قتل 3 مستوطنين وأصيب 3 آخرون بجراح، وصفت جراح مستوطنين اثنين بالخطِرة والثالث بالمتوسطة، أمس الثلاثاء، في عملية طعن ودهس قرب مستوطنة «أريئيل»، نفذها فلسطيني من سكان بلدة حارس قضاء سلفيت شمالي الضفة الغربية، قبل أن يلقى حتفه بنيران القوات الإسرائيلية، فيما أشادت عائلة الصحفية الفلسطينية شيرين أبو عاقلة التي قُتلت بنيران جندي إسرائيلي، بقرار الولايات المتحدة فتح تحقيق في وفاتها، في حين رفض وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس التحقيق الأمريكي، مؤكداً أن إسرائيل لن تتعاون مع أي تحقيق خارجي في مقتل أبو عاقلة.
وأعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل الشاب محمد مراد صوف (18 عاماً) برصاص الجيش الإسرائيلي شمالي سلفيت، وفقاً لما ورد من هيئة الشؤون المدنية. وعززت القوات الإسرائيلية من وجودها وانتشارها في سلفيت، وقامت بنصب الحواجز العسكرية وإجراء تفتيشات، ومطاردة فلسطيني يشتبه في أنه قدم المساعدة لمنفذ العملية. واقتحمت قوات كبيرة من الجيش منزل منفذ العملية من بلدة حارس قضاء سلفيت، وأخضعت أفراد عائلته للتحقيق، علماً بأن منفذ العملية كان يملك تصريح عمل في مقر لشركة داخل المنطقة الصناعية «أريئيل».
عملية استمرت 20 دقيقة
وأشارت تقديرات الأجهزة الأمنية الإسرائيلية، إلى أن عملية الطعن والدهس استمرت 20 دقيقة من دون أن يكون هناك جندي واحد، حتى لاحظ جندي المنفذ ولاحقه وقتله.
وجاء في بيان للجيش الإسرائيلي: «وصل فلسطيني إلى بوابة مدخل مستوطنة أريئيل الصناعية وقام بطعن المستوطنين، ثم وصل إلى محطة وقود وطعن المزيد ومن ثم استولى على سيارة بشارع 5 واصطدم بسيارة بالمكان، قام جندي بإطلاق النار عليه وقتله، ويتم تمشيط المنطقة للبحث عن أشخاص ساعدوه».
ويستدل من التفاصيل أن الهجوم الأول في المنطقة الصناعية استهدف مستوطناً الذي أصيب بجروح خطِرة. وبعد ذلك، نفذ محمد صوف الهجوم الثاني عند محطة الوقود، حيث طعن مستوطنين، ثم فر صوف من المكان بمركبة تجاه حاجز «شومرون»، وصدم مركبات أخرى ودهس مستوطناً، وتبين لاحقاً أنه قُتل، وخلال خروجه من السيارة تم إطلاق النار عليه. وذكرت طواقم الإسعاف الإسرائيلية أنها تلقت بلاغاً عن جرحى جراء عملية طعن بمحطة الوقود في المنطقة الصناعية «أريئيل»، حيث قدمت الإسعافات الأولية إلى 5 أشخاص وصفت جراح 3 منهم بالخطيرة جداً، أعلن لاحقاً، عن وفاة 3 تأثراً بجراحهم الحرجة. وأوضحت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن عملية الطعن وقعت في منطقتين قريبتين، وأن اثنين من الجرحى بحالة خطيرة في محطة الوقود، والثالث رجل أمن، بينما المستوطن الرابع وصفت إصابته بالمتوسطة.
غانتس: نرفض التحقيق الأمريكي
من جهة أخرى، جاء في بيان صدر عن عائلة الصحفية الفلسطينية الأمريكية شرين أبو عاقلة، أن القرار الأمريكي بفتح تحقيق في وفاتها «خطوة مهمة». وأعربت العائلة عن أملها في إجراء «تحقيق مستقل بالفعل وذي مصداقية وشامل». ولفتت الأسرة إلى أنها تطالب بتحقيق أمريكي «منذ البداية». وأضافت أن السلطات الأمريكية تتحمّل مسؤولية إجراء تحقيق «عندما يُقتل مواطن أمريكي في الخارج، خصوصاً عندما تتم عملية القتل بأيدي جيش أجنبي، كما هو الحال بالنسبة لشيرين».
وبالمقابل، قال وزير الجيش الإسرائيلي بيني غانتس إنه لن يتعاون مع تحقيق أمريكي في مقتل الصحفية الفلسطينية الأمريكية. وكتب على تويتر «القرار الذي اتخذته وزارة العدل الأمريكية بإجراء تحقيق في رحيل شيرين أبو عاقلة المأساوي خاطئ»، مضيفاً أن القوات الإسرائيلية أجرت «تحقيقاً مهنياً ومستقلاً» وأطلعت المسؤولين الأمريكيين على تفاصيله. وكانت صحيفة بوليتيكو قد ذكرت أن مكتب التحقيقات الفدرالي الأمريكي يحقق في مقتل أبو عاقلة. (وكالات)
