كبدت طائرتا (إير فورس وان) اللتان يستقلهما الرئيس الأمريكي جو بايدن في زياراته الخارجية شركة «بوينغ» خسائر فادحة، حيث أعلنت الشركة الأربعاء تسجيلها خسارة قدرها 482 مليون دولار في عقدها مع القوات الجوية لبناء طائرتين رئاسيتين جديدتين، بسبب ارتفاع تكاليف التصنيع المقدرة. وخسرت بوينغ حتى الآن أكثر من مليار دولار في تصنيع كلتا الطائرتين.
وقد أبلغت الشركة عن خسائر في الطائرات لسنوات، حيث اعترف الرئيس التنفيذي ديف كالهون العام الماضي أنه لم يكن ينبغي للشركة أن توقع عقداً مع القوات الجوية لإنتاج الطائرات مقابل 3.9 مليار دولار. وقد ارتفعت تكاليف الموردين منذ ذلك الحين، وتم تأجيل موعد التسليم باستمرار. وتكبدت بوينغ خسائر بقيمة 1.45 مليار دولار على الطائرات العام الماضي، و318 مليون دولار في عام 2021، بحسب «سي إن إن».
وقالت الشركة: «إن الخسارة الأخيرة في البرنامج جاءت نتيجة تغييرات هندسية، وعدم استقرار العمالة، إضافة إلى حسم المفاوضات مع أحد مورديها».
في كثير من الأحيان يتحمل تكاليف عقود الدفاع المرتفعة دافعو الضرائب الأمريكيون، ولكن تحت ضغط من الرئيس آنذاك دونالد ترامب، الذي كان يهدد بإلغاء عقد الطائرات، وافقت بوينغ على عقد بسعر ثابت للطائرتين الجديدتين.
- طائرتان استثنائيتان
وقال كالهون للمستثمرين الأربعاء: «في بيئة الأسعار الثابتة، فإن أي عقبات غير مخطط لها يمكن أن تؤدي إلى تكاليف غير قابلة للاسترداد». وأضاف: «في نهاية المطاف، لدينا طائرتان لنبنيهما. لقد تجاوزنا هذه العقبات ونحن ملتزمون بتقديم طائرتين استثنائيتين لعملائنا».
ومن الناحية الفنية، يُعرف البرنامج باسم «VC-25B»، نظراً لأن تسمية «آير فورس وان» الشهيرة مخصصة عندما يكون الرئيس فعلياً على أي طائرة تديرها القوات الجوية الأمريكية، وليس عندما تكون على الأرض، ناهيك عن أنها قيد الإنشاء.
والخسارة الأخيرة لطائرات «آير فورس وان» ليست سوى جزء بسيط من الخسائر التي أبلغت عنها الشركة المصنعة للطائرات المتعثرة، والتي أعلنت عن خسائر في جميع الأرباع باستثناء ربعين منذ أوائل عام 2019. ويبلغ إجمالي خسائر الشركة الآن 25.5 مليار دولار منذ وقف تشغيل طائراتها. طائرة 737 ماكس لمدة 20 شهراً بدءاً من مارس 2019، بعد حادثتي تحطم أسفرتا عن مقتل 346 شخصاً.
- نتائج «بوينغ»
وأعلنت الشركة، الأربعاء عن خسارة تشغيلية أساسية أخرى قدرها 1.1 مليار دولار، أو 3.26 دولار للسهم. وفي حين أن هذا يمثل انخفاضاً بنسبة 65% عن الخسارة التي تم الإبلاغ عنها في الربع نفسه من العام السابق إلا أنه أسوأ من خسارة السهم البالغة 2.96 دولاراً التي توقّعها المحللون.
وكانت الإيرادات أفضل قليلاً من التوقعات، حيث ارتفعت بنسبة 13% إلى 18.1 مليار دولار. وبينما قلصت الشركة عدد طائرات 737 ماكس التي تتوقع تسليمها هذا العام، فقد أعلنت أنها ستزيد عدد طائرات 787 التي تصنعها إلى خمس طائرات شهرياً، وتخطط لاستكمال زيادة إنتاج 737 إلى 38 شهرياً بحلول نهاية العام.
