عادي

معارك الخرطوم تتواصل عشية عيد الفطر ونزوح كبير للسكان

21:49 مساء
قراءة 3 دقائق

الخرطوم - أ ف ب

تواصل إطلاق النار ودويّ الانفجارات، الخميس، عشية عيد الفطر في الخرطوم، بينما يحاول الكثير من سكان المدينة الفرار من القتال الذي أودى بحياة العشرات، فيما أكّد قائد الجيش الفريق أول عبد الفتّاح البرهان رفضه «أيّ حديث في السياسة» مع قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو.

وشهدت الخرطوم وجارتاها أم درمان وبحري معارك ضارية هذا الأسبوع بين الجيش وقوات الدعم السريع، ما أدى إلى تقطع السبل بالسكان وآلاف من الأجانب ونقص الإمدادات الغذائية. وتشكل المدن الثلاث معا واحدة من المناطق الحضرية الأعلى كثافة سكانية في إفريقيا.

وبينما يحاول المجتمع الدولي انتزاع وقف لإطلاق النار، حذّر البرهان في لقاء تليفزيوني من أنّه «لا خيار إلا الحسم العسكري» اذا لم تَعُد قوات الحسم السريع الي مواقعها التي كانت ترابط فيها في ديسمبر / كانون الأول الماضي. وشدّد قائد الجيش في الوقت ذاته على رفضه أيّ حديث «مباشر» مع دقلو.

وقال البرهان، إنّ «هذه الحرب تقف وراءها أطماع شخصية لأشخاص محدودين يريدون أن يحكموا الدولة السودانية وأن يستولوا على مقدّراتها وإمكانياتها.

وفي الخرطوم التي يبلغ عدد سكانها أكثر من خمسة ملايين نسمة، تسرع العائلات بالخروج إلى الطرق والفرار هرباً من الغارات الجوية والرشقات النارية والمعارك في الشوارع والتي أودت بحياة أكثر من 270 مدنياً منذ السبت، وتتركز في الخرطوم ودارفور في الغرب.

وقال أحد النازحين الذين فروا من العاصمة بحثاً عن مكان أكثر أمانًا: «إن رائحة الموت والجثث تخيّم على بعض أحياء العاصمة». وروى فارّ آخر من الخرطوم،: «في الرابعة والنصف صباحا أيقظنا دويّ القصف الجوي. أغلقنا الأبواب والنوافذ خشية من الأعيرة الطائشة».

وعلى بُعد عشرات الكيلومترات من العاصمة، تستمرّ الحياة بشكل طبيعي، وتفتح المنازل لاستقبال النازحين الذين يصلون في حالة صدمة، بسياراتهم أو مشياً لساعات على الأقدام مع ارتفاع سعر البنزين إلى عشرة دولارات لليتر الواحد.

وللوصول إلى مكان آمن، خضع هؤلاء لأسئلة وتفتيش رجال متمركزين على نقاط مراقبة تابعة لقوات الدعم السريع، وأخرى تابعة للجيش. وكان عليهم التقدم في مسيرهم وسط جثث على أطراف الطريق ومدرعات وآليات صغيرة متفحمة، بعد احتراقها في المعارك بالأسلحة الثقيلة، وتجنب مناطق الاشتباكات.

هدنة لا تصمد ومنذ اندلاع المعارك الضارية السبت، يبدو الوضع ملتبساً للسودانيين البالغ عددهم 45 مليون نسمة.

ولا يكف الطرفان عن إطلاق وعود بهدنات لم تتحقّق. ودوّت الانفجارات مجدّداً الخميس في الخرطوم وفي الأُبيّض على بُعد 350 كيلومتراً جنوب العاصمة.

وسيجتمع من جديد الخميس مسؤولو الأمم المتحدة والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية والمنظمات الإقليمية الأخرى للدعوة إلى وقف لإطلاق النار، بينما يستعدّ المسلمون في العالم للاحتفال بعيد الفطر صبيحة الجمعة أو السبت. وفي الشوارع المليئة بالركام، من المستحيل معرفة من الذي يسيطر فعلياً على مؤسسات البلاد.

وقالت نقابة أطباء السودان المستقلة، إنه خلال خمسة أيام: «توقف عن الخدمة 70% من 74 مستشفى في الخرطوم والمناطق المتضررة من القتال»، إمّا لأنها قُصفت أو لنقص الإمدادات الطبية والكوادر أو بسبب سيطرة مقاتلين عليها وطردهم المسعفين والجرحى.

واضطرت معظم المنظمات الإنسانية إلى تعليق مساعداتها، ومنذ السبت في الخرطوم، استنفد عدد كبير من العائلات مؤنها الأخيرة وتتساءل متى ستتمكن شاحنات الإمداد من دخول المدينة.

وقتل ثلاثة من موظفي برنامج الأغذية العالمي في دارفور في بداية القتال. ولم تعد الأمم المتحدة تحصي عمليات «النهب والهجمات» على مخزونها وموظفيها، وهي تدين «العنف ضد العاملين في المجال الإنساني».

وبات على سكان الخرطوم اختيار أحد شرّين: إما البقاء في مدينة اختفت منها الكهرباء والمياه الجارية، ويمكن في أي لحظة أن تخترق رصاصة طائشة جدارًا أو نافذة، أو الرحيل وسط إطلاق النار وتوقّع أن يتم الاستيلاء على منازلهم وينهب كل ما لم يتمكنوا من حمله.

ووسط هذه الفوضى العارمة، أعلن المتحدث باسم الجيش المصري الخميس، أنّ ثلاث طائرات وصلت الأربعاء من السودان وعلى متنها غالبية العسكريين المصريين الذين كانوا في مهمة في السودان. وأكّد أنه «بالتعاون مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر» تم تأمين «وصول باقي عناصر القوات المسلحة المصرية لمقر السفارة المصرية» في السودان تمهيدا لاعادتهم الى مصر «فور توفر الظروف الأمنية المناسبة». وشدّد المتحدث الرسمي باسم الجيش المصري على «صحة وسلامة كافة العناصر المصرية».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5ydna9we

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"