«بلوك تشين تكنولوجي»
شهدت صناعة السفر في السنوات الأخيرة تطورات كبيرة في التكنولوجيا التي أعادت تشكيل الطريقة التي يخطط بها الناس ويجربون رحلاتهم. واحد من أكثر الابتكارات الواعدة في هذا المجال هو تقنية «بلوك تشين»، التي لديها القدرة على إحداث ثورة في تجارب السفر، وهي تقنية دفاتر حسابات لا مركزية وموزعة تسجل المعاملات بشكل آمن عبر شبكة من أجهزة الكمبيوتر، وتخزن كل معاملة في «كتلة» مرتبطة بالكتلة السابقة، ما يؤدي إلى إنشاء سلسلة من الكتل ومن هنا جاءت التسمية. وتضمن هذه التقنية الشفافية والأمن وعدم قابلية البيانات للتغيير، ما يجعلها مثالية لمختلف الصناعات، بما في ذلك السفر.
ويمكن لهذه التقنية إحداث العديد من التغييرات الرئيسية في صناعة السفر، ما يؤدي إلى تعزيز تجربة السفر الشاملة للمستهلكين، مثل المعاملات الشفافة والآمنة، حيث يمكن للمسافرين إجراء معاملات آمنة وشفافة دون الحاجة إلى وسطاء، ما يقلل من مخاطر الاحتيال ويضمن خصوصية البيانات، والعقود الذكية، وهي عقود ذاتية التنفيذ مع كتابة شروط الاتفاقية مباشرة في التعليمات البرمجية، في صناعة السفر، ويمكن للعقود الذكية أتمتة عمليات مثل حجز أماكن الإقامة ورحلات الطيران والأنشطة، وتبسيط تجربة السفر بأكملها، بالإضافة إلى أسواق السفر اللامركزية، وتتيح التقنية إنشاء أسواق سفر لا مركزية حيث يمكن للمسافرين الاتصال مباشرة بمقدمي الخدمات، ما يلغي الحاجة إلى الوسطاء التقليديين مثل مقدمي عروض العطلات.
علاوة على ذلك يمكن تخزين التعليقات الواردة من المسافرين في التقنية، ما يضمن صحتها ويمنع التلاعب بها، ويمكن أن يساعد ذلك المسافرين على اتخاذ قرارات أكثر استنارة عند التخطيط لرحلاتهم.
يأتي ذلك بعد أن سيطر مقدمو عروض العطلات على صناعة السفر منذ فترة طويلة من خلال تقديم عروض معدة مسبقاً تشمل رحلات الطيران والإقامة والأنشطة، ومع ظهور التقنية ومنصات السفر اللامركزية، يمكن أن يتعرض دور مقدمي الخدمات هؤلاء للتحدي.
ومن الممكن أن تعمل المنصات التي تعمل بها التقنية على تمكين المسافرين من تخصيص رحلاتهم وفقاً لتفضيلاتهم.
