عادي

الحشرات وأهميتها البيئية

21:09 مساء
قراءة دقيقتين
رؤى

تتصاعد أرقام ضحايا الأوبئة والأمراض المنقولة بالحشرات، حينما تضاف إليها أعداد من يصابون بحمى الضنك والحمى الصفراء والأمراض التي تحملها أسراب بقّ الفراش وقراد السرير وغيرها.

وفي المقابل، لا يتردد معظم خبراء الحشرات في التشديد على الدور الحيوي والحاسم الذي تؤديه تلك الكائنات في استمرارية ظاهرة الحياة على الأرض.

وكذلك ربما يحضر إلى أذهان بعض المتابعين مقولة ذائعة على الإنترنت تنسب إلى العالم الشهير ألبرت آينشتاين وتفيد بأن «البشر سيفنون بعد اختفاء النحل بأربع سنوات».

ومن التراب، تصعد صورة تتحدث عن المساهمة المحورية للحشرات في استمرارية ظاهرة الحياة على الأرض، خصوصاً الجنس البشري، إذ تنفرد الحشرات بأنها تخلص الأرض من فضلات الحيوانات ومخلفاتها، عبر تفكيكها. ويشكل ذلك التفكيك الخطوة الأولى الحاسمة في استفادة التربة من روث الحيوانات ومخلفاتها، مما يعني أن حشرات كالخنفس والجعل، تؤدي دور مصنع إعادة تدوير الفضلات العضوية، خصوصاً الحيوية.

ووفق البروفيسور جان بيار ليماريه، من «جامعة مونبولييه الثالثة»، فإنه لولا دأب الحشرات في إعادة تدوير مخلفات الحيوانات، لما تجددت خصوبة التربة بالمواد العضوية، ولبقيت تلك الفضلات على ظهر البسيطة سنوات طويلة، من دون فائدة تذكر.

وقد شارك البروفيسور ليماريه في إحدى عمليات تجديد خصوبة الأرض بالحشرات، بعد أن تدنت تلك الخصوبة بفعل غياب عمل الحشرات في إعادة تدوير النفايات الحيوانية.

وفي غياب الحشرات تموت خصوبة التربة، ومن ثم تهلك الزراعة والأشكال الحية المعتمدة عليها. ولم يكن الدواء الشافي لتلك الظاهرة سوى الحشرات.

وفي سياق مشابه، تبرز دراسة أجراها باحثون من «معهد بوليتكنيك رانسلر» الأمريكي وجامعة المكسيك، تناولت إحدى الغابات في بورتوريكو التي استخدمت فيها مبيدات للحشرات بهدف وقاية الأشجار. ولوحظ أنه بين عامي 1976 و2012، حدث انخفاض كبير للحشرات لكنه ترافق مع انخفاض ضخم في أعداد العصافير والضفادع والسحالي.

وفي عام 2015، اثبت الباحث صامويل مايرز، أستاذ في جامعة هارفرد وجود رابط مشابه بين تناقص حشرات التلاقح النباتي ومعاناة البشر نقص الفيتامين «أ» وحمض الفوليك. وبالنتيجة، توصلت دراسة البروفيسور مايرز إلى الربط بين تلك الاضطرابات المرتبطة بنقص الحشرات، وحدوث 1.42 مليون وفاة بشرية.

(إندبندنت)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3wwnmscr

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"