عادي

هل تنهي روسيا آمال أوكرانيا في تصدير الحبوب بشكل منفرد؟

19:44 مساء
قراءة 5 دقائق

الخليج- وكالات

كررت القوات الروسية، ضرباتها المكثفة على الموانئ الأوكرانية التي أبقت كييف الآمال عليها لاستمرار عملياتها من تصدير الحبوب عبر البحر الأسود الذي انتهت اتفاقية برعاية الأمم المتحدة وتركيا تسمح بعبور السفن من خلاله إلى مختلف الأصقاع.

وقال وزير الزراعة الأوكراني ميكولا سولسكي، الأربعاء: «إن جزءاً كبيراً من البنية التحتية لتصدير الحبوب في ميناء تشورنومورسك بمنطقة أوديسا، تضرر جراء هجوم روسي».

وأضاف أن الهجوم دمر أيضاً 60 ألف طن من الحبوب في الميناء، كان من المفترض تحميلها وشحنها وفق اتفاق تصدير حبوب عبر البحر الأسود قبل شهرين.

وقال سولسكي على تطبيق تيليغرام: «الهجوم الليلي أخرج جزءاً كبيراً من البنية التحتية لتصدير الحبوب في ميناء تشورنومورسك من الخدمة».

ونفّذت روسيا هجمات على أوديسا وتشورنومورسك القريبة منها، بعد انسحابها من اتفاق الحبوب الاثنين، وهو اتفاق سمح بالتصدير الآمن للحبوب الأوكرانية عبر البحر الأسود.

وقالت أوكرانيا، إن تلك الهجمات تعمدت استهداف البنية التحتية للميناء وأرصفة تصدير الحبوب.

وقالت: «حتى لو كان من الصعب استبدال طريق البحر الأسود، نحن ندعم الرئيس فولوديمير زيلينسكي وأوكرانيا، لإيجاد طرق نقل بديلة».

وأضافت أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، يسرق أي أمل للعالم بالحبوب الأوكرانية، وقالت: «كل قنبلة من قنابله تصيب أيضاً أفقر الأشخاص في العالم».

وكان وزير الزراعة الأوكراني أعلن الأربعاء أن 60 ألف طن من الحبوب المخصصة للتصدير والمخزنة في ميناء تشورنومورسك الأوكراني قرب أوديسا، قد أُتلفت جراء الضربات الروسية ليلاً.

ومن جهته، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، الأربعاء، روسيا بالاستهداف المتعمّد في ضرباتها لمواقع تستخدم لتصدير الحبوب الأوكرانية، بعد ثلاثة أيام من انتهاء العمل باتفاق مهم بهذا الشأن.

---------------------------------

آمال أوكرانية وتحذيرات روسية

----------------------------------

ومن جانبه، أعلن استعداد بلاده مواصلة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، رغم سقوط الاتفاق في بحر من النزاعات.

بينما حث وزير الزراعة البولندي روبرت تيلوس، الاتحاد الأوروبي على المساهمة في تحسين الخدمات اللوجستية المتعلقة بنقل الحبوب، إذ من المقرر أن يبدأ تدفق المزيد من الحبوب الأوكرانية عبر الحدود بعد الحصاد.

واعتبر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ارتكب «خطأ فادحاً» بإنهاء مشاركة موسكو في اتفاق تصدير الحبوب الأوكرانية.

وقال ماكرون الذي تحدث بالإنجليزية بعد قمة في بروكسل بين قادة دول الاتحاد الأوروبي وأمريكا اللاتينية: «لقد قرر استخدام الغذاء سلاحاً، أعتقد أنه خطأ فادح».

وتابع الرئيس الفرنسي: «الطرق البرية التي تمكنا من تأمينها نحن الأوروبيين منذ بداية الأزمة والتي تمثل 60% من نقل الحبوب مهمة وسنواصل جهودنا».

ومن جانبها حذرت روسيا، الثلاثاء، أوكرانيا من مساعيها لمواصلة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود، مشيرة إلى أنه لم يعد هناك «ضمانات أمنية» بعد انتهاء العمل باتفاق كان يتيح نقلها رغم الحرب.

وقال الناطق باسم الكرملين، دميتري بيسكوف: «في غياب ضمانات أمنية مناسبة، تظهر مخاطر معيّنة، إذا تمّ إقرار أيّ شيء من دون روسيا، فيجب أن تؤخذ هذه المخاطر في الاعتبار».

وكان يرد على سؤال حول رغبة أوكرانيا في مواصلة تصدير الحبوب عبر البحر الأسود مع أو من دون موافقة موسكو على أمن السفن.

وفي الإطار نفسه، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، لنظيره التركي حقان فيدان: «إن انتهاء العمل بالاتفاق يعني سحب الضمانات الأمنية للملاحة، ما يجعل شمال غرب البحر الأسود، حيث تعبر سفن الشحن، منطقة خطرة مؤقتاً».

-----------------

هجوم جحيمي

---------

وشنت روسيا هجمة جوية مكثّفة على مدينة أوديسا الأوكرانية لليلة الثانية على التوالي، لكن السلطات الأوكرانية تعهدت الأربعاء بعدم الخضوع للترهيب من هذا الهجوم الذي وصفته ب«الجحيمي»، وألا يردعها ذلك عن العمل للحفاظ على خروج صادرات الحبوب من موانئها.

وقال سيرهي براتشوك المتحدث باسم الإدارة العسكرية في أوديسا، في رسالة صوتية على قناته على تيليغرام اليوم الأربعاء: «إن الهجوم كان قوياً للغاية وضخماً حقاً».

وأضاف: «كانت ليلة جحيمية»، مشيراً إلى أن تفاصيل الأضرار والقتلى والمصابين سترد لاحقاً.

وقالت القوات الجوية الأوكرانية اليوم، إنها أسقطت 37 هدفاً من أصل 63 في هجوم روسي واسع النطاق بالصواريخ والطائرات المسيرة خلال الليل، وهو معدل أقل مما يتم الإعلان عنه عادة بعد الهجمات على مدى الأشهر القليلة الماضية.

وقالت القوات الجوية: «إن التركيز الأساسي للهجوم كان بنية تحتية ومنشآت عسكرية في منطقة أوديسا».

وقالت القيادة العسكرية الجنوبية لأوكرانيا: «إن روسيا استخدمت صواريخ فرط صوتية لضرب البنية التحتية لميناء أوديسا».

وقال الجيش: «إن الهجوم استهدف أرصفة لنقل الحبوب والنفط، وألحق أضراراً بدبابات ومعدات تحميل وأسفر عن نشوب حريق، تعمل كل الخدمات ذات الصلة على التعامل مع تبعات ذلك».

والموانئ الثلاثة في منطقة أوديسا هي فقط التي ظلت تعمل خلال الحرب بموجب مبادرة تصدير الحبوب من البحر الأسود، وهو اتفاق انسحبت منه موسكو يوم الاثنين، وشنت روسيا منذ ذلك الحين قصفين عنيفين على المدينة.

وقال المستشار الرئاسي الأوكراني ميخايلو بودولياك: «إن روسيا تستهدف أرصفة تصدير الحبوب والبنية التحتية للميناء عمداً».

وكتب على تويتر: «الهدف الرئيسي هو تدمير إمكانية شحن الحبوب الأوكرانية».

وجاء الهجوم على أوديسا بعد تعهد روسيا برد انتقامي على تفجير جسر يربط روسيا بشبه جزيرة القرم يوم الاثنين، ألقت موسكو مسؤوليته على كييف.

وقالت القيادة الجنوبية الأوكرانية: «إن مستودعات في أوديسا لتخزين التبغ والألعاب النارية استهدفتها أيضاً روسيا في الهجوم».

وشهدت أغلب مناطق أوكرانيا تحذيرات من الغارات الجوية في أوقات متفرقة بعد فترة وجيزة من منتصف الليل، إذ استهدفت روسيا مناطق أخرى من بينها كييف التي تعرضت لضربات بطائرات مسيرة.

وقال سيرهي بوبكو رئيس الإدارة العسكرية في كييف على تيليغرام: «ليلة صعبة من الهجمات الجوية بالنسبة إلى أوكرانيا كلها، خاصة الجنوب في أوديسا».

ولم يصدر تعليق بعد من روسيا.

--------------

ضربات انتقامية

-----------------

وقالت وزارة الدفاع الروسية الثلاثاء، إنها نفّذت ضربات على أهداف عسكرية على ميناءين أوكرانيين خلال الليل في ضربة انتقامية ضخمة، رداً على هجوم جسر القرم.

وقال حاكم شبه جزيرة القرم الذي عيّنته روسيا الأربعاء: «إن حريقاً نشب في منطقة تدريب عسكرية في منطقة كيروفسكي بشبه الجزيرة، دفع إلى إجلاء أكثر من ألفي شخص وإغلاق طريق سريع قريب منها».

وأفادت قنوات على تيليغرام مرتبطة بأجهزة الأمن الروسية ووسائل إعلام أوكرانية، باندلاع حريق في مستودع للذخيرة بالقاعدة بعد هجوم جوي أوكراني الليلة الماضية.

-----------------

مهلة جديدة

----------------

قالت روسيا اليوم الأربعاء، إنه إذا لم تنفذ الأمم المتحدة بنود مذكرة متعلقة بالصادرات الزراعية الروسية في غضون ثلاثة أشهر، فإن موسكو لن تستأنف المحادثات حول الاتفاق الذي يسمح بتصدير المنتجات الأوكرانية عبر البحر الأسود.

وصرّحت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم وزارة الخارجية: «الأمم المتحدة لا يزال أمامها ثلاثة أشهر لتحقيق نتائج ملموسة، وإن كانت هناك نتائج ملموسة، فإننا سنستأنف المحادثات حول تلك المسألة الأوسع نطاقاً».

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/54su5wdy

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"