عادي
روسيا تدعو إلى حل سلمي

«إيكواس» تبحث غداً التدخل العسكري في النيجر

01:07 صباحا
قراءة 3 دقائق
مؤيدون للانقلاب العسكري يتظاهرون قرب القاعدة الفرنسية في نيامي. (رويترز)

يجتمع رؤساء أركان جيوش الجماعة الاقتصادية لدول غرب إفريقيا (إيكواس) الخميس والجمعة في غانا، لبحث تدخل عسكري محتمل في النيجر، وفق ما أفادت مصادر عسكرية وسياسية إقليمية، أمس الثلاثاء، بينما نفى مستشار الرئيس المحتجز أن يكون الرئيس محمد بازوم قد ارتكب أي مخالفة تبرر اتهامه بالخيانة العظمى، كما دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى حلّ سلمي لأزمة الانقلاب. فيما أكدت وزيرة ألمانية أن انقلاب النيجر انتكاسة تهدد تطوير الساحل الإفريقي. واعتبر وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن، أنه لا يزال هناك فرصة للدبلوماسية لإعادة الأمور إلى نصابها في النيجر، مع استمرار ضغوط دول غرب إفريقيا على الانقلابيين في نيامي.

والإعلان عن اجتماع رؤساء أركان دول الإيكواس يأتي قبل 48 ساعة من قمة المجموعة لإعادة البحث عن خيارات التعامل مع التطورات في نيامي، وسط انقسام إفريقي يعيق اتخاذ أي خطوات عملية للرد على الانقلاب وإعادة العمل بالنظام الدستوري في البلاد.

وقد أخفق مجلس الأمن والسلم الإفريقي خلال اجتماعه في العاصمة الإثيوبية أديس أبابا في تبني قرار بتعليق عضوية النيجر في الاتحاد الإفريقي، وقال مصدر دبلوماسي إفريقي، إن هناك انقسامات بين أعضاء المجلس بشأن الإجراءات والقرارات المفترض اتخاذها ضد قادة الانقلاب.

في غضون ذلك، استدعى قادة الانقلاب، مبعوث بلادهم في أبيدجان للتشاور بعد حديث رئيس ساحل العاج الحسن واتارا عن تدخل عسكري لإعادة بازوم إلى السلطة. وقال عضو ما سمي المجلس العسكري الحاكم في النيجر العقيد أمادو عبد الرحمن إن تصريحات رئيس ساحل العاج بشأن تدخل عسكري في البلاد تعكس أوامر أصدرت إليه من قوة أجنبية لم يسمها.

وتأتي هذه التطورات في وقت يتأهب فيه قادة الانقلاب لمحاكمة بازوم بتهمة الخيانة العظمى. وقال العقيد أمادو عبد الرحمن إن المجلس جمع أدلة الإثبات الضرورية لمحاكمة بازوم بتهمتي الخيانة والمسّ بأمن البلاد. وسارعت إيكواس إلى انتقاد هذه التصريحات، واعتبرتها استفزازاً جديداً. ومن جهته قال إنتينكار الحسن مستشار رئيس النيجر، إن بازوم لم يرتكب أي مخالفة تبرر اتهامه بالخيانة العظمى. واستبعد المستشار تماماً أن يقدم الرئيس استقالته. وأشار إلى أن بازوم لن يحاكم قادة الجيش عندما يعود للسلطة للحفاظ على المصلحة العليا للأمة.

وفي سياق متصل، أعرب المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة ستيفان دوجاريك عن قلق المنظمة الدولية البالغ إزاء إعلان المجلس العسكري عزمه محاكمة بازوم بتهمة الخيانة. وجدد دوجاريك دعوته إلى الإفراج الفوري وغير المشروط عن بازوم وإعادته إلى منصبه. أما الخارجية الأمريكية فقالت إن التهديد بمحاكمة بازوم عمل غير مبرر وإهانة للديمقراطية. ومن جهته استنكر مسؤول السياسة الخارجية والأمن بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل رغبة المجلس العسكري اتهام بازوم بالخيانة، فيما قالت سفينيا شولتسه وزيرة التعاون الاقتصادي والتنمية الألمانية، أثناء زيارة إلى غرب إفريقيا: إن الانقلاب في النيجر يمثل «انتكاسة من شأنها مفاقمة تحديات التنمية المعقدة في البلاد وفي منطقة الساحل أكثر مما هي عليه». وفي هذا السياق، أشارت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية إلى أن اقتراح المجلس العسكري الجديد في النيجر محاكمة بازوم بتهمة الخيانة يُعرض أمن الدولة للخطر. وصرح قائد عسكري كبير في غرب إفريقيا بأن التهديدات بمحاكمة بازوم هي محاولة من المجلس العسكري لتعزيز موقفه قبل المفاوضات مع خصومه داخل مجموعة إيكواس.

يأتي ذلك في وقت دعا فيه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى حلّ سلمي لأزمة الانقلاب في النيجر، وذلك خلال اتصال أمس الثلاثاء مع أسيمي غويتا رئيس المجلس العسكري في مالي، التي سبق أن حذّرت دول غرب إفريقيا من أي تدخل عسكري في نيامي. وقال الكرملين إن الاتصال تخلله «تشديد على أهمية حلّ الوضع في النيجر بالوسائل السلمية والسياسية حصراً». وفي سياق متصل، قال وزير الدفاع المالي ساديو كامارا إن دولاً خارجية تحاول فرض حلول لمشاكل القارة الإفريقية. أما رئيس أركان الجيش الجزائري الفريق أول السعيد شنقريحة فقد دعا إلى حل مشاكل القارة الإفريقية من دون تدخلات خارجية. (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/yes556pc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"