عادي

نظام لتصنيف «إمكان الوثوق بالدراسات» عن تأثير العوامل في الصحة

17:01 مساء
قراءة 3 دقائق
باريس - (أ ف ب)
تكثر الدراسات والأبحاث التي تحدد تأثير بعض العوامل في الصحة، كأنواع الأطعمة ومنها اللحوم الحمراء مثلاً، وتتعارض نتائجها أحياناً، ما دفع مجموعة من العلماء إلى وضع نظام لتصنيف هذه الأبحاث وفق درجة إمكان الوثوق بنتائجها.
وأجرى معهد «إنستيتيوت فور هيلث متريكس أند إفالويشن»، الذي يشكل مرجعاً في الإحصاءات المرتبطة بالمواضيع الصحية، مراجعة لأبحاث تتناول 180 مجالاً، هدف منها تحديد مدى ارتباط العوامل المعززة للإصابة بالأمراض كتدخين السجائر مثلاً، بالأمراض الصحية كسرطان الرئة.
وأعطى المعهد هذا الرابط بين التدخين وسرطان الرئة تصنيف خمس نجوم لناحية إمكان الوثوق به؛ إذ لا يمكن أن تؤدي أي دراسة أخرى لاحقة إلى نتائج مغايرة. ومن بين الروابط من هذه الفئة أيضاً ذلك الموجود بين ارتفاع ضغط الدم وأمراض القلب.
في المقابل، حصل على تصنيف نجمة أو نجمتين نحو ثلثي الخلاصات التي تشير إلى وجود روابط مفترضة بين عامل معزز للإصابة بمرض ما وتداعياته على الصحة، على ما أظهرت دراسة تلوية نُشرت نتائجها في مجلة «نيتشر ميديسين» الاثنين. وبعبارة أخرى، فإن الإشارة إلى هذه الروابط موضع شك على أقل تقدير من الناحية العلمية.
أما الدراسات التي تشير إلى أن خطر الإصابة بالسكتة القلبية يرتفع مع تناول كميات كبيرة من اللحوم الحمراء غير المصنعة سواء أكانت مشوية أم لا، فحظيت بتصنيف نجمة واحدة فقط.
ولم تلق تصنيفاً أفضل الاستنتاجات التي تفيد بوجود رابط بين النظام الغذائي الذي يرتكز على اللحوم الحمراء والإصابة بسرطاني القولون أو الثدي أو أمراض نقص التروية (قصور أو احتباس نسبي أو مطلق لتروية الدم إلى أنسجة الجسم) أو مرض السكري؛ إذ حازت نجمتين لناحية إمكان الوثوق بها.
وأعرب مدير معهد «إنستيتيوت فور هيلث متريكس أند إفالويشن» وأحد معدي الدراسة الرئيسيين كريستوفر مواري، عن أنه فوجئ «بالضعف النسبي للرابط الموجود بين العوامل المعززة للإصابة بالأمراض ونتائجها على الصحة عند التطرق إلى النظام الغذائي».
وكان الدافع وراء إجراء الدراسة هو ملاحظة أن «الجميع يتخذ من أحدث بحث في موضوع ما مرجعاً»، مع أن نتائج الأبحاث المتمحورة على الموضوع نفسه قد تشهد تحولاً كبيراً جداً مع مرور الوقت، على ما أوضح مواري في مؤتمر صحفي.
الخضر والأمراض
ولتصنيف الاستنتاجات وتحديد النجوم التي تستحقها، راجع المعهد الدراسات التي تتناول موضوعاً معيناً وحدد ترابطها، قبل أن يشير إلى النتيجة الأكثر استيفاء للرابط المطروح، بحسب ما أكد مواري.
وتناول العلماء مثلاً الرابط بين استهلاك الخضر ومجموعة من الأمراض، مستندين إلى خمسين دراسة شملت ما مجموعه 4,6 مليون مشارك من 34 بلداً.
وقال عالم الأوبئة من معهد «إنستيتيوت فور هيلث متريكس أند إفالويشن» جيفري ستانواي إن تناول حبة إلى أربع حبات من الخضر يومياً يقلل من خطر الإصابة بنوبة قلبية إقفارية بنسبة 23%.
وحصلت الدراسات التي تثبت وجود صلة بين استهلاك هذه الكمية من الخضر ومرض السكري من النوع 2، على تصنيف نجمة واحدة فقط.
ورأى خبراء مستقلون أن الدراسة مثيرة للاهتمام، لكنهم حذروا في الوقت نفسه من خطر المبالغة في تبسيط الاستنتاجات.
ولفت خبير الإحصاءات في جامعة «أوبن يونيفرستي» البريطانية كيفين ماكونواي إلى ضياع أمور كثيرة عندما يجري وضع دراسات معقدة في تصنيف من هذا النوع.
وأشار الاختصاصي في علم التغذية من جامعة «أستون» البريطانية دوان ميلور، إلى أن النتائج المتعلقة باللحوم الحمراء «ليست مفاجئة»، لأنها تركز حصراً على اللحوم غير المصنعة لا على منتجات مثل لحم الخنزير المقدد أو النقانق «التي ينطوي تناولها على مخاطر أعلى تؤدي إلى الإصابة بالأمراض».
ويعتزم المعهد تحديث تصنيفه بالدراسات المستقبلية، فيما سينشر قريباً تصنيفات أخرى تربط الإصابة بالأمراض بعوامل أخرى كتناول الكحول وتلوث الهواء.
التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/mrr3fjh2

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"