خرّجت مدينة الشارقة للخدمات الإنسانية الدفعة العاشرة من كادرها ضمن «برنامج العلاج بالموسيقى» الذي تنظمه منذ العام 2013، بالتعاون مع جامعة «إيوا» من كوريا الجنوبية والجمعية الكورية للعلاج بالموسيقى بكوريا، وكرمت المعلمات والاختصاصيات اللاتي استفدن من التدريب والتأهيل في إطار البرنامج.
والعلاج بالموسيقى تدخل مهني يُستخدم في تحسين الأداء غير الموسيقي من خلال السلوكيات والتجارب الموسيقية المنظمة. ومن خلال عملية منهجية الفحص والتخطيط والتنفيذ والتقييم، يمكن للمستفيدين تحقيق الأهداف التنموية، الجسدية، النفسية، والعاطفية.
تسع معلمات واختصاصيات من مراكز ومدارس وفروع المدينة كافة هنّ عماد الدفعة العاشرة وتدربن وتأهلن في معرفة منهجيات وأساسيات برنامج العلاج بالموسيقى.
وأكدت خديجة أحمد بامخرمة، مسؤول التخطيط والمتابعة والمشرف العام على برنامج العلاج بالموسيقى في المدينة، أن عدد الخريجين من كادرها الذين أتموا البرنامج منذ بدايته بلغ 140 موظفاً، إضافة إلى تخريج 38 طالبة اختصاصية من جامعة إيوا في كوريا الجنوبية. وأشارت إلى تدريب 1414 طالباً وطالبة من مختلف الإعاقات والجنسيات في مدارس ومراكز المدينة، وأن الجلسات حققت نتائج ملموسة في تحسين قدراتهم ومهاراتهم في مختلف المجالات الاجتماعية، اللغوية، النفسية، السلوكية، الإدراكية، الحركية، والمعرفية.
وحرصت المدينة في تأهيل وتدريب الكادر الفني والتعليمي على استخدام التقنيات والاستراتيجيات للعلاج بالموسيقى من قبل الخبراء والاختصاصيين من جامعة إيوا بهدف تكوين بنية داعمة من الكفاءات في المجال.
وفي كلمتها خلال الحفل، أعربت الخريجة فاطمة النقبي عن فخرها واعتزازها بالمساهمة في البرنامج الناجح، مؤكدة أهمية العلاج بالموسيقى كأسلوب تعليمي وتربوي يحقق نتائج فعّالة وملموسة للطلاب.
ويسهم البرنامج في تطوير قدرات الطلبة ذوي الإعاقة حركياً واجتماعياً ولغوياً وتربوياً، ويتيح الفرص أمامهم لتحسين جودة حياتهم والمشاركة والاندماج في المجتمع، وهو ما تحرص المدينة على تحقيقه عبر تنظيمها له وتدريب كادرها ليتقن فنياته ومفرداته على يد أمهر الاختصاصيين. يستخدم العلاج بالموسيقى لجميع المستويات المختلفة وأشكال الخبرة والأنشطة الموسيقية لاحتياجات المستفيد والتي تتنوع من الفهم والاستقبال إلى التعبير، ومن الإنصات إلى اللعب والغناء، كما أنه أحد العلاجات الداعمة للحالات الطبية الأخرى مثل تعزيز الصحة، السيطرة على التوتر، وتخفيف الآلام، والتعبير عن المشاعر، وتقوية الذاكرة، وتحسين التواصل، والزهايمر، وباركنسون، وتعزيز إعادة التأهيل البدني.
تضمن الحفل استعراض مشاريع التخرّج التي تجسد الإنجازات المحققة من خلال برنامج العلاج بالموسيقى، وأكد الخريجون الاستمرارية في تحقيق الأهداف المنشودة وتعزيز البرنامج ليبقى رائداً في مجال الخدمات الإنسانية بمدينة الشارقة.
ويعد حفل تخريج الدفعة العاشرة خطوة مهمة نحو تطوير وتحسين برنامج العلاج بالموسيقى في المدينة، وتأكيداً على استمرار الجهود لتقديم أفضل الخدمات والبرامج التي تلبي احتياجات المجتمع وتسهم في رفع مستوى الحياة للأشخاص ذوي الإعاقة.
