عادي

الرقميون.. العالم على أطراف الأصابع

20:01 مساء
قراءة 4 دقائق

القاهرة: «الخليج»

مع تطور الإنترنت ووسائل الاتصال الحديث وظهور الهواتف الذكية ومواقع التواصل الاجتماعي، فتحت آفاق وأسواق جديدة لمنتجات وتقنيات أسهمت في تغيير عاداتنا اليومية، وطرق تواصلنا مع من حولنا، حتى مع من يبعد آلاف الكيلومترات عنا، وهناك كثير من الطاقات الشابة التي أسهمت في تغيير وتطوير الشبكة العنكبوتية، وخلال عشر سنوات مضت، ظهر كثير من التطورات التقنية التي أسهمت بشكل كبير في تغيير حياة الملايين من البشر.

يقف وراء هذه المنتجات شباب لم يصل بعضهم إلى الثلاثين من العمر، وبعضهم جمع ثروة تقدر بالمليارات لمنتجات لم يقوموا بتصنيعها أو بيعها أو شرائها، بل كان جل ما قاموا به هو إيجاد مساحة ليتعرف الناس إليها، وأصبح لهم تأثير كبير في واقع حياتنا اليومية، وبهذه الأفكار تغير ميزان الحياة، وأصبحت التقنية في يد الصغير قبل الكبير، وتغير معها مفهوم الحياة وواقعها، أصبح كل شيء عند أطراف الأصابع.

تستطيع زيارة العالم بأسره وأنت في فراشك، تتسوق بعربتك، وتشتري منتجات من الشرق والغرب في لحظات، تشاهد أفلاماً سينمائية حال انتهاء التصوير، وتقرأ كتاباً خرج من المطابع حديثاً، تشارك صديقاً لك في آخر بقاع الأرض إحدى مناسباته، تحجز غرفة في فندقك المفضل، الذي يبعد عنك آلاف الكيلومترات، تشاهدها وتتجول بداخلها، وأنت لا تزال في منزلك، كل ما عليك أن تنقر على جهاز الكمبيوتر أو من خلال هاتفك الذكي، وستأتيك الإجابة بكل يسر.

كل يوم نفاجأ ببرنامج أو تطبيق أو موقع جديد يختزل معه المسافات، ويبدأ في تشكيل روح الحياة بأبعاد جديدة ومقاسات مختلفة، هؤلاء الرقميون غيروا حياتنا، وفتحوا لنا نوافذ تطل على عالم مختلف، إنه عالم متغير يأسرك بكل أبعاده، فكيف كانت البداية كما يرصدها ناصر محمد الزمل في كتابه الصادر تحت عنوان «رقميون غيروا حياتنا» عن مكتبة العبيكان؟

*3 وسائل

يؤكد الكتاب أن ثلاثا من وسائل الاتصال غيرت أساليب التخاطب والاتصال بين بني البشر، في أرجاء المعمورة، وبات مخترعوها من المشاهير الذين لولاهم لما بدت الدنيا كما هي اليوم، وهم صامويل مورس مخترع التلغراف، وألكسندر جراهام بل مخترع الهاتف، والإيطالي ماركوني الذي أرسل صوته عبر الهواء، مدشناً أحد أعظم اختراعات عصرنا، ونعني به الاتصال اللاسلكي.

وجاء اختراع رابع ليمثل ذروة الاتصالات بين بني البشر، في عالم اليوم، ونعني بذلك البريد الإلكتروني الذي دخل حيز الوجود في سبعينات القرن الماضي، وأصبح الاتصال عبره عنوان الحداثة في عالمنا المعاصر، ولا يزال مخترعه مجهولاً يقبع في الظل، فمن سمع عن براي توميلنسون الذي يعيش حياة عادية، موظفاً في شركة أمريكية، دون أدنى محاولة لتعريف العالم بأنه أحد رجال التاريخ؟

يعد البريد الإلكتروني أكثر الطرق أهمية لنقل البيانات، وملفات النصوص والصور الرقمية، وملفات الصوت والفيديو من جهاز كمبيوتر إلى آخر، عبر شبكة الإنترنت، ولم تصبح هذه الظاهرة شعبية إلا عام 1990 والآن هي أساس الأعمال التجارية الرئيسية والاتصالات الشخصية، وكان له تأثير رائع في كمية المعلومات التي يتم إرسالها في جميع أنحاء العالم.

وكانت البداية مع تيم بيرنرزلي عالم الكمبيوتر ومخترع الويب، الذي اختارته التايم ضمن أهم 100 شخصية مؤثرة في القرن العشرين، واستطاع هذا الرجل أن يبتكر نظام اتصال بعميل عن طريق «سيرفر» قام بتصميمه، وابتكر طرق «اللينكات» أو النص التشعبي، هل لهذا علاقة بشكوى الكثيرين من أن هناك عملية تجسس عالية المستوى على جميع من يستخدمون الشبكة العنكبوتية؟

ماذا عن مؤسسي الإنترنت؟ هما الأمريكيان فينت سيرف وبوب خان، وهما أول من ابتكر نظام الاتصالات، وأطلق على سيرف (أبو الإنترنت) وقد بدأ العمل في مشروعه بداية السبعينات (1971) ويتوقع أن يشهد العالم انتشاراً أشمل للإنترنت، حيث تصبح القاعدة الرئيسية لكل أشكال الاتصالات الأخرى تقريباً، ويتوقع أن تتحرر الإنترنت من إطار الشبكة الهاتفية، وبدلاً من ذلك تصبح شبكة الهاتف نفسها جزءاً من الإنترنت.

كشف سيرف عن أحدث المشروعات العملاقة، التي تعمل فيها وكالة ناسا الأمريكية، وهو الإنترنت ما بين الكواكب، وقال إنه يعمل على هذا المشروع منذ عشر سنوات وهو مشروع له علاقة باكتشاف الفضاء، ولا يمت بصلة لغوغل، ويهدف إلى تدعيم أجهزة الروبوت لاكتشاف الفضاء، وهو يحمل آمالاً بتغييرات في تكنولوجيا المعلومات في المستقل.

يكشف الكتاب أن موقع اليوتيوب تعرض في بدايته للحجب بدول عدة، لأسباب سياسية، وأخرى أخلاقية، من ضمن هذه الدول: البرازيل وتايلاند وتركيا وباكستان ودول عربية كثيرة، لكن بعض هذه الدول رفع الحجب الكامل عن الموقع، وأصبحت تحجب مقاطع معينة، وفي عام 2006 اختارت مجلة تايم الأمريكية موقع يوتيوب على الإنترنت رجل العام، لدوره في إعطاء فرصة لزواره لإنتاج المواد التي يعرضونها في الموقع.

في عام 2013 بلغ عدد مستخدمي اليوتيوب مليار شخص شهرياً، لكن السؤال: كيف تكون أرباح اليوتيوب؟ يقول المؤسسون إن الأرباح الشهرية قبل اقتناء الموقع من قبل غوغل كانت 15 مليون دولار من الدعايات، واليوم يتصدر اليوتيوب مع المواقع العالمية ويبث خدماته بنحو 20 لغة، ما جعل مجلات شهيرة مثل تايم وفوربس تكتب قصص العدد الرئيسية عن ثورة اليوتيوب، محللة هذه الظاهرة الفريدة.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/2ymxs57a

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"