عادي

5 أشياء تجنبها للحفاظ على إنتاجيتك في العمل

21:34 مساء
قراءة 4 دقائق

يشكل رفع معدلات الإنتاج هدفاً مهماً يسعى إليه جميع البشر، على اختلاف مجالات عملهم، حيث يُعدّ ذلك السبيل الوحيد لتحقيق طموحاتهم المهنية والشخصية على حد سواء، إلّا أنّ الغالبية العظمى من الناس تفشل في تحقيق هذا الهدف، بل قد يحدث ما هو أسوأ، فبدلاً من رفعهم لمعدلات الإنتاج، يلاحظون أنّها تنحدر وتتراجع بمرور الوقت.. فما السرّ في ذلك، ولماذا يفشل بعضهم في الارتقاء بمستويات إنتاجيته أو على الأقل الحفاظ عليها؟

لماذا نفشل في الحفاظ على معدلات الإنتاج؟

لقد لاحظ العلماء أنّ معدلات الإنتاج الخاصّة بكلّ فرد، ترتبط بشكل أو بآخر بعاداته اليومية أو بالطريقة التي يؤدّي بها أعماله، علماً بأن بعض تلك العادات أو الأساليب التي يتبعها، لها تأثير سلبي في قدراته على إنجاز المهام المكلَّف بها، ومن أمثلة ذلك الآتي:

1- تعدد المهام

* من النصائح التي يقدّمها خبراء التنمية البشرية والشخصيات المُلهمة الناجحة، لرفع الشخص معدلات الإنتاج الخاصّة به، أيّاً كان مجال عمله، هي ألا ينظر لنفسه باعتباره بطلاً خارقاً، فهؤلاء الأشخاص لا وجود لهم إلّا على شاشات السينما وصفحات القصص المصوّرة، أمّا نحن كبشر فعقولنا وأجسامنا لها قدرات محدودة، لكنّها كافية لإنجاز أعمالنا، وتحقيق معدلات الإنتاج المطلوب منا في الزمن المحدَّد لها.

ويرجع الفشل في تحقيق ذلك، عادة، إلى تعدّد المهام التي يتولى الشخص القيام بها في الوقت نفسه، وقد أكدت الدراسات أنّ ذلك يهدر الوقت، ويشتت التركيز، ويصيب الشخص بحالة من إجهاد العمل، وكلّ ذلك بالتأكيد، يؤثِّر بشكل سلبي في معدلات الإنتاج النهائية الخاصّة به، بل قد يتفاقم الأمر إلى تنامي المشاعر السلبية وإصابته بالإحباط، وبالتالي النفور من العمل بشكل عام، لذا ينصح الخبراء بضرورة الاكتفاء بمهمّة واحدة، بحيث يكون كامل التركيز منصباً على إنجازها، خلال فترة زمنية معيّنة، ما سيجعل الأُمور تمضي بصورة أسهل، كما يسهم في رفع كفاءة الفرد وتمكينه من إتمام مهمّته على الوجه الأكمل.

2- التشتيت البصري

* إن العمل أمام شاشات التلفاز، أو على جهاز حاسوب متصل بشبكة الإنترنت، من الأُمور المهمة التي تؤدِّي إلى خفض معدلات الإنتاج بدرجة كبيرة، وفقاً لما جاءت به نتائج العديد من الدراسات المقارنة المتناولة للأمر، حيث وجد الباحثون أنّ عوامل التشتيت البصري، كانت من الأسباب الرئيسية الواقفة وراء الفشل في تحقيق الأهداف.

وإنجاز العمل أيّاً كان نوعه خلال الوقت المحدَّد، وبالمستوى المطلوب، يستلزم الابتعاد قدر الإمكان عن المشتتات البصرية المحيطة، حيث إنّ تلك الأُمور تشتت التركيز، وتعمل على قطع تدفق الأفكار إلى العقل، وتحول بين العامل وما يحاول إنجازه.

تجنّب الجلوس قريباً من التلفاز أو العمل بينما حسابات مواقع التواصل الخاصّة بك مفتوحة على الكمبيوتر، فكلّ جرس تنبيه بإشعار جديد أو لقطة على الشاشة سيشتت تركيزك، بينما العمل في بيئة خالية من المثيرات، سيساعدك على إنجاز مهامك بصورة أكبر، ويفقدك الإحساس بمرور الوقت، مّا يمكنك من العمل لساعات أطول، دون ملل أو الشعور بطول الوقت.

3- مناخ العمل

* هل تساءلت يوماً لماذا يفضل الأشخاص الناجحون حول العالم العمل منفردين؟ إن السرّ في ذلك، هو أنّ الاختلاء بأنفُسهم يساعدهم على إنجاز مهامهم وتحقيق معدلات الإنتاج التي يسعون إليها، فالجلوس في مكتب مكتظ بالموظفين والحركة، يؤدِّي إلى تشتت الذهن وانعدام التركيز، وبالتالي تراكم الأعمال، فمهما كانت درجة التزامك المهني، لن يمكنك منع نفسك عن الالتفات إلى الزملاء أو مشاركتهم الأحاديث الجانبية، لهذا إن كان بإمكانك الحصول على مكتبك الخاص، فلا تهدر الفرصة، فإنّ ذلك سيوفِّر لك مناخاً هادئاً صالحاً للعمل، وكثيراً من الوقت والجهد، ويمكنك من مضاعفة معدلات الإنتاج الخاصّة بك.

4- عدم الإنصات

* هناك نوعان من الموظفين، الأوّل يستمع إلى توجيهات وإرشادات المدير، ويسعى إلى تنفيذها وتطوير مهاراته في ضوئها، بينما يومئ الثاني برأسه فقط، دون أن يستوعب أية كلمة مما قيل. الحقيقة التي يجب ألا نغفلها، هي أنّ المدير أو الزميل الأقدم قد أمضى وقتاً أطول في ممارسة هذه المهنة، ومن ثمّ فهو بالتأكيد أكثر خبرة ودراية بالأمور منك، لذلك من الضروري الاستماع إلى توجيهاته وأخذها بعين الاعتبار، ما سيوفِّر لك الوقت، ويمكنك من رفع معدلات الإنتاج الخاصّة بك، كما سيوفِّر لك الكثير من الوقت، حيث إنّك في تلك الحالة ستستطيع إنجاز مهمّتك على الوجه الأمثل من أوّل محاولة، دون الحاجة إلى إعادة تنفيذها أو تعديلها، في ضوء الملاحظات التي يبديها المراجع.

5- إجهاد النفس

* يعتقد بعضهم أنّ عملهم لساعات طويلة أو لعدّة أيّام متتالية، سيجعلهم يحظون برضا الرؤساء، وسيمكّنهم من جني المزيد من النقود، بينما الحقيقة المثبتة علمياً، أنّ الأشخاص الناجحين هم الذين يعرفون قيمة الراحة بقدر معرفتهم لقيمة العمل، فإجهاد النفس لن تجني منه إلّا الإرهاق البدني والذهني، ومن ثمّ تنخفض قدرتك على التركيز وبالتبعية تنخفض معدلات الإنتاج الخاصّة بك، لهذا ينصح الخبراء في مجالات التنمية البشرية، بضرورة الحصول على قسط مناسب من الراحة.

استغل عطلتك الأسبوعية في الاسترخاء، وقضاء أوقات ممتعة برفقة العائلة أو الأصدقاء، فإنّ ذلك يعيد شحن طاقاتك البدنية والعقلية، مّا يبقيك دائماً متحمساً قادراً على مواصلة العمل بالمعدل ذاته، وبالجودة ذاتها، ما يقود مباشرة إلى رفع معدلات الإنتاج وتحقيق الأهداف المهنية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mr33eunk

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"