عادي

تعرف إلى آخر رواية كلاسيكية في الأدب الصيني

19:35 مساء
قراءة دقيقتين
رحلة رجل الزمن القديم

القاهرة: الخليج

أصدر الدكتور محسن الفرجاني، ترجمة عربية لرواية الكاتب الصيني ليو غه، وعنوانها: «رحلة رجل الزمن القديم»، وهي رواية ظهرت في السنوات الأخيرة من القرن التاسع عشر، ووفق تاريخ إصدارها فهي تصنف بوصفها رواية كلاسيكية، بل ولعلها آخر رواية كلاسيكية في تاريخ الأدب الصيني القديم، أي الأدب الذي ظهر قبل حركة الرابع من مايو 1919.

ورغم تزامن ظهورها مع ثلاث روايات أخرى لها مكانتها في تاريخ الأدب الصيني، فقد امتازت هذه الرواية دون غيرها بكثير من الخصائص، من حيث إنها كانت الأقدر على التعبير عن عصرها وحركة الحياة في زمنها، بأسلوب يجمع بين البساطة والروعة إلى جانب ما يسميه النقاد بالرؤية الشعرية التي تتخلل أجواء السرد ويكفي أنها ربما كانت الوحيدة من بين الأعمال المكتوبة بالصينية الكلاسيكية التي لا تزال تحظى حتى يومنا هذا بنسبة جيدة من التداول بين القراء، ودرجة معقولة من المقروئية – كما يؤكد الدكتور فرجاني – بين أجيال تباعدت المسافة بينها وبين لغة هذه الأعمال الأدبية التي تتسم بقدر كبير من التعقيد.

على مدى عشرين فصلاً من فصول الرواية نتابع سير الأحداث من خلال مشاهدات طبيب صيني متجول في منطقة شاندونغ كاشفاً عن كثير من جوانب المجتمع الصيني في فترة فارقة من تاريخ الناس والحياة الاجتماعية (تلك هي الفترة التي بدأت منها الصين مسيرتها الكبرى نحو استعادة مكانتها الحضارية الكبرى)، والفترة الفارقة المشار إليها هنا هي السنوات الأخيرة من حكم أسرة تشينغ الإمبراطورية (1644 – 1911)، حيث كانت الأجواء معبأة بأسباب الاضطرابات والقلاقل، خصوصاً عقب حرب الأفيون (1840) التي انعقدت سحبها فوق البر الصيني، لتنذر بنهاية النظام، الإمبراطوري، وتبشر بميلاد جيل جديد من المثقفين الصينيين، الذين راحوا يسلطون الضوء على مكامن الضعف والخلل في الداخل.

من هنا وضعت المسودات الأولى للرواية، لتواكب هذا المسعى الكبير للكشف عن كل مظاهر التردي، التي اجتاحت الصين فكانت رحلة الطبيب الجوال في ربوع البلاد، عبارة عن محاولة للكشف عن مظاهر فساد النظام الإداري القديم والخلل، الذي استشرى في جنبات المؤسسات الحكومية في ذلك الزمن، بل في جنبات المجتمع بأسره في محاولة لتسليط الضوء على مكامن الضعف أملاً في استشراف آفاق الأمل، لتجاوز المحنة التي اشتدت وطأتها، ولم يكن هذا النص وحده هو الذي حاول التنديد بالأوضاع السائدة، لكنه ظهر مع ثلاث روايات أخرى معاصرة له، لكل واحدة منها أهميتها ودورها في الكشف عن جنبات مختلفة من الأحوال التي مرت بها الصين وقتئذ.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2s3kb286

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"