عادي

نيويورك المكتظة تحارب الازدحام بـ «رصيف ذكي»

20:40 مساء
قراءة دقيقتين
حي في مدينة نيويورك
إعداد: خنساء الزبير

تسعى الجهات المختصة في نيويورك، إلى إيجاد حلول لمعالجة الازدحام المتزايد الذي تشهده المدينة، وأول ما تبدأ به حملتها هو الأرصفة التي أصبحت تعج بالسيارات المصطفة ومتناولي الوجبات، بشكل غير منظم، ما يسبب اختناق حركة مرور المشاة. وأطلقت وزارة النقل مبادرة، على مستوى المدينة، وهي برنامج يسمى «سمارت كيرب»، أو الرصيف الذكي، لتحسين طريقة اصطفاف السيارات واستخدام الشوارع داخل الحي الغربي العلوي من المدينة، وينصب تركيز البرنامج على حوالي 15 قطعة سكنية في ذلك الحي، من شارع 72 إلى شارع 86، ومن برودواي إلى سنترال بارك، أما تقرير إدارة الرصيف على مستوى المدينة بأكملها، فسينجز في الأسابيع المقبلة.

وتعليقاً على هذا الزحام، قال مفوض وزارة النقل في المدينة، يدانيس رودريغيز لمراسل «بلومبيرغ»: «لدينا مساحة محدودة، فنحن مدينة مساحتها 350 ميلاً مربعاً فقط». وكان رودريغيز يقود جولة سيراً على الأقدام في شارع كولومبوس، لمعاينة إمكانية تطبيق البرنامج، الذي سيضع تصوراً لكيفية إدارة مناطق المدينة التي تشهد ازدحاماً بشكل متزايد. وفي أحد أيام الاثنين، وفي مشهد معتاد في ذاك الحي، توافد كثيرون على الرصيف، حيث توقفت شاحنة أمازون، وسط شارع كولومبوس، واندفع سائقها إلى داخل مبنى مجاور لتوصيل شحنة، فيما سارع ركاب سيارات الأجرة و الـ «أوبر»، إلى التراص حول سقيفة ملحقة بأحد المطاعم لتناول الوجبات في الهواء الطلق، وكان هذا التراكم البشري كفيلاً بعرقلة مرور راكبي الدراجات عبر الممر المخصص لهم.

  • كثافة سكانية كبيرة

ويُعد الحي الغربي الشمالي، منطقة ذات كثافة سكانية كبيرة، وفيها عقارات متنوعة للسكن والاستخدام التجاري، وظلت مشكلات وقوف السيارات فيها، منذ فترة طويلة موضوعاً خاضعاً لجهود الإصلاح. ووجدت دراسة شهيرة أجريت، عام 2008، أن سكان الحي يقودون سياراتهم لمسافة 14 مبنى في المتوسط، خلال ساعات الذروة حتى يجدوا مكاناً لإيقافها. ويرى بعض المتابعين أن انتشار عادة التسوق عبر الإنترنت، وبالتالي انتشار خدمات التوصيل إلى المنازل، وهو الاتجاه الذي غذته جائحة كوفيد 19، أدى إلى زيادة الازدحام في شوارع نيويورك المزدحمة بالأساس، ما نتج عنه تعطيل انسيابية حركة السكان، ومن يتنقلون يومياً من وإلى مكان عملهم.

وفي الوقت الحالي، يتلقى حوالي 80% من الأسر في المدينة، عملية توصيل واحدة على الأقل أسبوعياً، وال 20% الآخرون يتلقون أكثر من أربع عمليات توصيل، وفقاً لبيانات وزارة النقل، التي تتعاون مع جهات محلية غير حكومية لدراسة طرق إدارة أرصفة الحي بشكل أفضل. ومن الخيارات المطروحة لمعالجة الأمر، فرض رسوم على مواقف السيارات، عبر عدادات الدفع عن طريق اللوحات، وإنشاء مساحات مخصصة للمركبات التجارية، وإضافة مراكز توصيل صغيرة، وأن تجرى آخر حلقة في سلسلة تسليم الطرد (الميل الأخير)، بوساطة الدراجات الكهربائية ونحو ذلك بدلاً من الشاحنات.

وبالإضافة إلى عرض الأفكار التي تدرسها المدينة، سيستمع البرنامج التجريبي إلى مجالس الأحياء والسكان وأي شخص آخر يرغب في مشاركة بعض الأفكار، حول كيفية التعامل بشكل أفضل مع إدارة الرصيف. وبعد التحليل والتوعية في خريف هذا العام، تتوقع الوزارة مشاركة التوصيات، ربيع عام 2024، على أن يتبعها التنفيذ في الصيف.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4s593y7d

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"