عادي

التهاب الغدد اللعابية ألم مستمر بالفم

21:03 مساء
قراءة 5 دقائق

تعد الغدد اللعابية أحد أجزاء الجهاز الهضمي، وتنتج اللعاب وهو مهم لبدء عملية الهضم الجزئي في مرحلة المضغ داخل الفم، كما يساعد على البلع، ويمنع البكتيريا من أن تنمو في الفم وبالذات بين الأسنان والضروس، حتى يحافظ عليها من مشكلة التسوس السريع. توجد لهذه الغدد 3 أنواع، وهي صغيرة بشكل نسبي وتنتشر في خطوط داخلية حول الفم والخدين والشفتين، ويوجد النوع الأول منها أمام الأذن في الخدين، وهي الغدد النكافية، والثاني تحت الفك السفلي، والثالث تحت اللسان.
تصاب الغدد اللعابية بالعديد من الأمراض، ومنها حالة الالتهاب، وتعد هذه الإصابة من المشكلات التي ربما كان علامة على مرض خطِر ومنها الإصابة بورم خبيث.

يؤثر الالتهاب في الغدد التي توجد تحت الفك السفلي والغدة النكافية، ومن الممكن أن تكون الحالة حادة ومفاجئة، أو مزمنة وتستمر لوقت طويل. وتظهر على الشخص المصاب بالتهاب الغدد اللعابية أعراض مزعجة، ومنها عدم القدرة على فتح الفم وجفافه، وصعوبة مضغ الطعام، وألم مستمر في الفم، والتهابات، واحمرار وارتفاع درجة الحرارة.

نتناول في هذا الموضوع مشكلة التهاب الغدد اللعابية بالتفاصيل، مع بيان العوامل والأسباب التي تؤدي إلى هذا المرض، وكذلك أعراضها التي تميزها عن غيرها من الحالات المتشابهة، ونقدم طرق الوقاية التي ينصح بها الخبراء، وأساليب العلاج المتبعة والحديثة.

الإنفلونزا والمسنون

ترجع الإصابة بمشكلة التهاب الغدد اللعابية إلى دخول الجراثيم أو الفيروسات في قنواتها المفرغة، وفي العادة فإن الجراثيم العنقوديات المهبة من أبرز الأنواع وراء هذه الحالة، في حين أن فيروسات الإنفلونزا هي السبب الأكبر للالتهاب.

يزيد خطر الإصابة بهذه الحالة لدى المسنين، ومن يتناولون أدوية لها تأثير جانبي على إفراز اللعاب، وفي الحالات التي لديها حصاة لعابية في قنوات الغدد.

يمكن كذلك لبعض الأمراض أن تلعب دوراً في هذه الإصابة، ومن ذلك مرض السكري ومتلازمة شوجرن، كما أن بعض العادات السيئة لها تأثير مثل التدخين وقلة شرب الماء.

نقص إفراز القناة

تعود الإصابة بالتهاب الغدد اللعابية في العادة إلى نقص إفراز القناة أو انسدادها، ومن الممكن في بعض الأحيان أن يحدث الالتهاب من غير سبب واضح.

يمكن أن تحدث هذه الحالة عندما يصاب الشخص بجفاف الفم، وكذلك عند الإصابة بمتلازمة شوجرن، ويعانيها الشباب بسبب سوء التغذية.

يؤدي التلوث البكتيري إلى الإصابة بالتهاب الغدد اللعابية، وبخاصة المكورات العنقودية الذهبية أو العقدية أو القولونيات أو البكتيريا اللاهوائية المختلفة.

يتعرض للإصابة بهذا الالتهاب من يخضعون لعلاج تجويف الفم بالعلاج الإشعاعي، أو علاج اليود المشع للمصابين بسرطان الغدة الدرقية.

تزيد فرصة الإصابة بالتهاب الغدد اللعابية عند توافر بعض العوامل، والتي تشمل العمر؛ حيث يصبح المسنون عرضة للإصابة بهذه الحالة بشكل أكبر من غيرهم.

البالغون والرضع

تنتشر الإصابة بهذه الحالة بين البالغين، وبخاصة من يعانون حصوات في هذه الغدد، وتكون هياكل متكلسة، والتي تتشكل داخلها، وبالتالي تمنع اللعاب من التدفق إلى الفم.

يمكن أن يصاب بها أيضاً الأطفال الرضع في الأسابيع الأولى بعد الولادة، ويكون عرضة لها من خضعوا لإجراء جراحة، أو من يعانون الجفاف أو سوء التغذية أو نقص المناعة.

تشمل عوامل الخطر كذلك من لديهم صحة فموية ضعيفة، والمصابون بداء السكري، والمدخنون، والمصابون بمتلازمة الفم الجاف وداء شوجرن، وكذلك المصابون بالإنفلونزا، ومن يعانون فيروس نقص المناعة المكتسب.

تضخم واحمرار

يشكو المصاب بالتهاب الغدد اللعابية من بعض الأعراض المزعجة، ومنها تضخم واحمرار في إحدى الغدد، وفي الحالات التي يكون فيها الالتهاب حاداً فمن الممكن أن يصاب بارتفاع في درجة الحرارة أو الحمى، ويعاني كذلك من انخفاض كمية اللعاب التي تنتجها الغدد، وهو ما يترتب عليه جفاف الفم،

يجد في فمه طعماً غريباً، كما يشعر بألم والذي يرجع لوجود نتوء تحت اللسان، ويصفه المصاب بأنه ضاغط أو عاصر، ويزيد عند تناوله الطعام أو محاولة فتح الفم، ولذلك يشعر المصاب بالخوف وتقل قدرته على فتح فمه بصورة طبيعية، والتي ترتبط بحجم الألم المرافق للحالة.

تتورم المنطقة التي توافق موقع الغدة من الخد والرقبة، مع زيادة في حجم الغدد اللمفاوية القريبة، ويصبح لون المنطقة القريبة من مكان الإصابة أحمر، ويجب على من يشكو من هذه الأعراض مراجعة الطبيب لإيجاد العلاج المناسب له.

التعافي التام

يتعافى في الغالب المصاب بالتهاب الغدد اللعابية بصورة تلقائية، غير أن الأفضل أن يراجع الطبيب بهدف التأكد من التعافي التام، ولكي لا تحدث أي مضاعفات إضافية.

يعتمد العلاج على عوامل عدة منها شدة الإصابة والأعراض التي يشكو منها المصاب، وأخيراً السبب وراء هذه الإصابة.

يقرر الطبيب المعالج اختيار أسلوب العلاج، وعلى سبيل المثال فلو كان السبب جرثومياً، فإنه يصف المضادات الحيوية، ويصف مضادات الفيروسات لو كان السبب فيروسياً.

يمكن أن يصف بعض الأدوية التي تساعد على التحكم في الأعراض، وفي الحالات التي يكون سبب الالتهاب تناول بعض الأدوية فيتم تغييرها أو تقليل الجرعة الموصوفة منها.

يلجأ الطبيب إلى التدخل الجراحي في الحالات التي يحدث فيها التهاب الغدد اللعابية بسبب انسداد القنوات اللعابية أو وجود أورم، ويلجأ إلى هذا الخيار أيضاً إذا تسبب الالتهاب بتكون خراج، وبهدف تصريف الصديد.

إجراءات مفيدة

تساعد بعض الإجراءات على تسريع عملية الشفاء، إضافة إلى أنها تخفف من أعراض التهاب الغدد اللعابية، وتشمل هذه الإجراءات شرب الكثير من السوائل، ومن الضروري ألا تقل هذه الكمية عن 10 أكواب.

يتم تدليك المنطقة المصابة بشكل منتظم حتى تنشط الدورة الدموية بها، وبالتالي تعزز من تدفق اللعاب، ويمكن أن يزيد من هذا الأمر كذلك تناول حلوى خالية من السكر.

ينصح أيضاً بوضع كمادات ماء دافئ على المنطقة المصابة، وذلك لمدة تتراوح من 5 إلى 10 دقائق، وحتى ربع ساعة يومياً.

يمكن كذلك تناول بعض المشروبات أو المأكولات التي تعزز من إنتاج اللعاب، ومن ذلك عصير الليمون أو المخللات المتنوعة.

تساعد المضمضة بماء دافئ وملح، أو باستخدام غسول فم يحتوي على صوديوم كربوكسي ميثيل السليلوز في تطهير الوسط الفموي بصورة منتظمة، ومن ثم تخفيف التورم الذي يحصل بسبب الالتهاب في هذه المنطقة.

خطورة تأخير العلاج

يحذر الباحثون والأطباء من خطورة التأخر في علاج التهاب الغدد اللعابية، وذلك لما يمكن أن تترتب عليه من مضاعفات أكثر خطورة، والتي تبدأ بتشكل خراج أو قيح صديدي، ويعد تجمع القيح داخل الغدة من أكثر الاختلاطات انتشاراً بين المصابين بهذه المشكلة.

يمكن لو كان الالتهاب بسبب وجود ورم حميد أن يؤدي تأخر العلاج إلى تضخمه؛ بحيث يؤدي هذا الحجم الكبير في حدوث شلل كبير داخل المنطقة القريبة من الوجه.

يضر الورم الخبيث بجزء من المنطقة القريبة أو بالمنطقة كلها في زمن قياسي، وذلك لأنه ينمو بشكل سريع للغاية، وأكبر من الورم الحميد.

يؤدي إهمال علاج هذا الالتهاب إلى انتشار البكتيريا في باقي أنحاء الجسم، وبالتالي يسبب أمراضاً جهازية، مثل مرض خناق لودفيج، وهو نوع من أنواع التهاب النسيج الخلوي، والذي يصيب أسفل الفم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"