التحدي الحقيقي

05:17 صباحا
قراءة دقيقتين
محمد إبراهيم

نقدر الدور الذي يقوم به القائمون على قطاع التعليم في الدولة، من وزير التعليم مروراً بمديري الإدارات المركزية والمناطق التعليمية، وصولاً إلى المعلمين والطلبة وأولياء الأمور، لجعل تعليم الإمارات من الطراز الأول، من خلال مخرجات متسلحة بالعلم والمعرفة وقادرة على التنافسية العالمية في المجالات كافة.
ولكن واقع الحال يؤكد أننا مازلنا نفتقر للطالب، الذي يمتلك المهارات التي يحتاج إليها سوق العمل المستقبلي، سواء على مستوى التعليم «العام أو الجامعي»، في وقت أثبتت بحوث علمية حديثة أن الخريج في المستقبل، سيعمل في خمسة قطاعات مختلفة، وسبع عشرة وظيفة خلال حياته المهنية، وهذا هو «التحدي الحقيقي»، الذي يشكل الفجوة بين مهارات الطلبة الحالية، والاحتياجات الوظيفية مستقبلاً، وهنا نحن جميعاً مكلفون في مهمة وطنية، للتدقيق بشفافية ووضوح في ما أنجزنا، وماذا نريد في المرحلة المقبلة؟ والبحث في مسارات جديدة لردم تلك الفجوة.
اتفقنا أو اختلفنا على وجود هذه الفجوة، فالأمر يتطلب ضرورة تضافر الجهود، لتمكين الطلبة من مهارات متنوعة ومستدامة ومتجددة، وتوظيفها في قطاعات وصناعات مختلفة، ما يفرض علينا تعزيز المهارات اللغوية، لا سيما «الإنجليزية»، ولا مانع من تطوير منظومة الاختبارات في «العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات»، إذ تتطلب مهارات قوية لدى الطلبة، وينبغي كذلك إطلاق العنان لآفاق التطور المهني.
وفي رأيي يجب أن يركز المحتوى العلمي للمدارس والجامعات على الجانب العملي أكثر من «النظري»، فمعظم صناعات المستقبل، تستند في مضمونها إلى التقنية، فينبغي على قطاع التعليم دعم هذه المتطلبات، ويجب أن يعلم الطلبة أنه آن الأوان للابتعاد عن فكرة التوظيف في القطاع الحكومي، لمواكبة الاتجاهات العالمية في هذا الشأن، فعلى سبيل المثال هناك أكثر من 250 ألف وظيفة حكومية في المملكة المتحدة سيتم استبدال الروبوتات بها، خلال 15 عاماً.
وإذا أردنا أن نحقق «القفزة الاستثنائية» التي ركز عليها سمو الشيخ عبدالله بن زايد آل نهيان وزير الخارجية والتعاون الدولي رئيس مجلس التعليم والموارد البشرية، خلال القمة الأخيرة، فعلينا تطوير الكفاءات المحلية بمهارات تحسين الإنتاجية والقدرة على التنافسية، وتطوير برامج التدريب لتنمية مهارات التفكير الإبداعي، وحل المشكلات والمهارات الوظيفية.
أعتقد أننا في حاجة أيضاً إلى إطار رسمي واضح المعالم، لضمان التعاون المستدام بين أصحاب الأعمال والميدان التربوي بمدارسه وجامعاته، لإعداد خريجين متسلحين بالمعارف والخبرات التي تحتاج إليها وظائف المستقبل، ودعونا نعمل جميعاً لتحقيق طموح الإمارات في بناء اقتصادها المستقبلي المتنوع.

[email protected]

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

عن الكاتب

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"