عادي
تحالف مدني سوداني يدعو طرفي الصراع إلى العودة للتفاوض

البرهان وحميدتي يخاطبان المجتمع الدولي ومستعدان لوقف النار

01:35 صباحا
قراءة 3 دقائق
سحب الدخان تتصاعد في سماء الخرطوم جراء الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع (رويترز)
البرهان يلقي خطابه في الامم المتحدة (أ ف ب )

الخرطوم: عماد حسن، ووكالات

ألقى قائدا طرفي الصراع في السودان بخطابين متباينين يوم أمس الأول الخميس، أحدهما من على منصة الأمم المتحدة بمقر المنظمة الدولية، في نيويورك، والآخر عبر تسجيل فيديو نادر من مكان غير معلوم، فيما اعتبرت قوى الحرية والتغيير-المجلس المركزي أمس الجمعة أن خطاب رئيس مجلس السيادة وقائد الجيش الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة «مخيب للآمال»، داعية طرفي الصراع إلى العودة للتفاوض، في دعت الولايات المتحدة الأطراف المتحاربة لإنهاء الصراع.

ودعا البرهان المجتمع الدولي إلى تصنيف قوات الدعم السريع منظمة إرهابية والتعامل الحاسم مع من يدعمها من خارج حدود السودان.

من جانبه، قال محمد حمدان دقلو «حميدتي» قائد قوات الدعم السريع في تسجيل الفيديو إن قواته على استعداد تام لوقف إطلاق النار والدخول في محادثات سياسية شاملة لإنهاء الصراع مع الجيش.

وتبادل الطرفان الاتهامات بالمسؤولية عن إطلاق شرارة الحرب التي بدأت منتصف إبريل/ نيسان في الخرطوم وانتقلت إلى مناطق أخرى من البلاد بما في ذلك دارفور، ما أدى إلى نزوح أكثر من خمسة ملايين شخص وأثار مخاوف من زعزعة استقرار المنطقة.

وجدد حميدتي الالتزام بعملية سلمية لوقف الحرب، وقال إن قوات الدعم السريع على استعداد تام لوقف إطلاق النار في جميع أنحاء السودان للسماح بمرور المساعدات الإنسانية وإطلاق محادثات سياسية جادة وشاملة.

الجيش ملتزم بالانسحاب من السياسة

وقال البرهان في خطابه «ما زلنا نمد أيادينا من أجل السلام ومن أجل إيقاف هذه الحرب ورفع المعاناة عن شعبنا»، مضيفاً أن الجيش ما زال ملتزماً بالانسحاب من السياسة في إطار الانتقال إلى حكم مدني.

ودعا في الوقت نفسه لتصنيف قوات الدعم السريع والميليشيات المتحالفة معها كمجموعات إرهابية، وقال إنها مدعومة من جهات إقليمية ودولية، وأكد على ضرورة «التعامل الحاسم» مع من يدعمها.

من جانبها، دعت قوى الحرية والتغيير-المجلس المركزي أمس طرفي الصراع إلى العودة لطاولة المفاوضات عبر عملية سياسية شاملة «تؤسس لمسار تحول مدني ديمقراطي ولجيش واحد مهني وقومي ينأى عن السياسة والاقتصاد ويلتزم بمهامه الدستورية في حماية البلاد وأمنها».

الى ذلك، دعت الولايات المتحدة الأطراف المتحاربة في السودان لإنهاء الصراع.وجاء ذلك خلال لقاء مولي فيي، مساعدة وزير الخارجية الأمريكي للشؤون الإفريقية، مع البرهان،على هامش الجمعية العامة للأمم المتحدة.

والتقي البرهان أيضاً، عدداً من الرؤساء ووزراء الخارجية على رأسهم رئيس إفريقيا الوسطى فوستان آرشانج تواديرا ورئيس الاتحاد الإفريقي ووزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف ووزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وأطلعهم على الأوضاع في البلاد، ورحب بجهود الدول الشقيقة والصديقة من أجل معالجة هذه الأزمة.

بدورها، حثت ممثلة الولايات المتحدة الأمريكية في الأمم المتحدة الاتحاد الإفريقي على تشجيع الدول الإفريقية الأعضاء في مجلس الأمن الدولي على مواصلة بذل الجهود للتخفيف من حدة العنف في السودان وحث الأطراف المتحاربة على التفاوض لإنهاء الصراع.

وقالت السفيرة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، إن الولايات المتحدة تؤيد إعلان المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، بأن جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية، التي توجد اتهامات بارتكابها في إقليم دارفور السوداني، قد تخضع للتحقيق وإن مكتبه بدأ التحقيق في الأحداث الأخيرة.

وأضافت غرينفيلد أن «تقاعس المجتمع الدولي عن محاسبة المسؤولين عن الجرائم السابقة لذلك، يعتقد هؤلاء الأشخاص أن بإمكانهم القيام بذلك مرة أخرى. لقد فشلنا في تحقيق العدالة لشعب دارفور. ويجب أن يتغير هذا على الفور».

تجدد الاشتباكات في العاصمة

على الأرض، تجددت الاشتباكات بين الجيش والدعم السريع في معظم الجبهات القتالية في الخرطوم وأم درمان والخرطوم بحري، ولكن بوتيرة أقل في محيط القيادة العامة للجيش. وسمع دوي المدافع الخاصة بالدعم السريع بكثافة تنطلق من منطقة شرق وجنوب الخرطوم باتجاه تمركزات الجيش في القيادة العامة والتي تشهد لليوم السابع على التوالي معارك بين الطرفين كما استهدف سلاح الإشارة ببحري وسلاح المهندسين بأم درمان.

وقام الجيش بالرد من منطقة وادي سيدنا العسكرية مستهدفاً تمركزات الدعم السريع في محيط القيادة ومحيط مطار الخرطوم ومنطقة جبرة ومحيط المدرعات بالشجرة والمدينة الرياضية وأرض المعسكرات جنوبي الخرطوم.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5xxx7apf

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"