عادي

فلسطينيون يروون مأساة «ليلة الرعب»: العملية الإسرائيلية جعلت رفح «جحيماً»

16:46 مساء
قراءة 3 دقائق
فلسطينيون يروون مأساة «ليلة الرعب»: العملية الإسرائيلية جعلت رفح «جحيماً»

رفح - أ ف ب

بعد أربعين يوماً من مولده قتل الرضيع ماجد العفيفي في العملية العسكرية الإسرائيلية لاستعادة رهينتين كانتا محتجزتين في مدينة رفح في جنوب قطاع غزة على ما روى خاله لوكالة فرانس برس.

يقول سائد الهمص، 26 عاماً، من مخيم رفح للاجئين: «سمعنا القصف دون سابق إنذار»، ويضيف: «ماجد العفيفي ولد قبل 40 يوماً بالضبط وقتل، وهو توأم، وأمه أصيبت في الكتف».

والرضيع من بين نحو 100 فلسطيني قضوا خلال الليل في عملية عسكرية إسرائيلية على ما أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة.

ونفذت إسرائيل الليلة الماضية عشرات الغارات على مدينة رفح التي لجأ إليها 1,4 مليون نسمة منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس التي دخلت شهرها الخامس.

  • «ليلة مرعبة»

وفي حين عم الفرح في إسرائيل بتحرير الرهينتين، تحدث أهالي رفح عن ليلة مرعبة. يقول أبو صهيب الذي كان نائماً في منزل يبعد عشرات الأمتار عن الموقع الذي طاله القصف الإسرائيلي: «سمعنا أصوات انفجارات مثل جهنم»، ويضيف: «سمعنا صوت طائرات حربية تطلق النار وشاهدنا مروحية تهبط في المكان».

ويقع المنزل الذي كانت الرهينتان محتجزتين فيه، في مبنى مكون من أربعة طوابق، وأفاد شهود بأن القصف حوّل خمسة أبنية، بجانب المنزل إلى كومة ركام.

ويشير الشهود إلى أن المنزل خالٍ من السكان، قام سكانه بإخلائه قبل شهرين بعدما وصلهم تحذير من الجيش بقصفه.

وأفاد صحفي في وكالة فرانس برس، بأن القصف الإسرائيلي خلّف خمس حفر كبيرة بعرض أمتار على الأقل وعمق خمسة أمتار.

أما أبو عبد الله القاضي، فيقول: «لا مجال أن أقول كيف عشنا الليلة»، ويضيف: «قتلوا ابن عمي، قتلوا بالقصف ناساً كثيرين ودمروا البيوت».

ووفقاً للقاضي: «اقتحموا (الجنود الإسرائيليون) هذه العمارة، ويبدو أنهم حرروا أسرى ثم قصفوها وقصفوا كل البيوت بجانبها»، ويقع مخيم رفح للاجئين في قلب مدينة رفح.

  • القتال في رفح.. وقلق دولي

وكان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تعهد بمواصلة القتال في رفح، وهو ما أثار قلقاً دولياً بشأن 1,4 مليون فلسطيني لجؤوا إلى هذه المدينة الواقعة في أقصى جنوب قطاع غزة.

وقال يوم الاثنين: «وحده الضغط العسكري المتواصل حتى النصر الكامل سيؤدي إلى إطلاق سراح جميع الرهائن».

احتُجز في هجوم غير مسبوق شنته حركة حماس في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر نحو 250 رهينة واقتيدوا إلى غزة، وتقول إسرائيل إن نحو 130 لا يزالون في غزة و29 منهم على الأقلّ يُعتقد أنّهم قُتلوا.

وتسبب هجوم حماس في مقتل أكثر من 1160 شخصاً، وفق حصيلة أعدتها وكالة فرانس برس استناداً إلى أرقام رسمية إسرائيلية.

ومذ ذاك تشن إسرائيل حملة قصف مركّز، أتبعتها بهجوم برّي واسع في القطاع، أسفر عن مقتل 28340 شخصاً على الأقلّ، أغلبهم نساء وأطفال، حسب حصيلة لوزارة الصحّة الفلسطينية في غزة.

وخوفاً من هجوم بري إسرائيلي على رفح، بدأت عشرات العائلات، الاثنين، النزوح مع أمتعتها القليلة، ويقول علاء محمد، 42 عاماً، والذي يهم بحزم أمتعته، تمهيداً للنزوح من رفح نحو دير البلح وسط القطاع: «كانت ليلة مرعبة».

ويضيف: «ما حدث الليلة ينذر بحدوث شيء كبير في رفح، يبدو أن الجيش الإسرائيلي سيدخل رفح كما أعلنوا». وبحسب محمد، فإنه «لم ننم منذ الليل، منذ الفجر بدأنا بتوضيب أغراضنا وجمعها»، بينما ذهب شقيقه وعمه لجلب وسيلة نقل.

ويشير: «كثير من العائلات فكت خيامها مثلنا، أتمنى أن نجد سيارة أو شاحنة، اتصلنا بأكثر من سائق نعرفهم لكن جميعهم مشغولون».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
http://tinyurl.com/9uc7esy6

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"