عادي

عذوبة الكتابة الساخرة

23:25 مساء
قراءة دقيقة واحدة

في «سَكرة الروح» يكتب الناقد البحريني ناجي جمعة قصصاً تنتمي إلى الأدب الساخر، ظاهرها الهزل والسخرية، وباطنها النقد لقيم وقناعات وأفكار تنعكس على حياة الأفراد وسلوكاتهم، ويجسّد المؤلف هذا الاشتغال في حيوات أبطال قصصه. هم إشكاليون، متمردون، حالمون، ومتسائلون: هل الإنسان هو هذا الجسم أم العقل والروح أم الاثنان معاً؟

في القصص يُظهر ناجي جمعة للقارئ تأثره بشعراء الغزل في مروياته مثل قيس بن الملوّح وعمر بن أبي ربيعة وأبي فراس الحمداني، كما يُظهر المؤلف تأثره الكبير بالمتنبي الذي يحضر صوته في ما بين السطور، فهو لسان حال شخصياته، في الملمّات، وفي غيرها، فالمتنبي ناطق عنهم حينما يسخرون، وحينما ينتقدون، وحينما يتبرّمون مما يعترضهم من مواقف، وهنا نجد أن الكاتب/ الراوي يختبئ خلف شاعره دافعاً به لقول ما يريد.

من أجواء القصص نقرأ: «اليوم وأنا في طريقي إليها، لن يوقفني أحد إلا الموت، وصلت، وقفت متخفّياً بباب بيتهم أستقصي الأخبار، فريق أخبرني أنها تركت الحي برفقة أبيها الذي فضَّل الانتقال للقرية المجاورة، وفريق آخر قال بأنها سافرت شهراً، وستعود حتماً لمسقط رأسها، وفريق ثالث كان جوابه مقلقاً، فقد ادّعوا أن أباها زوَّجها بابن عمها وسافرا معاً، وسيعودان من شهر العسل بعد أسبوع من الآن».

يضم الكتاب ثلاثين قصة قصيرة جاءت تحت العناوين الآتية: «الأضواء الخافتة»، «رجل الخردة»، «الهوجاء»، «التوقيع الأنيق»، «أم البنات»، «الكلمات المتقاطعة»، «الثمرة الأبدية» وقصص أخرى.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/n788wajz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"