عادي

«كوفيد19-» نظرة عامة إلى عقاقير العلاج

21:40 مساء
قراءة 4 دقائق

إعداد: خنساء الزبير

تسببت الجائحة الحالية من فيروس «كورونا» في أعداد ربما يصعب إحصاؤها من المرضى والوفيات الناجمة عن الإصابة بمرض «كوفيد-19»؛ فالشخص عند التقاطه العدوى قد لا تبدو عليه أعراض، أو تكون خفيفة، أو شديدة تتطلب الحجز في المستشفى. ربما تسوء الحالة المرضية وتصل إلى درجة الخطورة الشديدة وسط من يعانون الأمراض المزمنة وكبار السن.

ذلك المشهد الرهيب جعل الأطباء في حالة من البحث عن العقاقير التي تسهم في انقاذ المصابين، فكانوا في كل مرة يقترحون عقاراً موصوفاً لعلاج حالة أخرى لإدخاله في بروتوكول «كوفيد-19» ولأنه في كل مرة يعلو اسم عقار وينخفض اسم آخر، قرر فريق متعدد التخصصات من جامعة كاليفورنيا- إيرفين، وكلية الطب في جامعة كاليفورنيا في سان دييغو، تقييم تلك العلاجات، من خلال البيانات وتتبع 22896 مريضاً تم إدخالهم مراكز طبية مختلفة في الولايات المتحدةالأمريكية في الفترة بين 10 مارس و31 ديسمبر 2020. تم نشر النتائج في مجلة الجمعية الطبية الأمريكية.

مضادات الميكروبات

يعتبر التحول في قبول الدواء المضاد للميكروبات «هيدروكسي كلوروكين» مثالاً واضحاً، والذي كان موضوع نقاش واهتمام إعلامي كبير. تم إعطاء الدواء لأكثر من 40 في المئة من المرضى في المراحل الأولى من الوباء، ولكن بحلول يونيو كان الاستخدام أقل من 5 في المئة. انخفض استخدام عقار آخر من تلك الفئة، وهو «أزيثروميسين» من 40 إلى 30%، في الإطار الزمني ذاته.

كانت هناك دراسات أُجريت في الفترة المبكرة من الوباء ولم تكن مصممة بصورة جيدة وكانت محدودة الحجم، ويبدو أنها تُظهر أن هيدروكسي كلوروكين يفيد في علاج أعراض «كوفيد-19». شهد الدواء إقبالاً كبيراً في ذلك الوقت، ثم ما لبث أن تراجع بقوة مع مرور الوقت وظهور المزيد من التجارب عالية الجودة التي تبين أنه غير فعال.

يتم بيع الدواء تحت أسماء تجارية أخرى، ويستخدم للوقاية والعلاج من أنواع معينة من الملاريا؛ على وجه التحديد الملاريا الحساسة للكلوروكين. تشمل الاستخدامات الأخرى علاج التهاب المفاصل الروماتويدي والذئبة الحمامية، ويؤخذ عن طريق الفم.. يتم امتصاصه جيداً من الأقراص وله مقدرة عالية على الانتشار والوصول إلى الأنسجة بتميز بخاصية وهي التراكم داخل خلايا الرئة وغيرها، وهناك يتأين داخل الخلية فلا يستطيع الخروج ويكون تركيزه مئات أضعاف تركيزه في الدم. يعتمد نجاح العلاج على استخدامه في الوقت الصحيح تحت إشراف طبي.

صحيح أن الدواء يستخدمه ملايين من المرضى ويندر أن يتسبب في الوفاة أو تشوه الأجنة، لكن الذي يحدث في مرض «كوفيد-19» في المراحل المتأخرة أن القلب يكون معرضاً بشكل كبير لآثار الدواء الجانبية، واستخدامه في هذه المراحل يُعد استخداماً خاطئاً عند المتخصصين في علم الأدوية.

مضادات الالتهابات

يمكن ملاحظة العكس مع الديكساميثازون، وهو كورتيكوستيرويد اصطناعي طويل المفعول يمنع إفراز المواد المسؤولة عن الالتهاب، كما أنه يغير استجابة الجسم المناعية. يتم استخدامه في علاج العديد من الحالات منها المشاكل الروماتيزمية، وعدد من الأمراض الجلدية، والحساسية الشديدة، والربو، وداء الانسداد الرئوي المزمن، والوذمة الدماغية، وآلام العين بعد جراحة العيون، إلى جانب المضادات الحيوية في علاج مرض السل الرئوي. يستخدم أيضاً لتحسين النتائج في الطفل عند الولادة المبكرة. يمكن تناوله عن طريق الفم أو إعطاؤه عن طريق الحقن العضلي، أو عن طريق الوريد. غالباً ما تُرى تأثيرات الديكساميثازون في غضون يوم، وتستمر لمدة ثلاثة أيام تقريباً، وقد ثبتت فاعليته في علاج بعض الحالات الشديدة من «كوفيد-19».

لوحظ أن استخدام هذا الدواء زاد في 1.4% من الحالات يوميًا في 31 مارس إلى 67.5% بحلول نهاية ديسمبر. وُجد أن الكورتيكوستيرويد بصورة عامة، وهو غير مكلف فعال في التجارب الكبيرة على المرضى في المستشفيات في المملكة المتحدة.

للوهلة الأولى قد يعتقد الكثيرون أن استخدام الكورتيكوستيرويد غير مرغوب؛ فهو من الناحية النظرية يمكن أن يقلل الاستجابة المناعية لدى مريض «كوفيد-19» والتي يكون المريض في أشد الحاجة لها. تبين من التجارب غير ذلك، حيث بات من الواضح أن تأثير الدواء المضاد للالتهابات الذي يهدئ عواصف السيتوكين (فرط الاستجابة المناعية) أكثر أهمية من أية إعاقة قد تحدث للاستجابة المناعية.

مضادات الفيروسات

العقار ريمديسفير هو دواء مضاد للفيروسات جديد في فئة نظائر النوكليوتيدات تم تركيبه لعلاج مرض فيروس إيبولا، وعلى الرغم من أنه وجد لاحقاً أيضاً أنه يظهر نشاطاً مضاداً للفيروسات التاجية بما في ذلك فيروس سارس

تزايد استخدام عقار ريمديسفير حوالي 12 ضعفاً من 4.9% في 1 يونيو إلى 62.5% في 31 ديسمبر. يقول الباحثون إن أحد التفسيرات المحتملة لذلك هو أن الدواء لم يكن متاحاً إلا بالتزامن مع التجارب في نظام جامعة كاليفورنيا في الجزء الأول من الوباء وتم توزيعها على نطاق أوسع بمرور الوقت.

عقاقير الجلطة

أثبت عقار إينوكسابارين، المستخدم في علاج الجلطة والوقاية منها، فاعلية أيضاً ضد «كوفيد-19» حيث تعتبر جلطات الدم من الأعراض الشائعة بذلك المرض. ظل استخدامه فوق 50% طوال عام 2020. يعمل على تميع الدم ومنع تشكل الجلطات الدموية عن طريق تثبيط عاملي التخثر «الثرومبين» و«العامل الخامس».

كان هدف الأطباء في البداية من المرضى في المستشفى مضادات التخثر هو تقليل مخاطر الجلطات، والتي يمكن أن تحدث لأن المريض يكون لفترة طويلة في حالة من عدم النشاط البدني الكافي. بدأت بعد ذلك ملاحظة أن مرضى «كوفيد-19» بصفة خاصة يتعرضون للجلطات لذلك أصبح كل من الإينوكسابارين والهيبارين مهمين للغاية؛ ليس فقط للوقاية ولكن كعلاج.

استجابة الأطباء والمتخصصين

أشار الباحثون إلى أن أرقام الاستخدام الواردة في الورقة توضح كيف استجاب الأطباء وغيرهم من المتخصصين في مجال الرعاية الصحية لتسجيل ملاحظاتهم الخاصة وفي الوقت الفعلي، وأن هذه المعلومات مهمة للأطباء لمعرفة أغراض التخطيط المستقبلية من حيث اتخاذ قرارات العلاج وضمان إمدادات أكثر من الأدوية التي أثبتت جدواها.

إن هذه الدراسة سرد مدروس للخطوات التي اتخذها الأطباء والممرضات والموظفون في المراكز الطبية التابعة لجامعة كاليفورنيا لإنقاذ المرضى، الذين يعانون ذلك المرض الذي قد يهدد حياتهم. في البداية لم يكن معروفاً ما يكفي عن المسار الصحيح للعلاج، لكن بالتأكيد سوف تساعد سرعة الاستجابة للأدلة حول ما إذا كان العقار فعالًا أم لا، والتي يتم تسجيلها على أساس يومي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"