أحيت روسيا، أمس الثلاثاء، الذكرى ال 78 للنصر على النازية، باحتفالات في عموم البلاد وفي أغلب دول الاتحاد السوفييتي السابق، بينما حضر الرئيس فلاديمير بوتين وعدد من الزعماء الأجانب الاحتفالات العسكرية في الساحة الحمراء بموسكو، مؤكداً أن بلاده تواجه حرباً حقيقية وإن الغرب يريد تدمير روسيا، ولا خيار أمام الروس غير الانتصار مجدداً في هذه المواجهة.
وتعهد الرئيس الروسي بالنصر في أوكرانيا، مقارناً الوضع الحالي بالحرب العالمية الثانية. وقال إن العالم عند «نقطة تحول»، متهماً الدول الغربية بتدبير «حرب» ضد روسيا. وقال إن «الحضارة من جديد عند منعطف. أطلقت حرب ضد وطننا».
وأشاد بوتين بالقوات الروسية، لا سيما بمئات الآلاف من جنود الاحتياط الذين تم تجنيدهم قائلاً: «أمن الوطن يقع على كاهلكم ومستقبل دولتنا وشعبنا منوط بكم»، متهماً الأمريكيين والأوروبيين مجدداً باستخدام أوكرانيا من أجل انهيار بلاده ودمارها.
وقال الرئيس الروسي (70 عاماً) لمحاربين قدامى وجنود احتشدوا في الساحة الحمراء، «لقد صارت المعارك الحاسمة من أجل مصير أمتنا دائماً وطنية ومقدسة». وأضاف: «إنها حرب حقيقية اندلعت مرة أخرى على وطننا».
وأشاد بوتين بالجنود الروس في أوكرانيا ووصفهم بأنهم أبطال يقاتلون من أجل مستقبل البلاد. واتهم النخب الغربية بمواصلة إثارة نزاعات دامية ونشر المعاداة لروسيا وتأجيج النزعات القومية العدوانية.
وقال: إن «الغرب يدمر القيم من أجل الاستمرار في فرض قواعده الخاصة التي ليست في حقيقتها إلا نظام سرقة وعنف». وهاجم بوتين خصوم بلاده الغربيين، وقال إن هدفهم تفكيك وتدمير روسيا وإلغاء نتائج الحرب العالمية الثانية وتدمير نظام الأمن العالمي والقانون الدولي نهائياً وخنق أي مراكز تنمية ذات سيادة»، وتعهد بتحقيق نصر في المواجهة المتفاقمة. كما نبه إلى أن «النخب الغربية نسيت ما الذي أدت إليه مطامع النازيين بالسيطرة على العالم».
وبث التلفزيون الرسمي، مشاهد لبوتين إلى جوار المحاربين القدامى في الحرب العالمية الثانية في الساحة الحمراء، حيث تجمع آلاف من الجنود الروس مرتدين الزي الرسمي للاحتفال في مسيرة بصحبة فرقة عسكرية. وكان العرض العسكري هذا العام محدوداً وشارك فيه عدد قليل من الآليات العسكرية وغابت عنه العروض الجوية.وخلافاً للاحتفال المماثل في العام الماضي عندما ظهر الرئيس الروسي برفقة حليفه ألكسندر لوكاشينكو فقط، ولم يحضر المناسبة أي زعيم أجنبي، فقد حرصت موسكو هذا العام على دعوة عدد من الزعماء الأجانب، بينهم ضافة إلى لوكاشينكو رؤساء قيرغيزستان وطاجيكستان وأوزبكستان وأرمينيا وكازاخستان.
عرض عسكري
وعلق بوتين على هذا الحضور في كلمته الافتتاحية أمام الاحتفال، مؤكداً أن «حضور قادة من بلدان رابطة الدول المستقلة لعرض النصر يظهر امتنانهم لمأثرة الأسلاف الذين قاتلوا معاً وهزموا النازية». وأضاف: «كل شعوب الاتحاد السوفييتي (السابق) أسهمت في تحقيق النصر المشترك، وسنذكر ذلك دائماً». وكان لافتاً أن الاستعراض العسكري لهذا العام متواضع، وغاب عنه الكثير من الأسلحة والدبابات المتقدمة ولم يتخلله استعراض جوي أيضاً. (وكالات)
