تنطوي ثقافة الشعوب بلا استثناء على رموز ذات دلالات أسطورية أو قيمية أو وطنية أو إبداعية ذات حضور في الوجدان الشعبي.
كما تحمل الثقافة الشعبية بين ثناياها الكثير من الرموز والدلالات الثقافية البسيطة والمركبة الواضحة والغامضة، في آن واحد، باعتبار التبادل الواضح والغامض كان ولا يزال وسيظل السمة الأبرز للرمز الأصيل العفوي غير المفتعل بصوره وصيغه ومستوياته المتعددة.
ولا شك أن الإنسان في جميع أنحاء العالم، يستخدم الرمز للتعبير والتواصل، من منطلق أن التراث يظل حياً عبر الزمن؛ حيث يأخذ أشكالاً متنوعة، تؤثر في تشكيل الوعي والعقل والوجدان.
في هذا الكتاب الصادر عن الهيئة المصرية العامة للكتاب، بعنوان «الرمز والدلالة مقاربات تطبيقية في الثقافة الشعبية» يؤكد د. عبد الحكيم خليل أن التراث الصوفي هو من أكثر المجالات المرتبطة بمجال التدين والعقيدة، التي تتأثر بعض جوانبه في الممارسة العملية بمجال الطقوس الشعبية، التي يتصل من خلالها الرمز بالتراث الصوفي صلة واضحة، ليكشف من خلاله عن الأبعاد والدلالات، التي يحتويها الرمز، أو يحملها بداخله، تماشياً مع وظيفته داخل المجتمع الصوفي.
وإذا كان الرمز يمثل ملمحاً تكوينياً معروفاً في الأدب بعامة، والأمثال الشعبية بخاصة – كما يقول عبد الحكيم خليل – فإن هناك تأكيدات بعدم انفصال الدلالات الرمزية عن الدلالات الاعتقادية، داخل هذا الكتاب، والذي يتضمن البحث عن الأمثال الشعبية، داخل بيئتها الثقافية والاجتماعية.
