عادي

مذكرات جورج أورويل

19:55 مساء
قراءة 3 دقائق
جورج أورويل

القاهرة: الخليج

أصدرت دار المدى للنشر والتوزيع «مذكرات جورج أورويل» التي حررها بيتر دافيسون وترجمتها إلى العربية مريم عيسى، كان أورويل كاتباً أصيلاً للمذكرات لم يترك حيزاً في دفاتره، لم يملأه بأفكار ومسودات قصائده، وعلى الرغم من أنه لم يهتم بالحفاظ على مخطوطات أعماله المنشورة، ربما نجا بعضها (مثل نصي مزرعة الحياة و1984 المطبوعين على الآلة الكاتبة) لأنه ببساطة لم يعش عمراً كافياً لإتلافها، ولكنه احتفظ ببعض دفاتر مذكراته.

من المؤكد– كما يوضح هذا الكتاب- أن هناك دفاتر يوميات أخرى مخفية في «أرشيف المفوضية الشعبية للشؤون الداخلية» في موسكو، وكانت المفوضية قد استهدفته، وكان معروفاً أن ملفاً مخصصاً له في أرشيفها، وللأسف أغلقت أبواب الأرشيف أمام العامة قبل أن يتمكن أحد من معاينة محتوياته بدقة، وفي 2 أغسطس عام 1939 كتب أورويل عن مصادرة وثائق من غرفة زوجته في فندق ببرشلونة، وصرح في «الحنين إلى كاتالونيا» أن «ستة رجال من شرطة بلباس مدني أخذوا مذكراتي».

في 8 يونيو 1949 نشرت رواية جورج أورويل (1984) وفي 3 سبتمبر من العام نفسه تم تحويله إلى مستشفى في لندن، وأثناء وجوده فيه تزوج من سونيا براونيل في 13 أكتوبر 1949 كان يأمل أن يتحسن ويذهب إلى سويسرا لاستعادة صحته، فجمع أصدقاؤه المال اللازم لمساعدته على القيام بهذه الرحلة، لكنه توفي قبل أن يتمكن من السفر، بعد نزيف حاد في الرئتين في الساعات الأولى من يوم السبت 21 يناير 1950 وكان قد أوصى بأن يدفن لا أن يحرق، ونقش على شاهد قبره: «هنا يرقد إيريك آرثر بلير» مع تاريخي ميلاده ووفاته.

«إيريك آرثر» هذا هو الاسم الذي عمد به أورويل، حين ولد في يوم 25 يوليو عام 1903 لأب كان يعمل نائباً لوكيل إدارة الأفيون في الخدمة المدنية الهندية، وعادت الأسرة إلى لندن، وفي الفترة من أكتوبر 1922 إلى ديسمبر 1927 خدم في بورما في سلك الشرطة الإمبراطورية الهندية، وأثمرت هذه المدة من حياته روايته «أيام بورمية» وعندما عاد إلى إنجلترا في إجازة استقال من منصبه، وتخلى عن وظيفته التي كانت تدر عليه دخلاً جيداً، ليحاول كسب رزقه في سعيه، ليصبح كاتباً.

*تجول

تجول أورويل في الطرف الشرقي من لندن، وقام بعدد من الرحلات الاستكشافية إلى هناك، ليختبر حياة الفقراء، ويشاركهم تلك التجربة، وعاش في منطقة خاصة بالطبقة العاملة في باريس، واعتمد في البداية على ما ادخره خلال الوقت الذي قضاه في بورما، وتتنبأ مقالاته باهتماماته في وقت لاحق: الرقابة، والبطالة، والفقراء، والاستغلال، والأدب، والثقافة الشعبية.

بعد أن سرقت مدخراته الأخيرة، عمل في مطبخ مثير للاشمئزاز، في أحد الفنادق التي توحي بالفخامة، ثم عاد إلى إنجلترا، وكتب المسودة الأولى لما سيصبح لاحقاً «متشرداً في باريس ولندن».

يمكن الوقوف عند الكثير من التفاصيل التي ظهرت في اليوميات، التي تصف تجارب أورويل كعامل مزرعة مهاجر في عام 1931 خلال رحلة إلى شمال إنجلترا القاتمة مع ملاحظاتها، وقطارات الأوساخ، والمنازل المظلمة وعمال المناجم، الذين يركعون على وجه الفحم.

أهم ما في هذه اليوميات ما كتبه عن الحرب، خلال السنوات الأولى من الحرب العالمية الثانية، على خلفية الأحداث المهمة مثل انسحاب دونكيرك، وسقوط فرنسا وغارة لندن (دمر مبنى شقة أورويل بسبب قنبلة ألمانية). عمل أورويل لدى هيئة الإذاعة البريطانية، طوال الوقت كان يشكو لنفسه من عدم التنظيم وعدم الكفاءة الذي كان عليه تحمله، ومع ذلك يصف شخصاً مصمماً على الالتزام بروتينه اليومي، رغم الهجمات الألمانية.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/5x4cmet2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"