عادي

من أجل إنقاذ البشر.. الأمم المتحدة تدعو إلى استباق عواقب «إل نينيو»

21:55 مساء
قراءة 3 دقائق

جنيف - أ ف ب

دعت الأمم المتحدة الثلاثاء، الحكومات إلى استباق عواقب ظاهرة «إل نينيو» المناخية التي بدأت لتوّها، والمرتبطة خاصة بارتفاع درجات الحرارة في العالم، من أجل «إنقاذ الأرواح وسبل العيش».

وأشارت المنظمة العالمية للأرصاد الجوية التابعة للأمم المتحدة، إلى أن ظاهرة «إل نينيو» ستتواصل على مدار العام مع كثافة من المحتمل أن تكون «معتدلة على الأقل»، معلنة «بداية الحلقة» مع احتمال فرصة استمرارها في النصف الثاني من العام بنسبة 90%.

وأعلنت الإدارة الوطنية الأمريكية للمحيطات والغلاف الجوي، في 8 يونيو/ حزيران، وصول ظاهرة «إل نينيو».

وعادة ما يصبح تأثير ارتفاع درجات الحرارة واضحاً بعد عام من تطور الظاهرة، وبالتالي من المرجح أن يكون ملموساً أكثر في عام 2024.

وقال مدير وكالة الأمم المتحدة للأرصاد الجوية والمناخ بيتيري تالاس في بيان: «وصول ظاهرة إل نينيو سيزيد من احتمال تجاوز الأرقام القياسية لدرجات الحرارة، والتسبب في حرارة أشد في أجزاء كثيرة من العالم وفي المحيطات».

وأضاف: «إعلان المنظمة العالمية للأرصاد الجوية عن ظاهرة إل نينيو، هو إشارة للحكومات في أنحاء العالم من أجل أن تستعد للحد من آثارها على صحتنا ونظامنا البيئي واقتصاداتنا».

وفي هذا الصدد، شدّد على أهمية أنظمة الإنذار المبكر والتدابير اللازمة لاستباق الظواهر الجوية المتطرفة المرتبطة بهذه الظاهرة المناخية الكبرى «لإنقاذ الأرواح وسبل العيش».

كما أعربت منظمة الصحة العالمية عن قلقها، إذ تخشى زيادة الأمراض المتعلقة بالمياه، مثل الكوليرا، إضافة إلى الأوبئة التي ينقلها البعوض، مثل الملاريا وحمّى الضنك، علاوة على أمراض معدية مثل الحصبة والتهاب السحايا، وفق ما ذكرت للصحفيين المديرة المكلفة بالصحة العامة والبيئة في المنظمة ماريا نيرا.

وفي 2018-2019، أعلنت بعض المناطق وصول ظاهرة «إل نينيو»، واعتبرت حينها ضعيفة. لكن منظمة الأرصاد الجوية لم تصدر هذا الإعلان بسبب الافتقار إلى الإجماع الدولي، وفق ما أوضح للصحفيين رئيس قسم خدمات التنبؤ المناخي الإقليمي، ويلفران موفوما أوكيا.

وتعود آخر حلقة من ظاهرة إل نينيو إلى سبع سنوات، في 2015-2016، وكانت شديدة للغاية، بحسب المنظمة العالمية للأرصاد الجوية.

- «إنذار جديد»

وحدثت الظاهرة آخر مرة في 2018-2019، وأفسحت المجال لحلقة طويلة تناهز ثلاث سنوات من ظاهرة «إل نينيا» التي تسبب آثاراً معاكسة، أبرزها انخفاض درجات الحرارة. و«إل نينيو» هي ظاهرة مناخية تحدث مرة كل سنتين إلى سبع سنوات، وتستمر عادةً من 9 إلى 12 شهراً، وترتبط بارتفاع درجات حرارة سطح المحيط في وسط وشرق المحيط الهادئ.

لكن الحلقة الحالية تأتي في سياق مناخ تم تغييره بسبب الأنشطة البشرية، على ما أكدت المنظمة العالمية للأرصاد.

وفي مايو/ أيار الماضي، حذرت منظمة الأرصاد العالمية من أن الفترة بين عامي 2023-2027، ستكون الأكثر سخونة على الأرض، في ظل التأثير المشترك لظاهرة «إل نينيو» والاحتباس الحراري.

ويقدر أن هناك فرصة بنسبة 66% بأن يتجاوز المتوسط العالمي السنوي لحرارة سطح الأرض بمقدار 1.5 درجة مئوية، المستوى المسجل قبل الثورة الصناعية لمدة عام واحد على الأقل بين عامي 2023 و2027.

وأوضح مدير الخدمات المناخية في المنظمة العالمية للأرصاد الجوية، كريس هيويت أن هذا لا يعني أنه خلال السنوات الخمس المقبلة سنتجاوز 1.5 درجة مئوية المحددة في اتفاق باريس حول المناخ، لأن هذه الاتفاقية تشير إلى الاحترار المناخي طويل الأمد لسنوات عدة. ومع ذلك، فهو إشارة جديدة إلى اليقظة.

وترتبط ظاهرة «إل نينيو» بزيادة الأمطار في أجزاء من جنوب أمريكا اللاتينية وجنوب الولايات المتحدة والقرن الإفريقي وآسيا الوسطى. يمكن أن تسبّب الجفاف الشديد في أستراليا وإندونيسيا ومناطق في جنوب آسيا وأمريكا الوسطى.

وفي المقابل، يمكن لمياهها الدافئة أن تغذّي الأعاصير في وسط وشرق المحيط الهادئ، كما أن بوسعها الحدّ من تشكيل الأعاصير في حوض المحيط الأطلسي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3h398nn8

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"