عادي

قندهار.. سوق مفتوحة لتجارة السلاح والذخيرة لمن يشتري

01:29 صباحا
قراءة 3 دقائق

أغرقت سيطرة حركة «طالبان» على الحكم، أفغانستان في حالة من الضبابية والتدهور الاقتصادي، بينما تزدهر سوق الأسلحة في مناطق عدة بينها قندهار التي أصبحت أشبه بمعرض كبير لمختلف أنواع العتاد معروضة لمن يشتري من الرواد.

وبعد انسحاب آخر جندي في الثلاثين من الشهر الماضي، خلّفت القوات الأمريكية وراءها العديد من الأسلحة والذخيرة التي استولت عليها حركة «طالبان»، وكان للشعب الأفغاني نصيب من تلك الغنائم. ونشرت مواقع عالمية عدة صور لمواطنين أفغان يقومون ببيع الأسلحة والذخيرة داخل محلات صغيرة في شوارع قندهار.

وذكر موقع «نيويورك بوست» أن القوات الأمريكية تركت وراءها ترسانة من الأسلحة بداية من الخفيفة كالمسدسات والبنادق الآلية، إلى الطائرات والأسلحة الثقيلة و16000 من نظارات الرؤية الليلية وطائرات بدون طيار، إضافة إلى 162000 قطعة من معدات الاتصالات.

بالجملة والتفصيل

وتبدو قندهار، المعقل الرئيس لحركة «طالبان» سوقاً مفتوحة لتجارة السلاح بالجملة والتفصيل. وفي جنوب الولاية يجلس تاجر الأسلحة خان محمد في متجره الذي يقع بين صيدلية ومتجر مواد غذائية بمنطقة بانجواي، وهو مملوء بمخزون جديد.

تتدلى من الجدران سترات قتالية مموهة وأحزمة ذخيرة، بينما يستعرض محمد بضاعته التي تشمل مسدسات سميث أند ويسون أمريكية الصنع.

وعُرض المزيد من المسدسات والقنابل اليدوية وأجهزة الاتصال اللاسلكي والعبوات المملوءة بالرصاص على الواجهة الزجاجية للمتجر.

ويوضح خان محمد أن انتهاء النزاع جعل العديد من مالكي الأسلحة يظنون أنهم لم يعودوا بحاجة إليها. ويقول إن «الأشخاص الذين لديهم أسلحة في منازلهم منذ سنوات يجلبونها إلينا».

ويضيف «نشتري ونبيع»، موضحاً أن الحركة «لا تسمح لأي أحد آخر بحمل الأسلحة».

ولا يقتصر نشاط محمد على بيع الأسلحة، بل يتاجر كذلك في ملحقاتها. وتتدلى من السقف قبعات بيسبول بيضاء لطالبان، كما تعرض أعلام الحركة للبيع.

وتعرض ترسانة أسلحة أكبر للبيع في متجر آخر في سوق بانجواي، زيّن بأعلام طالبان وصور لكبار قادتها.

يشمل المعروض بنادق هجومية، بينها أنواع مختلفة من الكلاشينكوف وكذلك بنادق ام4 وام16 أمريكية الصنع، إضافة إلى بنادق آلية خفيفة.

واشترت طالبان لسنوات الأسلحة والذخيرة من السوق السوداء، كما غنمت أسلحة ومعدات من ساحة المعركة ومن مواقع عسكرية أخلاها الجيش، وفق الأمم المتحدة ومراقبين غربيين.

إضافة إلى ذلك، خلّف الانهيار الأخير للجيش الأفغاني ترسانة أسلحة للحركة.

أسلحة بمليارات الدولارات

وعلاوة على كمية كبيرة من أسلحة المشاة أمريكية الصنع، بات لدى حكام أفغانستان الجدد معدات ومركبات بينها عربات هامفي وناقلات جند مدرعة ومروحية بلاك هوك واحدة على الأقل قابلة للاستعمال.

كما يستفيد مسلحو الحركة إلى أقصى حد من غنائمهم الأخرى، إذ يبيعون مواد متنوعة حصلوا عليها من قواعد القوات الأفغانية والغربية المهجورة.

وسيطرت طالبان على منطقة بانجواي في تموز/ يوليو مع تسارع وتيرة انسحاب القوات التي تقودها الولايات المتحدة من أفغانستان.

في السوق المحلية، تنوّع المعروض من مواد البناء إلى الصواني المعدنية التي حازتها من القاعدة العسكرية الأفغانية بالمنطقة.

يقول البائع مرتضى الذي اكتفى بذكر اسمه الأول «اشترينا كل هذه الأشياء من طالبان بعد أن احتلت قاعدة الجيش الأفغاني»، ويضيف «الآن نعرضها للبيع في السوق».

وكان مستشار الرئيس الأمريكي للأمن القومي جيك سوليفان قال في وقت سابق من البيت الأبيض «ليست لدينا فكرة واضحة عن مكان كل قطعة من المعدات لكن من المؤكد أن عدداً كبيراً منها سقط في أيدي طالبان.. ليس لدينا انطباع بأنهم يعتزمون إعادتها إلينا».

وأثار سقوط الأسلحة الغربية في أيدي عناصر «طالبان» انتقادات داخلية في الولايات المتحدة لإدارة الرئيس جو بايدن.

في هذا الصدد، علقت النائبة لورين بويبرت أن «بايدن يؤيد فرض مراقبة على مبيعات الأسلحة إلا إذا كان الأمر يتعلق بمنح طالبان أسلحة حربية بمليارات الدولارات».

وكتبت رئيسة الحزب الجمهوري رونا ماكدانيال على تويتر «بفضل الانسحاب الفاشل لبايدن، أصبحت طالبان مجهزة بشكل أفضل اليوم مما كانت عليه في أي وقت مضى». (وكالات)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"