عادي

تعرف إلى عالم الحواديت في حضارة مصر القديمة

20:39 مساء
قراءة دقيقتين

القاهرة: «الخليج»

قضى عالم الآثار الشهير جاستون ماسبيرو، سنوات يعكف على دراسة العديد من نصوص القصص التي عثر عليها، أو تلك التي نجح في جمعها من برديات عدة، أثناء رئاسته للمتحف المصري، قبل أن يوسع من دائرة بحثه لتشمل متاحف أخرى في العديد من دول العالم، لينتهي إلى هذا الكتاب المدهش، الذي أصدرته مكتبة الأسرة التابعة للهيئة المصرية العامة للكتاب، تحت عنوان «حكايات شعبية فرعونية»، للمترجمة فاطمة عبد الله محمود، ومراجعة وتقديم الدكتور محمود ماهر طه.

يكتسب كتاب جاستون ماسبيرو أهميته، من كونه يمثل أول ترجمة فعلية، لتلك النصوص التي كتبت بالهيروغليفية القديمة، وتضمنت العديد من الحكايات الشعبية التي كانت سائدة في مصر القديمة، ومن بينها تلك القصص الثلاث عشرة، التي يقدمها ماسبيرو فى كتابه، وتكشف عن العديد من العادات والتقاليد التي كانت سائدة في مصر الفرعونية القديمة، غير أن اللافت للنظر، هو هذا التشابه الكبير بين هذه القصص، ونظيراتها في العديد من الحضارات الأخرى، وإن ظلت تحتفظ بمسحة مصرية خالصة، تبدو واضحة في تفاصيل هذه القصص، التي يبدو أن بعضها قد تسرب عن عمد، ولكن بصيغ مختلفة قليلاً، إلى الكتاب الأشهر «ألف ليلة وليلة».

يستعرض ماسبيرو في كتابه المدهش، العديد من الحكايات الشعبية التي كانت سائدة في مصر القديمة، وكيف ارتبطت هذه الحكايات بالعديد من طقوس الحياة اليومية للمصريين القدماء، ومختلف مناحي حياتهم، مثل عملية التحنيط، أو ما تضمنته الميثولوجيا الفرعونية القديمة من نصوص تتحدث عن انتقال الروح إلى العالم الآخر، فضلاً عن الرحلات التجارية التي كانت تتم بين مصر والدول الأخرى، وما تعرضت له من غزوات خارجية.

ويستعرض ماسبيرو، في حكاية «الأخوين»، التي ترجع إلى حقبة الأسرة التاسعة عشرة، الرواية الشعبية لملحمة ايزيس وأوزوريس، والصراع التاريخي بين هذا الأخير وأخيه ست الذي يمثل إله الشر، وكيف تتشابه حكاية «الأمير والقدر المحتوم» في الحكايات الشعبية في مصر القديمة، مع القصة العالمية المعروفة باسم «الأميرة النائمة».

يقدم ماسبيرو في هذا الكتاب، عرضاً لواحدة من أقدم القصص الشعبية في الحضارات القديمة قاطبة، وهي المعروفة باسم قصة «سنوهي»، وتتعرض القصة فى عرض مشوق، لرحلة سنوهي هرباً من مصر، حتى يعود إليها منتصراً.

أصدر جاستن ماسبيرو خلال حياته عدداً قليلاً من الكتب، ربما كان من أهمها هذا الكتاب، إلى جانب كتابه الشهير «تاريخ المشرق»، الذي يصنف باعتباره واحداً من أكبر الموسوعات المعرفية التي تحدثت عن العالم القديم، وتلك الحضارات التي قامت في المشرق، سواء في مصر الفرعونية، أو في الحضارتين البابلية والآشورية، والحضارة الفينيقية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4xawcnz3

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"