أوداي راثود، الرئيس التنفيذي والمؤسس المشارك لشركة توتل
شكل عام 2023 نقطة تحول في قطاع التكنولوجيا المالية، حيث شهد موجة من الابتكارات التي أعادت رسم ملامح قطاع الخدمات المالية. كما وفّرت الشركات العديد من نماذج الدفع وعملت على تطويرها، مما أسهم في إحداث تغيير جذري في أساليب الإنفاق الاستهلاكي.
لاقت عروض الاسترداد النقدي حماساً لافتاً وكان هذا من أبرز التطورات التي شهدها هذا التوجه، والتي أتاحت للمستخدمين شراء منتجات تضمن لهم المزيد من القيمة مقابل المال. ومن المتوقع أن تتجاوز قيمة قطاع الاسترداد النقدي في جميع أنحاء العالم، وفقاً لدراسة بحثية نشرتها منصة ستاتيستا 200 مليار دولار بحلول عام 2024. كما كشفت الدراسة أن 46٪ من المشاركين في برامج الاسترداد النقدي يرون أنها عامل حاسم في تحديد خياراتهم في الشراء. وأظهرت الدراسة أن 43% من الحالات التي يتم فيها الترويج للمنتجات أو الخدمات من خلال الشركات التابعة في عام 2019 تعود إلى شركات تطبق برامج الاسترداد النقدي والولاء. كما شهدت إيرادات المبيعات من الترويج للمنتجات أو الخدمات من خلال الشركات التابعة ارتفاعاً ملحوظاً بأكثر من 200٪ من عام 2018 إلى عام 2019.
تؤكد النتائج السابقة أن الاسترداد النقدي يلعب دوراً محورياً في تسريع التعاملات والمكافآت في مجال الدفع الرقمي. حيث زادت وسائل الدفع الرقمية المدمجة مع آليات الاسترداد النقدي، مما أتاح للمستخدمين فرصة الحصول على مكافآت مذهلة تصل إلى 50٪، بعكس نماذج الاسترداد النقدي التقليدية من خلال البطاقات، والتي تقدم عادةً مكافآت بنسبة 1-5٪.
أسهم دمج الاسترداد النقدي في أنظمة الدفع الرقمية في تحقيق نتائج فورية وأضاف بُعداً جديداً لتجربة الشراء. لم ينجذب المستخدمون إلى سرعة هذه التعاملات فحسب، بل جذبتهم المكافآت الكبيرة أيضاً، مما ساعد في تعزيز دورة الإنفاق.
وأكدت دراسة أجرتها شركة ماكينزي على هذا التوجه، وبينت التحول المتسارع نحو أنظمة الدفع الرقمية حتى قبل ظهور الوباء. حيث شهدت دولة الإمارات معدل نمو سنوي يزيد عن 9٪ في التعاملات الرقمية بين عامي 2014 و 2019، متجاوزة متوسط معدلات النمو في أوروبا. كما شكل ظهور الوباء حافزاً نحو هذا التحول، حيث لاحظ أكثر من 80٪ من العاملين في مجال أنظمة الدفع الرقمية زيادة بأكثر من 10٪ في التعاملات غير النقدية في جميع أنحاء الشرق الأوسط.
الأهم من ذلك، أن هذا التحول نحو التعاملات الرقمية من غير المتوقع أن يكون مؤقتاً. حيث يعتقد أكثر من 90٪ من العاملين في هذا المجال أن ما لا يقل عن نصف مستخدمي أنظمة الدفع الرقمية الجدد سيواصلون استخدام الأساليب الرقمية، مما يدل على ديمومة هذا التغيير.
ومن الخدمات الأخرى التي اكتسبت مكانة بارزة لتسهيل عمليات شراء كبيرة، خدمة "اشتر الآن وادفع لاحقاً". حيث جذبت مرونة هذه الميزة مجموعة واسعة من المستهلكين، لا سيما بين الفئات العمرية الأصغر سناً، مما أعاد تشكيل نموذج بطاقات الائتمان التقليدية. كما نشهد ظهور توجه ناشئ تقوم فيه الشركات التي توفر هذه الخدمة بدمج ميزة الاسترداد النقدي في عروضها، مما يشكل حافزاً أكبر للمستخدمين.
