أصبح التقليد في عالم المشاريع الصغيرة أشبه بعدوى، فما إن يظهر مشروع ناجح حتى يكرّره العديد من الناس بنفس المدينة، وبنفس الحي، وبنفس الشارع، ليسقط الجميع في النهاية.
وإذا كنتَ مُصرّاً على تقليد فكرة مشروع ناجح، على الأقل ابدأ من حيث انتهى الآخرون من تطوير وتحسين، فالسوق لا يرحم. وتعد الفكرة الجيِّدة والمناسبة، اللبنة الأولى لكل مشروع ناجح، وقد تدور في خلدك عدة أفكار، يُمكن أن تؤدِّي إذا أحسنت دراستها إلى مشروع مربح وناجح، فمهما كان النشاط الذي ستختاره، تأكد من أنّك تحبّ القيام به، وأنّ الآخرين على استعداد لدفع الثمن من أجل الحصول على منتجاتك أو خدماتك. ولكن كيف تحصل على فكرة مشروع ناجح؟
سنقدِّم لك في هذا الموضوع مجموعة من الأفكار والنصائح ستساعدك حتماً في الحصول على فكرة مشروع ناجح يناسب مؤهلاتك وقدراتك. وكلّ ما عليك أن تستوعب هذه الأفكار والتي ارتبطت ببعض رجال الأعمال الكبار الذين أصبحت قصص نجاحهم ذائعة الصيت:
1- حوّل هوايتك إلى مشروع
إنّ من بين أنجح الأعمال هي تلك التي تبدأ بهواية تتطور وتُصبح احترافاً ومصدر إبداع لعمل مميز، يتطوّر إلى مشروع ناجح ومُربح، يضع صاحبه ضمن أصحاب المشاريع الناجحة. وما يفسّر ذلك، هو أنّ العديد من الناس عندما يختارون البدء بالعمل لمصلحتهم، فإنهم يلجأون فوراً ومن دون تردّد إلى الأشياء التي يشعرون بالشغف نحوها، وفي أغلب الأحيان، تكون هذه الأشياء هواياتهم. فالشغف هو ما يوقظك في الصباح، وهو ما يبقيك حريصاً على الاستمرار عند مواجهة النكسات والشكوك أثناء تقدمك، وعندما ينتهي اليوم. والشغف هو ما يمنعك من الاستسلام، ويدفعك للرجوع إلى الطريق «الآمن».
2- وفِّر ما تحتاج إليه ولا تجده
هل بحثت عن مُنتج أو خدمة ولم تجدها في محيطك؟ حاول توفير ما كنتَ تحتاج إليه، ووجدت صعوبة في إيجاده، فإحدى أشهر شركات طبع الأفلام في أوزبكستان، قام صاحبها بإنشائها؛ لأنه لم يجد مكاناً لطبع أفلامه هناك، واليوم تساوي شركته ما يقرب من 100 مليون دولار.
3- أسهم في حل مشكلة ما
فتِّش عن المشاكل، وابحث عن الحلول بطريقتك، واسأل كلّ مَن حولك عن المشاكل اليومية التي تواجههم، فقد يشيرون عليك بأفكار جديدة، فالحاجة أُمّ الاختراع، فاختراع وتسويق أغلب الأدوات المكتبية، كان بسبب مشاكل واحتياجات تمسّ أعمال الموظفين اليومية. البحث عن حل لمشكلة كبيرة كانت أو صغيرة يعد أفضل أُسس الحصول على فكرة مشروع ناجح. صِغر المشكلة لا يعني أنّها ليست مُربحة، فالمشكلة الصغيرة التي يعانيها 5 أشخاص تعد صغيرة، لكن هل تزال صغيرة لو أنّ مَن يعانيها آلاف شخص أو أكثر؟ بالطبع لا.
4- اختلف عن الآخرين
عندما تقدِّم شيئاً مختلفاً عمّا يقدِّمه الآخرون، سوف تستقطب شريحة من السوق تستهدف هذا الاختلاف والتميز، وهذا يعني أنّ السلعة أو الخدمة التي تقدِّمها يجب أن تكون فريدة، وأن تعرفها أنتَ وتعرّفها لعملائك، ونتائج هذه المغامرة لا تعترف بالحلول الوسط، فإمّا أن تنجح نجاحاً باهراً وإما أن تفشل فشلاً ذريعاً.
5- ابدأ من حيث انتهى الآخرون
يمكنك أن تستفيد من التقدّم والتطوّرات التكنولوجية من حولك. ففي الوقت الذي كان فيه التجّار يورّدون أثاث المكاتب وتجهيزات بسيطة، أدخل عبد الرحمن الجريسي للسوق السعودية مجال تقنيات المكاتب وتجهيزها؛ حيث بدأ بمبلغ 40 ألف ريال، واختار التركيز في مجال تقنيات المعلومات والشبكات الحاسوبية. بداية عمله كانت بسيطة؛ حيث كان يعمل معه شخص واحد فقط، وأصبح الآن يعمل في شركاته أكثر من 5 آلاف موظف وعامل، منهم 4 آلاف موظف يعملون في مجال التقنية.
6- حسِّن ما يقدّمه غيرك
يعد هذا مدخلاً بديلاً عن ابتكار أفكار جديدة، فشركة «سنجر» مثلاً لم تخترع ماكينة الخياطة، لكنّها أضافت إليها تطوير الحركة الميكانيكية بالرجل بدلاً من اليد.
7- ابتكر أفكاراً جديدة
يمكنك الحصول على فكرة مشروع من خلال أفكار ابتكارية. هناك دائماً حلول للمشكلات، لكنّها في الأغلب تكون تقليدية لا جديد فيها؛ لذلك فالمشروع الابتكاري يقوم على تقديم حلول جديدة مقترحة لمشكلات قائمة في جانب من جوانب الحياة.
وهناك أمثلة كثيرة يمكن أن تضرب في هذا الصدد منها مثلاً: حاملة مسامير يستعملها البناؤون المقاولون والنجارون عند دق المسامير في الخشب والبناء عموماً، إنّها مجرد قطعة بلاستيكية تنوب عن الأصبعين اللذين يحملان المسامير أثناء دقها بالمطرقة؛ إذ يوضع مسمار في طرفها بينما يمسك البناء بالطرف الثاني، فتسهل عليه عملية دق المسامير بأمان تام، من دون أن يؤذي أصبعيه.
وهذا الابتكار هو مجرد فكرة يسيرة، لكنّها عبقرية في الوقت ذاته؛ إذ تنطوي على خطوة فيها حل جذري لمشكلة تواجه الناس في حياتهم اليومية باستمرار، فمن منّا لا يخشى من أن تصيب المطرقة أصبعيه؟. إذاً فهي خطوة ابتكارية، قدّمت حلاً بمنتج جديد في قطاع صناعي محدّد. وقد تحقّق هذا بالفعل، وكان من أهم الابتكارات في معارض بريطانيا.
ختاماً.. عندما تلمع في ذهنك فكرة تراها فكرة مشروع ناجح، قم بتدوينها ودعها في رأسك فترة لتكتمل كلّ جوانبها، وافتح عقلك على كلّ الاحتمالات. ليس عليك أن تركض وتتسرع مع أوّل فكرة عمل تأتي بها، لكن عليك أن تكتشف الفكرة الملائمة لمهاراتك ورغباتك أوّلاً، احلم ثمّ فكّر ثمّ خطّط ثمّ ابدأ في التنفيذ وصناعة مستقبلك.
