عادي

الفلسفة ممارسة قبل أن تكون تنظيراً

23:49 مساء
قراءة دقيقتين

القاهرة: «الخليج»

«الفكر العربي وقضايا الحياة اليومية» للدكتور كرم عباس، كتاب بسيط في مجمله، لا تحكمه أيديولوجيا، ولا نظرية شمولية، لا يستخدم لغة ملتوية، ولا يزعم ثقافة مقعرة، هو فقط يخاطب وعيك الفردي في مشكلات اجتماعية نمارسها أو نقابلها جميعاً في حياتنا اليومية.

يحاول الكتاب تفعيل دور الوعي في جعل المعيشة ممكنة، بالمنظور الوجودي، لذلك فهو يتجاوز إشكاليات التنظير أو التأصيل التاريخي، عبر تكرار آراء السابقين، ولا يتبنى القراءة السياسية كمدخل أو منظور، ولا يقدم أفكاراً ولا معلومات، إنما فقط يطرح تساؤلاً عن مشكلة الحياة، تجيب عنها أنت بالحوار مع ذاتك أو مع آخرين، فهي تساؤلات في غاية البساطة، وربما يكمن العمق في البساطة، لكنه دائماً ما يكمن في التساؤلات.

يشير عباس إلى أن أزمة الفكر العربي ربما لا تكمن فيما قدمه المفكرون الأوائل، بقدر ما تكمن في القراءات الانتقائية التي تلت النهضة الأولى، فهي قد قولبت الفكر العربي، إما في قالب ديني وإما في قالب سياسي، سواء بالإيجاب أم بالسلب، وتجاهلت ما نبضت به أفكار الأوائل في بعض جوانبها من حياة مخصبة للوعي.

يستمر الكتاب في تقديم أطروحاته أو موضوعاته الخاصة، ويبدأ كل موضوع بافتتاحية تعقبها مجموعة كبيرة من التساؤلات تركت من دون إجابة. يناقش الكتاب القضايا والأفكار ولا يناقش الشخصيات، وهو يركز على الإشكالية أو القضية، وعند التركيز على القضية لا تكون المعلومة هي الهدف، بل تكون الدعوة للحوار والنقاش، هي محور النشاط المعرفي.

التركيز على طرح التساؤلات من شأنه أن يؤكد الطابع التعددي للحقيقة، حيث يبرز دور الفيلسوف في مجتمع أحادي النظرة، فعليه أن يساعد الناس أن يدركوا الجوانب المتعددة للحقيقة، أية حقيقة، فالفلسفة ممارسة قبل أن تكون محض تنظير.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4ffxexup

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"