عادي

الحشرات وانتشار الأمراض

21:28 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى

جورج فرانسيس لي*

نادراً ما يخطر في بال البريطاني العادي التحقق من وجود حشرات القراد في محيطه. وربما يكون ذلك أثناء رحلة تخييم عائلية، أو بعد قرار طائش بسلوك طريق مختصر مجتازاً بعض الأعشاب الطويلة. وليس مستغرباً غياب حذرنا، ذلك أن الحياة البرية الطيعة في بلادنا لا تشكل خطراً يذكر على صحتنا.

وعلى رغم أن تغير المناخ يؤدي دوراً مباشراً في حالات صحية مثل أمراض الجهاز التنفسي، فإن أحد أكبر مخاطره الصحية يكمن في السلوكيات المتغيرة للحيوانات التي في مقدورها أن تنقل الأمراض إلى البشر، بدءاً من الطيور وصولاً إلى البعوض، وطبعاً حشرات القراد.

وفي السابق، لم تُرصد الإصابة بـ«فيروس التهاب الدماغ المنقول بالقراد» قط في المملكة المتحدة. والآن لدينا ثلاث حالات مؤكدة منذ عام 2019.

والحشرات الحاملة للمرض، المعروفة باسم «النواقل»، تنشر المرض من طريق نقله إلى المضيفين، ولكن بلدنا المريح كان على مر التاريخ بارداً جداً على نحو لا يوفر أرضاً مثالية لتكاثر تلك النواقل (وحصولها على الغذاء). لاحظ استخدام الزمن الماضي، لأن المملكة المتحدة في طريقها إلى أن تصبح وجهة موقتة للحشرات الناشرة للأمراض المتكاثرة بالطقس الحار.

ولا شك في أن الافتقار إلى المعلومات بشأن الاحتماء من القراد يبعث على القلق، ولكن هذه الحشرات ليست الوحيدة التي تتطلع إلى بلوغ شواطئ ألبيون.

وحمى الضنك، مثلاً، مرض استوائي ينتشر من طريق البعوض ويسبب الحمى والقيء، ويؤدي إلى الموت إذا بقي من دون علاج. بسبب ارتفاع درجة حرارة الكوكب، يبقى البعوض على قيد الحياة لفترة أطول، ويتكاثر بشكل أكبر، ويلسع مرات أكثر.

وورد في إحدى الأوراق البحثية الصادرة عام 2019 أن 60 في المئة من سكان العالم سيكونون معرضين لخطر الإصابة بحمى الضنك بحلول 2080. الأمر بسيط، فمع ارتفاع درجة حرارة الأماكن، تجد مجموعات البعوض مستعمرات جديدة لها. وما عليك سوى العودة إلى العام الماضي والنظر عبر القنال الإنجليزي، كي ترى إلى أي مدى بات وشيكاً تسجيل المملكة المتحدة الإصابة الأولى، لكنها ليست مجرد حرارة.

والأسوأ من ذلك أن اختلاف درجات الحرارة يؤثر أيضاً في الوقت الذي يستغرقه الفيروس في التكاثر، ثم الانتقال إلى مضيف مختلف، ما يُعرف باسم فترة الحضانة الخارجية أو «إي آي بي». وأظهرت ورقة بحثية عام 2020 في المجلة العلمية «إيبيديمكس»، أن تقلبات درجات الحرارة التي تتميز بها مناخات مثل المملكة المتحدة، يمكنها في الواقع أن تفاقم خطر انتشار المرض.
* «الإندبندنت»

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yc27fh2e

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"