عادي
تصاعد الإحباط في إسرائيل وخارجها تجاه نتنياهو لاتباعه سياسة «حافة الهاوية»

مفاوضات غزة معلقة.. وضغوط دولية لمساندة جهود الوسطاء

01:14 صباحا
قراءة 3 دقائق
وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي يتحدث مع نظيره التركي هاكان فيدان في قصر التحرير بالقاهرة
امرأة تسير في خان يونس بجنوب قطاع غزة بينما يتصاعد في الخلفية الدخان الناتج عن القصف الإسرائيلي

سحب التصعيد الجاري بين إسرائيل وإيران الاهتمام بمصير المفاوضات بشأن اتفاق لوقف إطلاق النار في غزة، لكن الضغوط الدولية مستمرة في دعم مسار مفاوضات الهدنة ومساندة جهود الوسطاء «المتواصلة والمكثفة»، في مسعى لإنقاذ المحادثات وتفادي انهيارها، فيما يتزايد الإحباط داخل إسرائيل وخارجها من سياسات نتنياهو التي تعرقل المحادثات حول غزة، بينما اعتبر الاتحاد الأوروبي أن الاستهداف الإسرائيلي للبنية التحتية في قطاع غزة يشكل جريمة حرب.

قال مصادر إسرائيلية إن المفاوضات بشأن اتفاق وقف إطلاق النار وإطلاق سراح المحتجزين في قطاع غزة «معلقة في الواقع»، بينما طالب وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن، أمس الاثنين، ب«الضغط على إسرائيل للتوقف عن ممارسة سياسة حافة الهاوية، والانخراط بجدية وإرادة سياسية حقيقية في مفاوضات وقف إطلاق النار في غزة».

وأكد وزير الخارجية المصري خلال هذا الاتصال «ضرورة ممارسة جميع الأطراف لضبط النفس، وتجنيب المنطقة مخاطر عدم الاستقرار وتهديد مصالح شعوبها».

وتطرق عبد العاطي إلى «الموقف بشأن مفاوضات وقف إطلاق النار، والجهود المصرية القطرية الأمريكية المبذولة في هذا الشأن».

وتلقى رئيس الوزراء وزير خارجية قطر الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني اتصالاً من بلينكن تناولا خلاله الأوضاع في غزة والأراضي الفلسطينية، وبحث الجانبان جهود الوساطة المشتركة لإنهاء الحرب على قطاع غزة، كما بحثا التوتر المستمر في الشرق الأوسط، وأكدا ضرورة التهدئة وخفض التصعيد.

وكان الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي قد أكد، خلال لقاء وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، أمس، أن الشرق الأوسط يمر بمنعطف «شديد الدقة والخطورة بما يستوجب أعلى درجات ضبط النفس».

وذكرت الرئاسة المصرية في بيان أن السيسي شدد، خلال اللقاء الذي عُقد بمدينة العلمين بشمال غرب مصر، على أن سبيل نزع فتيل التوتر المتصاعد «يكمن في تضافر جهود القوى الفاعلة والمجتمع الدولي لإنفاذ وقف إطلاق النار فوراً بقطاع غزة، وإتاحة الفرصة للحلول السياسية والدبلوماسية»، بحسب البيان.

وفي الأثناء، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن إسرائيل تنتظر التزاماً من الولايات المتحدة بتمكين تل أبيب من استئناف الحرب بعد المرحلة الأولى من صفقة تبادل المحتجزين مع حركة «حماس» في حال عدم إحراز تقدم في المرحلة الثانية من المفاوضات، بحسب موقع صحيفة «يديعوت أحرونوت».

ونقلت الصحيفة عن مسؤول إسرائيلي، لم يسمه، القول إن واشنطن وافقت بالفعل على إرسال خطاب التزام بتمكين إسرائيل من استئناف الحرب ولكن بعد توقيع اتفاق لوقف إطلاق النار وتبادل المحتجزين، فيما قال ثلاثة مسؤولين إسرائيليين إن نتنياهو يواجه إحباطا متزايدا داخل إسرائيل وخارجها بسبب أسلوب تعامله مع المحادثات المتعثرة الرامية لتأمين إطلاق سراح الرهائن المحتجزين في غزة والتوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.

وظهرت الانقسامات بين نتنياهو والجيش فيما يتعلق بالاتفاق في تصريحات علنية وخلف الأبواب المغلقة وخلال مشادات غاضبة سُربت يوم السبت الماضي إلى الصحافة الإسرائيلية.

وعلى مدى الأسابيع الأربعة الماضية عبَّر ثلاثة مسؤولين إسرائيليين، أحدهم في فريق التفاوض واثنان على دراية وثيقة بالمحادثات، عن قلقهم من أن تكون السياسة سببا في تقويض فرص التوصل إلى اتفاق. وقال أحد المسؤولين لوكالة «رويترز» «نشعر بأن رئيس الوزراء يتجنب اتخاذ قرار بشأن الاتفاق ولا يدفع تجاهه بكل قوته».

على صعيد آخر، قال جوزيب بوريل، مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، أمس الاثنين، إن استهداف إسرائيل للبنية التحتية الحيوية في قطاع غزة يشكل جريمة حرب.

وأضاف بوريل، في بيان، أن «الاتحاد الأوروبي يشعر بقلق بالغ إزاء التدمير المتواصل للبنية التحتية المدنية في رفح، بما يشمل محطة لمعالجة المياه».

وأكد بوريل أن «الكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة تخلق ظروفاً تهدد حياة السكان المدنيين الذين ما زالوا يتعرضون للمجاعة والنزوح المتكرر إلى مخيمات مكتظة للشهر العاشر على التوالي، دون نهاية في الأفق ولا مكان يذهبون إليه». (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/36698anz

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"