نهاية الهجوم الأول

01:39 صباحا
قراءة دقيقتين
افتتاحية الخليج

مع إعلان أوكرانيا أمس الثلاثاء، أن قواتها أنهت تنفيذ«المرحلة الأولى» من الهجوم المضاد الذي بدأ قبل شهر، تتجه الأنظار إلى المرحلة الثانية، متى، وهل تستطيع تغيير المشهد الميداني، بعد أن انتهت المرحلة الأولى من دون تحقيق أي إنجاز عسكري يعتّد به، أم أن الأمر يستدعى إعادة النظر في الخطط التي لم تحقق أهدافها، أم أن هذا العجز يفترض البحث عن حل سياسي من خلال المفاوضات؟

من الواضح أن الهجوم الأوكراني الذي طال الحديث عنه لم يصل إلى ما كانت تراهن عليه كييف والعواصم الغربية، لإجبار القوات الروسية على الانسحاب من المواقع التي احتلتها، رغم أن هذا الهجوم تم الإعداد له طويلاً من خلال ضخ أحدث الأسلحة الغربية من دبابات وصواريخ وذخيرة للجيش الأوكراني مع توفير التدريب لآلاف الجنود وتقديم كل الوسائل اللوجستية والتجسس والاستطلاع في الميدان.

قبل يوم واحد من إعلان نهاية المرحلة الأولى للهجوم اعترفت هانا ماليار نائبة وزير الدفاع الأوكراني بأن قوات بلادها تواجه صعوبات في المنطقة الشمالية الشرقية، حيث تمكنت القوات الروسية من التقدم في مناطق أفدييفكا وماريينكا وليمان وفي قطاع سفاتوفو، في حين تمكنت القوات الأوكرانية من تحقيق «نجاح جزئي»، في الجهة الجنوبية من باخموت ومناطق أخرى، وهذا يعني أن القوات الأوكرانية تواجه صعوبة في إحراز تقدم حاسم، في حين أن القوات الروسية، ووفقاً لوزارة الدفاع تمكنت من صد كل الهجمات الأوكرانية،وأوقعت خسائر فادحة بالقوات الأوكرانية ودمرت كل دبابات «ليوبارد» الألمانية التي قدمتها البرتغال وبولندا لكييف، ووفقاً لوزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو فإن القوات الأوكرانية «لم تحقق أهدافها في أي اتجاه»، وأضاف «من الواضح أن التوقعات من الأسلحة الغربية المتبجح بها مبالغ فيها».

تعثُّر الهجوم الأوكراني أشار إليه رئيس هيئة القوات الأمريكية المشتركة الجنرال مارك ميلي بقوله إن الهجوم المضاد «يسير بشكل أبطأ مما كان متوقعاً»، وأضاف إن الهجوم «سيكون صعباً وطويلاً ودموياً للغاية».

يفهم مما تقدم أن إعلان نهاية المرحلة الأولى من الهجوم كان خيارأ إجبارياً بسبب سوء التقدير والتخطيط، وفشل استخباراتي في معرفة مدى استعداد القوات الروسية للهجوم الذي تحّول إلى فشل استراتيجي، واستنزاف هائل للقوات الأوكرانية والأسلحة الغربية، خصوصاً أن الدول الغربية كانت تلحّ على كييف ببدء الهجوم، في حين أن القيادة الأوكرانية كانت تشكو من نقص الإمدادات العسكرية الغربية وبطء بعض الدول في الوفاء بالتزاماتها، خصوصاً ما يتعلق بتوفير طائرات «إف16» وصواريخ أرض جو، وصواريخ بعيدة المدى.

إذاً، من المفترض أن يؤدي كل ذلك إلى مراجعة عسكرية وسياسية تأخذ في الحسبان نتائج المرحلة الأولى من الهجوم. وذلك يطرح السؤال التالي: هل ستنتقل أوكرانيا إلى المرحلة الثانية من الهجوم، وما هي إمكانيات نجاحه في تحقيق ما فشل فيه الهجوم الأول؟ وهل تعيد الدول الغربية النظر في حساباتها مع استمرار استنزاف القوات الأوكرانية والأسلحة الغربية، بعدما باتت العديد من هذه الدول تعلن عدم قدرتها على مواصلة توفير الأسلحة اللازمة للقوات الأوكرانية، مع ارتفاع الأصوات بضرورة وقف الحرب والبحث عن وسائل سياسية تضع حداً لحرب طويلة جداً بلا أفق؟

التقييمات
قم بإنشاء حسابك لتتمكن من تقييم المقالات
https://tinyurl.com/3wwu9rmk

عن الكاتب

المزيد من الآراء

لاستلام اشعارات وعروض من صحيفة "الخليج"