«مِديم» هدية المقبلين على الزواج

00:05 صباحا
قراءة دقيقتين

هل يمكن أن يبدأ الشاب حياته الزوجية من دون أن يكون كاهله مثقلاً بالديون؟ سؤال يراود الكثيرين من المقبلين على الزواج، الذين وجدوا أنفسهم مضطرين إلى قرع أبواب أحد البنوك لأخذ قرض يعينهم على تلبية طلبات «العروس» التي لا ترضى بأقل مما هو سائد اليوم، غير مكترثة بقابل الأيام، التي لا يدري أحد ما قد تحمله لها ولزوجها، الذي يذهب أكثر من نصف راتبه، لسداد أقساط شهرية، والوفاء بالتزامات مالية، كان من السهولة بمكان ألا يقع في شباكها، لو أنه وزوجته، اعتبرا من «جائحة كورونا»، التي وصف من عقد قرانهم خلالها بالمحظوظين، بعد أن خلّصتهم من تكاليف الفرح التي أقل ما يقال عنها أنها تقصم ظهر الرجل.

المغالاة في المهور وتكاليف الفرح، مشكلة قديمة متجددة، تبحث عن حل، هو أسهل ما يكون، إلا أن الأخذ به يستوجب موافقة الطرفين المقبلين على بدء حياة جديدة، وتقديم تنازلات تصب في مصلحة الطرفين، فالضروريات أهم من الكماليات، وما يصرف في ليلة واحدة يمكن أن يكفيهما لأكثر من سنتين، إذا أحسنا التصرف، وتخلّيا عن البهرجة الزائدة، وطبّقا التقاليد الأصيلة لحفلات الزفاف في المجتمع الإماراتي.

«مِديم» مبادرة جديدة لدائرة تنمية المجتمع بأبوظبي، تسعى إلى إرشاد المقبلين على الزواج للتخطيط الحكيم عند إقامة حفلات الزفاف، تماشياً مع المبادئ المستمدة من الموروث الإماراتي الأصيل، التي ترسخ أهمية الأسرة بصفتها حجر الزاوية للمجتمع، فضلاً عن توجيههم لإقامة أعراس تتماشى مع عادات وتقاليد مجتمع الدولة، مع الحفاظ على التفاصيل المميزة والأنيقة العصرية بشكل يتسم بالحكمة، والاعتدال، والبُعد عن المبالغة.

قيادتنا الرشيدة، تحفز دائماً الشباب على الزواج، وتكوين الأسر باعتبارها اللبنة الأساسية لبناء المجتمع واستقراره، والمبادرة التي يأتي إطلاقها في إطار استراتيجية أبوظبي لجودة حياة الأسرة، نراهن عليها جميعاً أن يجد فيها المقبلون على الزواج طوق نجاة من فخّ الديون، وأن تضعهم على الطريق الصحيح لبناء أسرة سعيدة يسودها الاستقرار.

«مِديم» التي تسعى لإرساء التقاليد الأصيلة لحفلات الزفاف، التي تتسم بالبساطة، وتراعي الاحتياجات العصرية للشباب، تشجع على استلهام القيم الإماراتية الأصيلة التي تدعو للاعتدال، والتواضع، والبساطة في حفلات الزفاف، ما يسهم في بدء حياة زوجية مستقرة تقود لبناء أسر متماسكة تواصل مسيرة النهضة الشاملة، والمستدامة.

نتمنى أن يكتب لهذه المبادرة النجاح، وأن يتم تعميمها في جميع إمارات الدولة، وأن يكون لها بالغ الدور في دفع الآباء والأمهات إلى تغيير الواقع الاجتماعي الحالي الذي يفرض بعض الممارسات غير الضرورية في الأعراس.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4us9jenw

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"