عادي

الحصول على الماء.. معاناة إضافية تطارد سكان الخرطوم

01:10 صباحا
قراءة دقيقتين
سودانيون يحملون زجاجات مياه عائدين إلى منزلهم في الخرطوم
(اف ب)

منذ اندلاع المعارك في السودان، يعاني سكان مدينة بحري شمال الخرطوم من انقطاع في المياه.. فيلجأون إلى ملء أوانٍ من النيل رغم خطر التنقل، أو يحاولون فتح آبار، أو بكل بساطة يمتنعون عن غسل الملابس لتوفير الماء؛ حيث بات الحصول على الماء في الخرطوم رحلة محفوفة بالمخاطر.

فقد توقفت محطة معالجة مياه النيل التي تزوّد مدينة بحري بالماء، منذ بدء النزاع في 15 نيسان/إبريل بين الجيش وقوات الدعم السريع، نتيجة احتلال الأخيرة للمحطة، وطرد العاملين إلى جانب انقطاع التيار الكهربائي. ومنذ ذلك الحين، جفّت الصنابير في منازل 300 ألف شخص.

ويقول أحد سكان بحري: «أربعون يوماً دون خدمات مياه، في بداية الحرب، كنا نأخذ الماء من المصانع في المنطقة الصناعية، لكن بعد الأسبوع الأول، وانتشار قوات الدعم السريع.. أصبح الوصول إلى الآبار مستحيلاً، وأصبح الخيار هو النيل».

في ظل تبادل إطلاق النار، يصعب على السكان الخروج من منازلهم لجلب الماء، لكنهم ينتهزون أي فرصة هدوء، ولو نسبي للذهاب، إلى ضفة النيل، وملء أوانٍ مختلفة بالماء.

متطوعون

ويتطوّع عادل الحسن مع عدد من جيرانه، بين فترة وأخرى، لملء شاحنة بأواني المياه، ثم يعودون لتوزيعها على عائلات مقيمة شمال الخرطوم. ودفع انقطاع الماء السوداني البعض إلى مغادرة العاصمة متجهاً إلى مدينة مدني التي تبعد 200 كم تقريباً جنوب الخرطوم. ويقولون: «رغم القصف والاشتباكات، لولا انقطاع المياه لما تركنا منازلنا».

وتعدّ الأمراض المرتبطة بالماء والنظافة والصرف الصحي من الأسباب الرئيسية لوفاة الأطفال دون سن الخامسة، وفق منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونيسف). وحسب بيانات المنظمة الأممية، كان 17,3 مليون شخص يفتقرون إلى إمدادات مياه الشرب الأساسية، في السودان، حتى قبل هذه الحرب.

يقول أحد المواطنين الذي وجد طريقة للحصول على الماء من مستشفى بجوار منزله: «حتى الأسبوع الماضي، كنّا نحصل على الماء من بئر داخل مستشفى أحمد قاسم، وهي مياه معالجة». ولكن قوات الدعم السريع انتشرت حول المستشفى منذ بداية الأسبوع، فلم يعد بإمكان السكان الاقتراب منه، وتقول سيدة من جهتها: «ننتظر توقّف إطلاق النار، ونسرع نحو مستشفى بحري؛ لنحمل ماءً للضروريات فقط، منذ بدء الحرب، لم نغسل ملابسنا».

منذ بدء الحرب، يسود القطاع العام شلل تام. تحاول لجان المقاومة، وهي مجموعات غير رسمية ظهرت خلال الاحتجاجات الشعبية التي أطاحت بالرئيس عمر البشير من الحكم في عام 2019، أن تقوم بدور المرافق المعطّلة. فقام أعضاؤها بإنشاء مستشفيات ميدانية، ومحطات لتوزيع الأغذية، وشبكة شاحنات لتوزيع الماء على المنازل.

ويقول أحد أعضاء لجان المقاومة: «منذ بداية الحرب، نمدّ السكان بالماء»، مشيراً إلى أنهم كانوا يحصلون على الماء في البداية من المنطقة الصناعية، ثم اضطروا إلى القيادة مسافة أبعد إلى أحياء في الشمال.

(أ ف ب)

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3u7kz7jk

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"