عائشة مصبح العاجل
الكتاب هو المِعول الذي به نحرث الأرض التي نعيش عليها، وحتماً نعتمد على ما يبذره من تفاصيل وأفكار ورؤى وتطلعات، وننعم بعدَ حين بحصد ثماره التي تضيء لنا عتمة الطريق، وتذلل مخاطره، وتوجه أفكار الخراب نحو سلام ووئام تنعم به البشرية جمعاء، فهذا الكتاب الذي يتربع على الرفوف، يتضمن السلاح الذي نقاوم به فساد أنفسنا وإرهاب العالم، وهو الوقاية من كل داء قد يعتري فصول حياتنا.
وقد استضافت كوريا الجنوبية، الشارقة، كتّاباً وشعراء وفنانين، عبّروا عن الثقافة العربية، ورسموا صورة للعرب مُتْرَعَة بالفكر المستنير والتوجهات السديدة نحو الانفتاح على العالم والآخر من خلال القراءة والكتاب، وعبر المعرفة التي هي سمة التواصل والالتقاء مع العالم، ونهلوا من الحضور المستمد من عمق التجربة الشارقية، في مشروعها الريادي نحو التنوير والثقيف وبناء مدارك الإنسان، والارتقاء به فكرياً ومعرفياً وثقافياً، وشاركوا في سلسلة من الفعاليات المصاحبة لمعرض سيؤول للكتاب، والتقوا المثقف العالمي في كوريا محمّلين بإرث المعرفة.
وكانت تجربة تمثيل الشارقة، بوصفها ضيف شرف المعرض، ريادية في التقارب مع الآخر وفكره وآرائه، وقد ساهم المثقفون بشكل لافت في تقريب وجهات النظر، والتعرف إلى الآخر وفكره عن قرب، وتجسير العلاقات بين مختلف الجنسيات والثقافات والحضارات، وتضييق الهوة بين الأجيال، من خلال كلمة مفادها «اقرأ»؛ لتعي مختلف الأجيال وتفهم وتتقارب وتتجانس وتتعايش وتنطلق بحرية؛ مستلهمةً من فكرة محلّقة في مدارات العالم، ومتاحة اليوم في بقعة مضاءة منه تسمى «الشارقة».
ولقد أشرقت الإمارة بمعارفها في كوريا، وعبّرت عن توهج الفكر العربي، والمنطق الأصيل وتطلعات الدارسين في حقول كتاب الطفل وصناعة الكتاب وترويجه ومنهجه الفكري وتربيته وتأسيسه، والمعارف الإنسانية الشاملة التي تنبع من ثراء المخزون الثقافي والفكر العربي في كافة المجالات، التي تخدم بناء الإنسان ومداركه المستمدة من رؤى صاحب السموّ الشيخ الدكتور سلطان بن محمد القاسمي عضو المجلس الأعلى حاكم الشارقة، وهي استراتيجية تمكن الإنسان من الإرث المعرفي واستمرارية البحث في مسارات النور من أجل السير على الطريق القويم.
إن منهجة الفكر، قادت الركب نحو العلا، وتمكنت من غرس شتلات النور في شتى بقاع الدنيا؛ كي تشرق في كل مكان شارقة النور باقتدار.
