأوزون» في عام 1987. ووقعت دولة الإمارات اتفاقيتي فيينا ومونتريال في عامي 1989 و1990، على التوالي.

بدايات COP

اجتمع أقطاب المجتمع العلمي من مختلف أنحاء العالم في مؤتمر المناخ العالمي الثاني بجنيف عام 1992، لتسليط الضوء على مخاطر التغير المناخي. وانعقد مؤتمر الأمم المتحدة المعني بالبيئة والتنمية في خلال العام نفسه، في ريو دي جانيرو. وتمخضت «قمة الأرض» في ريو دي جانيرو عن اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، واتفاقية التنوع البيولوجي، واتفاقية مكافحة التصحر، التي ترتبط جميعها ارتباطاً وثيقاً.

ومنذ اعتمادها، أصبحت اتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ الركيزة الأساسية لجهود المجتمع الدولي في مكافحة ظاهرة الاحتباس الحراري. وبحلول مارس/ آذار 1994، كانت 165 دولة وقعت على الاتفاقية، كما صادقت دولة الإمارات عليها في عام 1995. وتُسمى الدول التي صادقت على الاتفاقية ب«الأطراف».

ومؤتمر الأطراف (COP) هو السلطة العليا التي تتابع سير الاتفاقية. وقد عُقدت الدورة الأولى للمؤتمر في برلين عام 1995. وتُنظم مؤتمرات COP سنوياً.

مؤتمرات تاريخية

ألزم بروتوكول كيوتو الملحق باتفاقية الأمم المتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ، والمتفق عليه في مؤتمر الأطراف «COP3» عام 1997، الدول المتقدمة بتقليل إجمالي انبعاثاتها الكربونية بنسبة 5% عما كانت عليه خلال عام 1990. وحدد مؤتمر «COP15» في كوبنهاغن عام 2009 عتبة الاحتباس الحراري العالمي التي نعرفها حالياً البالغة درجتين مئويتين فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية.

أما اتفاق باريس الذي تم تبنيه خلال «COP21» في العاصمة الفرنسية عام 2015، فقد أعقب بروتوكول كيوتو، وألزم البلدان بالإعلان عن مساهمات محددة وطنياً، لوقف التغيرات المناخية. كما ألزمها بالحد من ظاهرة الاحتباس الحراري ووقف زيادة درجة الحرارة العالمية إلى درجتين مئويتين مع السعي إلى الحد من الزيادة إلى 1.5 درجة فوق مستويات ما قبل الثورة الصناعية. وكانت الإمارات أول دولة عربية توقع وتصادق على اتفاق باريس.

وسيكون مؤتمر الإمارات للمناخ «COP28» حدثاً تاريخياً آخر في مسيرة المؤتمر؛ إذ سيقدم أول تقييم عالمي لتقدم الدول في تنفيذ مساهماتها المحددة بموجب اتفاق باريس. وسيُعقد المؤتمر في مدينة إكسبو دبي، الوجهة المستدامة التي بنيت خصيصاً لاستضافة إكسبو 2020 الذي استقبل أكثر من 20 مليون زائر في عامي 2020 و2021.

(وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2s4j8hae

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"