عادي

لماذا «ناسداك» الخيار الأفضل لإدراج الشركات في «وول ستريت»؟

19:41 مساء
قراءة 3 دقائق

دبي: خنساء الزبير

جاءت ناسداك إلى حيز الوجود في عام 1971 ورغم أن هذا تاريخ بعيد إلا أنه يُعد حديثاً مقارنة ببوصة نيويورك التي تأسست عام 1792؛ وبينما تُعرف بورصة ناسداك بأنها بورصة التكنولوجيا الثقيلة تشتهر بورصة نيويورك بالشركات التقليدية القديمة.

وفي منحى آخر للمقارنة نجد بصورة عامة أن الشركات التي تتداول في بورصة نيويورك تكون في الغالب كبرى الشركات التي تركز على اجمالي الدخل وتوزع الأرباح وتنمو إيراداتها أو اجمالي مبيعاتها ببطء ولكن بثبات، فيما تكون الشركات التي تتداول في بورصة ناسداك أكثر توجهاً نحو النمو. ولكن بالطبع هنالك بعض الاستثناءات في البورصتين.

تلعب هذه الصورة الذهنية دوراً كبيراً عندما تتجه شركة ما للاختيار بين بورصة نيويورك وناسداك؛ فعلى سبيل المثال اختارت شركة «لينكد إن» بورصة نيويورك لأنها لا تريد أن يتم جمعها مع مواقع الشبكات الاجتماعية، وهذا لا يعني أن الشركات المدرجة في بورصة ناسداك أقل شأناً ولكن لأن نيويورك بيئة مختلفة تتيح لها التميز.

تكلفة أقل

كثير من شركات تكنولوجيا المعلومات والتكنولوجيا الحيوية وشركات التكنولوجيا الصغيرة الأخرى لا تهتم بهذا التميز بل هدفها هو تقليل التكاليف لتوفير أكثر ما يمكن من رأس المال الذي يساعدها في دعم النمو. نعم فرق رسوم الإدراج بين البورصتين لا يكون كبيراً في معظم الحالات ولكن إذا تم إدراج شركة صغيرة في بورصة ناسداك فهذا سيقلل التكلفة.

وفيما يتعلق بفروق التكلفة بين بورصة نيويورك وبورصة ناسداك فهنالك الكثير من المعلومات المختلفة التي قد تكون غير واضحة ولكن الأمر ببساطة يعتمد على عدد الأسهم التي تدرجها الشركة.

لنفترض أن إحدى الشركات بصدد إدراج 75 مليون سهم. سيكلفها هذا 360 ألف دولار في بورصة نيويورك بالإضافة إلى رسم سنوي قدره 71 ألف دولار (وفقًا لدليل الشركات المدرجة في بورصة نيويورك فإن سعر السهم المدرج هو 0.0048 دولار).

أما في بورصة ناسداك فالأمر معقد بعض الشيء لوجود ثلاث أسواق فرعية: «جلوبال سليكت ماركت»، «جلوبال ماركت»، «كابيتال ماركت»؛ وإذا تم إدراج الـ75 مليون سهماً هذه في السوق الأولى أو الثانية فإن رسوم الإدراج تكون 295 ألف دولار بالإضافة إلى 79 ألف دولار رسوم الإدراج السنوية.

عوامل مهمة

يتضح مما سبق أن مكانة البورصة وتكلفتها هما العاملان الأكبر بالنسبة للشركات عند المفاضلة بين بورصة نيويورك وبورصة ناسداك ولكن هناك بعض العوامل الأخرى التي يجب مراعاتها أيضاً.

يجب أن يكون لدى أي شركة مدرجة في بورصة نيويورك لجنة تعويضات مستقلة ولجنة ترشيح مستقلة وهذا غير مطلوب في بورصة ناسداك حيث يكون للشركات خيار قرارات تنفيذية للتعويضات والترشيحات التي يتخذها أغلبية المديرين المستقلين. أيضاً يجب أن يكون لدى الشركات المدرجة في بورصة نيويورك وظيفة تدقيق داخلي وإرشادات حوكمة الشركات بينما لا يلزم أي من هذين الخيارين للشركات المدرجة في بورصة ناسداك.

تتسم بورصة ناسداك بميزة أخرى يغفل عنها بعض الناس وهي أن لديها لوحة إعلانات إلكترونية في «تايمز سكوير» تعرض فيها شركاتها ومنتجات هذه الشركات، وهذا أحد الأسباب التي دفعت شركة «مجموعة كرافت للأغذية» إلى التحول إلى ناسداك في عام 2012 لتوسيع رقعة عرض منتجاتها.

خلاصة القول

بالرغم من مكانة بورصة نيويورك إلا أنها أكثر تكلفة، وفي العصر الحالي المليئ بالتكنولوجيا ترى العديد من الشركات أن الإدراج في بورصة ناسداك خيار منطقي لتوفير التكاليف.

وحتى الآن يُنظر إلى الشركات المدرجة في بورصة ناسداك على أنها أكثر توجهاً نحو النمو مما يعني المزيد من التقلبات لتتماشى مع زيادة إمكانات الاتجاه الصعودي.

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/4bj5mx42

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"