إعداد: أحمد البشير
يعتبر الصدق أفضل سياسة يمكن اتباعها في مكان العمل، لكن مثل أي قاعدة، هناك حالات استثنائية. وفي هذا السياق يقول رايان خان، المدرب في مجال التوظيف ومؤسس مجموعة «هايرد»، ومؤلف كتاب «دليل الخريجين الجدد نحو الوظيفة»: «من المهم أن تكون حذراً عندما تتحدث مع مديرك، حيث إن أقل زلة لسان يمكن أن تصنع أو تدمر حياتك المهنية»، مضيفاً: «هناك أمور واضحة عليك تجنب قولها لمديرك، وأهم شيء هو أن تحذف الأشياء الصغيرة من حديثك».
وتوافق لين تايلور، مؤلفة كتاب «ترويض الطاغية الذي في المكتب: كيف تتعامل مع سلوكات مديرك الصبيانية وتنجح في عملك»، على ذلك مشيرة إلى أن: «هناك بعض التعليقات والأسئلة السلبية التي يمكن أن تضر بعلاقتك مع مديرك، وفي حال استمرار تكرارها، يمكن لهذه العبارات أن تكلفك وظيفتك».
ومن الممارسات الجيدة في هذا المجال، هي التريث أولاً قبل التفوه بأي شيء يمكن أن تندم عليه بعد ذلك، والتفكير في ما تحاول تحقيقه وردود الفعل المحتملة التي تريد أن تحصل عليها من رئيسك في العمل.
وتضيف تايلور: «إذا كنت تعتقد أنك ستندم على ما ستقوله، فذلك أمر محتمل. ومن الأفضل لك أن تنتظر قليلاً حتى تتمكن من بلورة أفكارك ووضعها في حوار بناء وأكثر مهنية».
وبصرف النظر عن الأمور الواضحة مثل الألفاظ النابية والشتائم، هذه هي الكلمات والعبارات التي لا ينبغي أبداً قولها أمام رئيسك في العمل:
1- «أنت مخطئ»:
تقول روزالينا أوربيزا راندال، خبيرة الإتيكيت، ومؤلفة كتاب «لا تتجشأ في قاعة الاجتماعات»: «الانتقاد علناً، أو الإشارة إلى أخطاء مديرك، هي وسيلة مؤكدة لاستبعادك من الاجتماعات المقبلة، أو تجاهلك عندما ترفع يدك للمشاركة في الحديث».
وتضيف راندال أن هناك طرقاً أفضل لطرح وجهة نظرك في حال شعرت بأن مديرك على خطأ، فعلى سبيل المثال يمكنك القول: «أعتقد أنك اقترفت خطأ غير مقصود عندما قلت...»، فهذا يدفع المديرين إلى إعادة النظر وتصحيح معلوماتهم إذا لزم الأمر. وأياً كانت العبارات التي ستستخدمها، تحدث بلهجة ودية.
2- "هذا ليس جزءاً من وظيفتي":
لا يوجد وصف وظيفي محدد بعدد المهام، حيث توضح تايلور: «تبقى فرق العمل متعددة الوظائف، العنصر الرئيسي في أي شركة، كما يتوقع منك أن تكون مرناً وتجعل حياة رئيسك أسهل. وكلما تعددت مهاراتك في العمل، كلما أصبحت قيمتك أكبر، حيث سيكون من الصعب الاستغناء عن خدماتك». وعندما تقول لمديرك أنك لا ترغب في تحمل أعباء إضافية ليست ضمن وصفك الوظيفي، فهذا يدل أيضاً على أنك لا تريد لعب دور رئيسي في نجاح الشركة، وفقاً لما يشير إليه رايان خان.
3- «لا»:
إن قول «لا» لمديرك، هي بمثابة تحدٍ، كما تعد أمراً ضرورياً في بعض الأحيان، لكنها تصبح غير مناسبة في حال لم تتبعها بسبب. فعلى سبيل المثال إذا طلب منك مديرك العمل على مشروع تطوير المنتجات، يجب ألا تقول له «لا» فقط، وبدلاً من ذلك حاول القول: «سيكون اليوم مملوءاً بالتحديات في حال كنت لا تزال تريد مني التركيز على العرض التقديمي للشركة. هل تفضل أن أعمل على هذا المشروع بدلاً من ذلك؟».
4- «ما الذي سأستفيده من ذلك؟»:
في بعض الأحيان ينطوي عملك على مساعدة الآخرين والإدارات الأخرى، وتقول تايلور إن الرؤساء لا يتحملون أولئك الذين لا يعملون ضمن فريق.
5- «هذه ليست الطريقة لإنجاز العمل»:
ينصح جيه تي أودونيل، مؤسس موقع «Careerealism.com» بإبقاء حديثك مع مديرك إيجابياً، ويضيف: «لا يريد أرباب العمل سماع ما لا تستطيع القيام به، بل يريدون منك أن تكون منفتحاً ومستعداً لتعلم طريقتهم في إنجاز المهام».
6- «ليس لديّ حل»:
يقول خان: «لا تخبر مديرك عن المشاكل من دون أن تقدم حلولاً محتملة».
7- "لا استطيع فعل ذلك"
تقول لين تايلور إن التحلي بموقف إيجابي مثل المبادرة في إنجاز المهام، يعتبر سمة ذات أهمية في مكان العمل، في حين أن قول «لا أستطيع» تظهر انعدام الثقة وعدم الرغبة في المجازفة، وهي صفات غير مرغوبة بالنسبة إلى مجلس إدارة الشركة.
8- «لا أعرف»:
قد لا تمتلك الإجابات عن كل الأسئلة، ولكن أفضل تخمين لديك أو قطع وعد على مديرك بأنك ستبحث عن الإجابة أفضل بكثير من أن تهز رأسك بالنفي. وتقول تايلور: «في حال كان على المدير القيام بالعمل بدلاً عنك، فأعلم أن هذا المجال الوظيفي ليس مناسباً لك».
9- «سأحاول»:
بعض الناس يعتقدون أن هذا الرد مقبول، فنحن جميعاً نحاول إنجاز العمل بأفضل ما لدينا من قدرات. إلا أن هذا الرد سيجعل المدير يشعر بحالة من عدم اليقين. وعندما يعطيك المدير مهمة ما، فهذا يعني أنه يعتمد عليك في إنجازها خلال موعد محدد. وتقول تايلور: «تخيل نفسك وأنت تقول لمديرك: هل ستوقع على منحي مكافأة في الخامس عشر من الشهر الجاري؟ ليجيبك المدير: سأحاول».
10- «بذلت قصارى جهدي»:
هذا هو الانسحاب بذاته. ففي حال ارتكبت خطأ وقلت إنك بذلك قصارى جهدك، فهذا لا يعبّر بشكل إيجابي عن قدراتك. وأفضل طريقة رد هي أن تقول بأنك ستتقن العمل مرة أخرى.
11- «هذا ليس خطئي، بل خطأ (فلان)»:
تقول تايلور إن لعبة اللوم لعبة الغدارين، فإذا كنت بريئاً أشرح ما حدث، ولا تورط الآخرين معك إذا كنت المسؤول الأساسي عن العمل، وتضيف: «تحمّل المسؤولية هو أفضل حل».
12- «أشعر بالملل»:
تقول تايلور: «أنت تحصل على راتب من أجل أن تكون منتجاً وتحافظ على حماسك، ومن مسؤوليتك إيجاد طرق لجعل عملك مثيراً للاهتمام».
13- «لماذا يحظى (فلان) بهذا وأنا لا؟»
تقول تايلور: «عليك التركيز على حياتك المهنية وليس رواتب وترقيات الآخرين، إلا في حال كانت هناك محسوبية صارخة. وإذا كان الأمر كذلك، حاور مديرك بشكل مهني، بعد التعرف إلى الحقائق حول هذا الأمر».
