الشارقة:«الخليج»
نظم النادي الثقافي العربي في الشارقة الخميس الماضي، أمسية «قراءات من القلب»، شاركت فيها الشاعرة الفلسطينية عبير جميل صاحبة ديوان (حنين اليمام)، والكاتبة المصرية القبرصية نهلة خرستوفيدس صاحبة كتاب «أوراق تداعب القلب»، وأدارت الأمسية الإعلامية نعمات حمود.
في تقديمها للأمسية عرفت حمود بالكاتبتين، ووصفت شعر عبير بأنه يحمل مسحة تأملية رومانسية بألفاظ رقيقة ومؤثرة، وهي إلى جانب ذلك خطاطة، وتشارك في المعارض في الإمارات، ومنتسبة إلى جمعية الإمارات للخط العربي والزخرفة.
وأما نهلة خرستوفيدس فوصفتها حمود بأنها تكتب تأملات تتحرى القيم الإيجابية، وتقدم رؤى تحفيزية بناءة، وهي منحازة للثقافات الإنسانية، وتكتب ما هو جميل ويؤثر في الوجدان.
قرأت عبير جميل قصائد من ديوانها «حنين اليمام»، وطبعت قراءاتها بالحنين والشوق إلى الأحبة والإحساس بالفقد، واختارت لمعانيها مفردات طافحة بالأحاسيس، لكي تلائم المعاني والمشاعر التي تتدفق من قلبها. ومن قصيدتها «في الغربة»:
في الغربة.. نسمع أصوات الأحبة/ على شجر الترقب معلقةً/ لا يسعك.. إن أومأت/ إلا تسارعُ نبض للقاء طفلة متعبة.
في الغربة.. لا وقتَ للغد/ لا وقتَ لديك/ لتكون أنت/ عندَ الأزقة ترى الأحلام/ إلى صدر الوطن محلقة/ ثم تصبح دونها.
في الغربة.. نسدل طويلاً أهدابنا/ لعل الحلم يخلو من أمواج عاتية
تكسر فرح نسمة في احتضان وردة/ قائلة: أحلامنا أين هي؟
في الغربة.. نرقب عيون الفراشات/ وهي تحومُ/ حول رعشة البقاء.
وقرأت خرستوفيدس من كتابها «أوراق تداعب القلب» مقالات تأملية، عن الصداقة والصدق، وتبدل القيم، وذهاب الصديق الصدوق الذي يستأمن على الأحاسيس والأسرار، ويلجأ إليه في حالات الضعف، فيكون الكنف الدافئ الذي يربت على الكتف ويطبب المشاعر.
وقرأت خورستو فيدس قصائد نثرية متعددة، تسير في ذات البعد الإنساني الذي يعبر عن شخصية تتآلف فيها الكثير من المشاعر الإنسانية وتتواشج فيها عدة ثقافات، وتحمل هم الإنسان أينما كان، تقول خرستوفيدس من نص «الغريب»:
على ضفاف نهر بعيد/ أقترب / من شواطئ المرجان
/أبحث عن حبيب افتقده / أرى آثار أقدامه قد اقتربت
/من شهقات الانتظار/ تنحرف يمينا ويسارا/ ويختفي أثره ثانية..
حبست أنفاسي / لأري ملابس غريب/ بها صورة لطفل جميل
/وبطاقة بلا هوية / وبلا عنوان/ أخذني نحيب
/أعتقد.. صار مفقودا / في واد بعيد.
