عادي

بول ألكسندر.. حياة مثيرة لـ«معجزة الرئة الحديدية»

23:48 مساء
قراءة 3 دقائق
بول ألكسندر.. حياة مثيرة لـ«معجزة الرئة الحديدية»

الخليج- متابعات

على مدار سبعة عقود، عاش الأمريكي بول ألكسندر، الذي غادر حياتنا، الأربعاء، حبيساً داخل أسطوانة معدنية، بعد نجاته من شلل الأطفال، وهو في السادسة من عمره ليبدأ حياة أشبه بـ«المعجزة»، جاب فيها العالم وحقق أحلامه، وألّف كتباً، مشكلاً إلهاماً نادراً لكل ذوي الإعاقة.

وكان ألكسندر واحداً من العديد من الأطفال الذين وُضعوا داخل رئتين حديديتين أثناء تفشي مرض شلل الأطفال في الولايات المتحدة خلال الخمسينيات من القرن الماضي، حيث بلغ عدد حالات الإصابة به نحو 58 ألف حالة، معظمها من الأطفال.

ولد ألكسندر 1946 في دالاس بولاية تكساس؛ وواجه محنة صعبة في طفولته بعد إصابته في عام 1952 بالشلل من الرقبة إلى الأسفل، ما أثر في تنفسه، فأخضعه الأطباء لجراحة طارئة لفتح القصبة الهوائية. واستيقظ الكسندر من الجراحة ليجد نفسه حبيساً داخل رئة حديدية لمساعدة على التنفس وضع خلالها جسده في الأسطوانة المعدنية من الرقبة إلى أخمص القدمين، حيث قضى بقية حياته.

وفي هذا الوضع الغريب، لم يكن متوقع أن يبقى الطفل الصغير في حالته هذه على قيد الحياة داخل آلة التنفس الحديدية التي تزن 275 كيلوجراماً لفترة طويلة، لكنه خالف التوقعات وعاش لعقود من الزمن، قاهراً بذلك المرض الذي قضى أغلب الأطفال المصابين به في الولايات المتحدة آنذاك.

واعتمدت الرئة الحديدية التي أطلق عليها اسم «الحصان الحديدي القديم» على تقنية تسمى «تنفس الضفدع»، التي تستعين بعضلات الحلق لدفع الهواء عبر الحبال الصوتية، ما سمح لألسكندر باستنشاق الأكسجين من الفم في كل مرة، ودفعه إلى أسفل الحلق وإلى الرئتين.

وظل ألكسندر يعيش داخل الأسطوانة، حتى بعد ظهور أجهزة التنفس الصناعي، في الستينات، كبديل عن الرئة الحديدية، إذ اعتادها ورفض تغييرها. واستطاع ألكسندر، أن يتنفس بنفسه حتى يتمكن من مغادرة الرئة لفترات قصيرة من الزمن.

ولم تثنِ هذه الحياة الصعبة ألكسندرعن مواصلة حياته بشكل طبيعي، إذ التحق بالدراسة، وتخرج في جامعة جنوب ميثوديست في دالاس بتكساس. وفي 1984، حصل على شهادة في القانون من جامعة تكساس في أوستن، وقُبِل في نقابة المحامين بعد عامين.

واجتاز امتحانات نقابة المحامين في 1986، حيث أقسم اليمين واعداً بأن يتصرف بنزاهة كمحام أمام رئيس قضاة المحكمة العليا في تكساس. وكان يبلغ من العمر 40 عاماً.

وقبل سنوات تحدث ألكسندر عن محنته لصحف قائلاً: «كنت أعلم أنني إذا كنت سأفعل أي شيء في حياتي، فيجب أن يكون أمراً يعتمد على العقل».

وفي الفترات التي كان يقضيها خارج الأسطوانة، كان ألكسندر يمارس حياته بكل أريحية، فكان يغسل أسنانه ويمشط شعره ويتناول الفطور، ويقرأ الكتب ويرسم لوحات بقلمه.

وفي عام 2022، نشر مذكراته تحت عنوان: «ثلاث دقائق لكلب: حياتي في الرئة الحديدية»، واستغرق كتابة المذكرات منه 5 سنوات، باستخدام قلم مثبت على عصا في فمه لكتابة كل كلمة.

وحطم ألكسندر في العام الماضي، الأرقام القياسية في موسوعة غينيس العالمية، بعدما بات أطول مريض يعيش داخل رئة حديدية في العالم.

وأُصيب ألكسندر بالفيروس كوفيد 19 في فبراير/ شباط الماضي، وتلقى الرعاية الطبية داخل أحد المستشفيات، قبل أن يقرر الأطباء أن صحته تسمح له بمغادرة المستشفى.

والاثنين انتهت رحلة «ذي الرئة الحديدية» المثيرة، بعد الإعلان عن وفاته رسمياً عن عمر يناهز 78 عاماً، عاش منها 70 عاماً حبيساً في هيكله المعدني.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2jzwrxcc

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"